بداية أود أن أتوجه بخالص التهنئة القلبية لكل المصريين عامة وللدكتور مرسى خاصة على فوزه فى جولة الإعادة للإنتخابات الرئاسيىة ، أسأل الله أن يعينه على تلك المسئولية الثقيلة التى وضعها الشعب المصرى على عاتقه بالرغم من خلافى مع سياسات الجماعة التى ينتمى إليها الدكتور مرسى وهو خلاف من أجل صالح الوطن ولا ينفى باى حال من الأحوال صفة الوطنية عن جماعة الإخوان فهذه الإنتخابات قد وضعتنا جميعاً بين خيارين لا ثالث لهما فلم يكن أمامنا سوى إختيار أحد الخيارين : الأول : هو إنتخاب مرشح الفلول وهذا بالطبع أمر مستحيل لأنه بذلك الإختيار ستنتهى كل الآمال بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير التى ضحى الشعب من أجلها بالغالى والنفيس لذا فلم يكن أمامنا سوى الإختيار
الثانى : وهو الوقوف خلف مرشح جماعة الإخوان المسلمين على أمل أن تتحقق أهداف الثورة ومن أجل ذلك وجب التنويه إلى شيئ هام جداً وهو أن نتيجة جولة الإعادة لا تعنى بالضرورة رضاء كل من أعطى صوته لمرشح الجماعة عن ذلك الإختيار وإنما هو كما يقال مجبر أخاك لا بطل أى أن نجاح الدكتور مرسى فى إنتخابات لا يعد دليلاً يعكس شعبية الإخوان فى الشارع المصرى والتى قلت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة نتيجة لسياستهم التى إتبعوها فى الآونة الأخيرة فمن أعطى صوته لمرشح الجماعة من الثوار أو من خارج الجماعة فقد أعطاه نكاية فى شفيق مرشح الفلول .
قبل أن أتوجه برسالتى للدكتور مرسى هناك بعض الأمور التى يتوجب علي أن انوه عنها وهى أنه :
- يجب علينا أن نتوحد جميعاً خلف الرئيس الذى إنتخبه الشعب حتى يتمكن من إنجاز مهمته على خير وجه حتى نبقى قوة داعمة له لا معرقلة لخطوات الإصلاح التى أعلن إعتزامه القيام بها .
- يجب أن تتيقن جماعة الإخوان المسلمين أنها فصيل مثلها مثل أى فصيل سياسى آخر يعمل من أجل صالح هذا الوطن فلا تتعامل بأسلوب المغالبة مع الآخر الذى تتبعه دائماً عندما تقوى شوكتها وأن تتخلى تماماً عن لغة التعالى التى كانت تتعامل بها فيما قبل .
- يجب علينا أن نتخلى عن نظرية المؤامرة والتخوين والتكذيب التى أصبحت سمة أساسية فى التعامل بين مختلف القوى الوطنية والسياسية الآن .
- يجب أن نفتح صفحة جديدة ونطوى الصفحات القديمة ونتعهد أمام الله أن نعمل من أجل صالح مصر وليس من أجل مصالح حزب أو جماعة حتى نمد يد العون للرئيس فكفاه ما سيلاقيه من مصاعب ومشاكل الوطن التى تنتظره بفارغ الصبر .
أما رسالتى للدكتور محمد مرسى والتى إذا وضعها نُصب عينيه فسيمتلك قلوب المصريين قبل أصواتهم وإذا ضرب بها عرض فعليه أن يتأكد أن ميدان التحرير الذى إبتهج فرحاً بنجاحه سينقلب إلى غضب هادر ساحق لن يهدأ حتى يخلعه كما خلع من سبقه فهى تتلخص فى التالى :
أولاً : يجب أن تتأكد يا دكتور مرسى أننا سنقف خلفك وندعمك ونؤازرك متى أحسنت وسننبهك متى أخطأت وأن عصر التملق والنفاق للرئيس وإحاطته بهالة من القدسية وكأنه مبعوث السماء إلى الأرض قد إنتهى بلا رجعة ولن يعود فإننا أعين تراقب وضمائر تحاسب .
ثانياً : أنك قد أصبحت رئيساً لكل المصريين كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم مسلمهم ومسيحهم لذا فيجب عليك أن تنسى تماماً أنك كنت عضواً فى يوم من الأيام بجماعة الإخوان المسلمين وهو ما يوجب عليك أن تحل نفسك من بيعتك للمرشد العام الذى حلك هو منها ، لذا فكل قراراتك لابد وأن تصب فى الصالح العام وليس فى صالح الجماعة .
ثالثاً : يجب مراعاة حقوق الأقلية ، شركاء هذا الوطن وأعنى بهم إخوتنا المسيحيين الذين يتوجسون قلقاً من قدومك رئيساً للجمهورية فيجب الإنتهاء من وضع قانون دور العبادة الموحد مع سرعة تحقيق مطالبهم والتى هى حق مشروع لهم وليست منةً أو منحةً من أحد فهم أبناء هذا الوطن مثلهم مثل إخوتهم المسلمين لا فرق بينهم وهم من نسيجه الذى لم ولن ينشق أو ينسلخ عنه .
رابعاً : سرعة القصاص للشهداء وإعادة محاكمة كل من تسبب فى إهدار تلك الدماء الزكية الطاهرة .
خامساً : توفير الرعاية الكاملة لمصابى الثورة وأهليهم وأهالى الشهداء الأبرار .
سادساً : الإفراج الفورى عن كل المعتقلين السياسين الذين تم إعتقالهم منذ بدء ثورة 25 يناير .
سابعاً : سرعة تشكيل حكومة إئتلافية من شرفاء الثورة وهم كُثر على أن يكون رئيسها أحد الرموز الوطنية الشريفة .
ثامناً : تحقيق الإستقرار الأمنى والإجتماعى لكافة المواطنين وذلك عن طريق القضاء على البطالة ومراعاة حقوق الفقراء .
تاسعاً : تطهير أجهزة الدولة من الفساد والمفسدين وبقايا الفلول الذين ثبت فسادهم وخراب ذمتهم وضمائرهم .
عاشراً : سرعة تطبيق الحد الأعلى والأدنى للأجور وبدأ تطبيق نظام التقشف الحكومى فكفى ما عناه الشعب من التقشف .
إحدى عشر : كسر كل القيود على حرية الرأى والتعبير فعصر قصف الأقلام وتكميم الأفواه وتعتيم الحقائق قد إنتهى بغير رجعة مع الحفاظ على حرية الفن والإبداع الهادف البنّاء .
إثنى عشر : العمل على سرعة إستقلال القضاء تماماً عن السلطة التنفيذية .
لقد أسعدنى ما سمعته منك يا دكتور مرسى حينما قلت تأسياً بالإمام أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه حينما قال والتى أرجو أن تسمح لى أن أذكر نص ما قاله الإمام بالكامل :
( أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ) .
ومن هذا المنطلق فلك علينا حق الطاعة ما أطعت الله ورسوله فينا ولا طاعة لك علينا إذا عصيت الله ورسوله وأكرر لقد بلغت بى السعادة مبلغها وأنا أسمعك تطلب من شعبك أن يتعامل معك بهذا المبدأ .
حقاً ما أسعدنا بك إذا تحقق هذا الكلام عند ذلك ستصبح يا دكتور مرسى هدية الله لنا بعد كل ما عانينا منه من ألم وصبر ومشقة .
أسأل الله أن يعينك على ما أنت مقدم عليه فالمهمة شاقة والأمانة ثقيلة ، كما أسأله أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى وأن يسدد على طريق الخير خطاك ، وأن يثّبتك على الحق إنه نعم المولى ونعم المصير .
أكرر لك تهنئتى يا دكتور مرسى بفوزك والذى يعد إنتصاراً تاريخياً لإرادة شعب مصر .
أهنئك من كل قلبى يا من قد أصبحت أمل المصريين فى تحقيق أهداف ثورتهم .
( للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب ) محمد نور الدين محمود [email protected]