كان رجلاً بكل ما تحمل الكلمة من معني، أسموه "زامورا" تشبهاً بنجم عالمي إسباني علي ما اعتقد لتشابه كبير بينهما في اسلوب اللعب أيام كان لاعبا في الملعب، وكلمة لاعب في الملعب تعني الكثير لأي شخصية تتقلد منصبا أو تسند لها إدارة، خاصة مناصب الرؤساء سواء في الأندية الكبري أو الاتحادات الرياضية المؤثرة.. عرفته حتي أيام رئاسة "آل عامر" وما أدراك ما "آل عامر" بالنسبة للسلطة أو الشعبية في طول البلاد وعرضها، أيامها كنت طفلا كغيري حريصا علي متابعة مباريات كرة القدم التي خصص لها يوم عطلة الجمعة فقط، تميز هذا الزمن بأن لكل شيء طعما وقيمة، تميز بالفصل بين العناصر الماء ماء رائق عذب مستساغ، والزيت لايوضع إلا في موضعه خاصة طبق الفول المدمس اللي كان "فول" لاعلاقة له بفول أيامنا الحالية أي في زمن استقل فيه كل شيء جميل بذاته وبلونه وطعمه ورائحته، لابشكل وطعم مايحدث هذه الأيام من خلط بين الماء والزيتي ليكون مزيحا لاملامحا له ولافائدة منه. أتذكر انني التقيته وانا طالب جامعي متدرب علي الصحافة في فناء نادي الزمالك كأي عضو أو انسان طرق باب هذا النادي الذي حمل اسماً اكتسب شعبية كبيرة، ونافس من لايقدرعلي منافسته أي شيء آخر هو النادي الأهلي.. رأيته.. إنسانا عاديا - مهندسا زراعيا- علي ما اذكر، يحمل حباً واحتراماً في قلب كل من عرفه واحاط به وتعامل معه. بشعره الأبيض وخفة روحه والقبول الرباني أعطي محمد حسن حلمي شخصية متميزة لنادي الزمالك، ثاني القلاع الرياضية المصرية علي الاطلاق، احتفظ بعلاقات متوازنة مع الجميع خاصة الأهلي، ولذا شهدت أيامه العصر الذهبي من الاستقرار والنمو والتفوق ليس في عالم كرة القدم فحسب وإنما في كل الألعاب، ولاينسي أحد تاريخ أولاد ميت عقبة في كرة السلة أيام عادل شرف، والكرة الطائرة أيام عزمي مجاهد، وفي ألعاب أخري كثيرة ومهمة. أيامه.. أي أيام حلمي زامورا كان فيه انتخابات، لكن بدون خناقات، كان فيه مناقشات ، لكن في حدود الأدب ودون غلط أو تشهير أو نقسام غير محمود.. ايامه كان فيه نجوم كبار ارتبط النادي بتألقهم واخلاصهم وعطائهم أيام الهواية دون ولامليم يتقاضوه.. من ينسي رأفت عطية ويكن حسين وألدو وحمادة امام وعمر النور وسمير محمد علي وسمير قطب وعبده نصحي.. أسماء مازالت عالقة بتلابيب ذاكرة من تخطوا العقد الأخير من أعمارهم لانهم حفروها في ظل رئاسة وادارة مخلصة..ما احوج الزمالك واندية مصر لأمثال محمد حسن حلمي.. حلمي زامورا.