** نعم نحن بالفعل في حالة حرب، حرب شرسة بكل ما تحمل الكلمة من معان. وفي الحرب دائما رجال يبذلون أغلي ما لديهم من أجل الوطن، يقدمون حياتهم وأرواحهم بكل رضا فداء للأرض والعرض. يموت البطل من أجل رسالة، وعقيدة راسخة لا يهزها شيء مهما يكن وزنه أو قيمته. يقدم الشهيد عمره راضيا مختارا، ولو عاد به الزمن من جديد ما فكر مرتين في تكرار التضحية.. وأظن أن هناك من لو ساقته المقادير لتلك اللحظة، التي تضعه بين الحياة والاستشهاد وأنا منهم فإنه سيختار الشهادة دون عناء في التفكير. هكذا نحن أبناء هذه الأرض.. نعشق ترابها، ونضحى بكل شىء من أجلها لتبقى مصر دومًا الأولى قبل كل الأشياء. سلامًا على كل شهداء مصر من رجال جيش مصر العظيم، ورجال الشرطة الأبطال، والمجد كل المجد لمن وهب حياته ليعيش هذا الوطن حرًا، عظيمًا، لا يعرف إلا النصر فى كل وقت وزمان. شهداء الوطن هم أنبل وأطهر ما أنجبت هذه الأرض.. وتحيا مصر.. دائمًا وأبدًا. ** لا يكاد يمر كثير من وقت، إلا ويأتينا خبر محزن عن احتجاب صحيفة ورقية جديدة، حتى بدا وكأن هذا الخبر صار مساحة ثابتة تفرض نفسها بين الحين والآخر، دون أن يكون هناك فرق بين كون الخبر، أو الجريدة.. فى أمريكا، أو أوروبا، أو حتى العالم العربى، فقد احتجبت عشرات الإصدارات الصحفية على امتداد الكرة الأرضية، بما يكشف عن حجم ما تلاقيه الصحافة الورقية من صعوبات، وهى قضية شغلت العالم منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وطرحها الخبراء، والأكاديميون المهتمون بوسائل الإعلام، وكان التوقع يميل إلى تعرض المهنة للتراجع خلال عدة عقود قادمة، وهو طرح صحيح، توقعت حدوثه، وتحدثت عنه قبل 10 سنوات خلال محاضرة بكلية الإعلام جامعة القاهرة. ورغم كل شىء، تبقى الصحافة قادرة على البقاء لأطول وقت ممكن، خاصة فى حالة مثل حالة مجتمعنا، بل وتستطيع أن تستعيد الكثير مما كانت عليه، ولكن يبقى هذا مشروطا بأمور محددة، وواضحة.. والتحدى الحقيقى ألا يكون هناك دخلاء عليها، ثم يأتى من بعده قائمة طويلة من الرؤى المهنية العلمية لصنع نظام إعلامى حديث. ** لو لم يكن النادى الأهلى هو الذى يملك النموذج الاحترافى الأكثر دقة ونجاحًا فى ضم اللاعبين الجدد والاستغناء عن غيرهم.. فمن إذن سيكون صاحب هذا النموذج؟ السؤال بات ضرويًا بعدكم الصفقات التى ضمها الأهلى، وكذلك تلك التى قام بالاستغناء عنها فى نفس التوقيت تقريبًا.. حيث بدا وكأن ما جرى لا يعكس إلا حالة من العشوائية، التى لا تليق بمقام ناد بحجم الأهلى.. فمن صفقة تكلفت الكثير، مثل صفقة الإيفوارى سليمان كوليبالى، الذى يغسل الكل يده من التعاقد معه، بعد أن تبدى فى الآفاق أنه لا يعرف عن كرة القدم الكثير، إلى صفقات تأتى وترحل دون أن تلعب، بما يشير إلى أمر غامض يؤكد وجود خلل ما.. ليس فقط فيما يتعلق بكم من يستعين بهم النادى، وهو ليس بالقليل.. وكذلك من يتم فتح الباب أمام رحيلهم.. مما أفضى إلى صعوبة فهم ما يحكم القصة كلها، وربما كانت واقعة ضم يوسف أوباما التى تم الإعلان عنها قبل أيام هى واحدة من الحالات الصارخة التى تعبر عما وصل إليه الوضع بشأن صفقات الأهلى!! يوسف أوباما.. بأمارة إيه؟! ** لا شك أبدًا أن "هكتور كوبر" اكتسب الكثير من الثقة بالذات على عكس ما كان عليه الحال من قبل.. وربما انعكست هذه الثقة على طريقة وأسلوب ونبرة حديثه، وهو ما بدا واضحا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده قبل معسكر منتخب مصر الأخير، واختلاف النبرة والأسلوب ومضمون الكلام ليس سيئا ولا مستهجنا، وهو طبيعى جدًا وأرى أنه يعود إلى سببين.. الأول: حجم ما حققه منتخب مصر تحت قيادته، بعد أن خسر نهائى أمم أفريقيا أمام الكاميرون، وحصوله على لقب الوصيف فى أمم الجابون، فى أول مشاركة بعد غياب سبع سنوات كاملة، واحتلال قمة المجموعة فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم فى روسيا 2018، وتبدو فرص منتخب مصر هى الأقوى للتأهل للنهائيات، وثانيا: تعرضه لضغوط مختلفة فى عمله اليومى، بجانب ضغوط إعلامية تعطى الإحساس بأن الأمور لا تمضى بشكل سهل وسلس. فى كل الأحوال من حق الرجل أن يعبر عن رأيه، ويقول ما يشاء ما دام ما يقال فى إطار المباح والمسموح به ودون تجريح، أو تجاوز فى حق أحد.. لكن من الواضح عمومًا أن الكيل فاض بالرجل ** إذا أردت أن تعرف ما هى قيم ومبادئ وتقاليد النادى الأهلى.. عليك أن تذهب لمشاهدة تسجيل لحوار الكابتن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى السابق مع الإعلامى أحمد شوبير الذى أجراه قبل ما يقرب من أسبوع فى قناة صدى البلد. الرجل حين تكلم كان يعبر عن تاريخ حافل يمتد لنحو نصف قرن، هى الفترة الزمنية التى تدرج فيها من لاعب إلى مدير للكرة ثم عضو فى مجلس الإدارة وأمين للصندوق ووكيل للنادى ونائب لرئيس النادى ثم رئيس له عقب رحيل الكابتن صالح سليم، وبقى حسن حمدى هو الوحيد على مستوى الأندية المصرية، وليس النادى الأهلى فقط، الذى تدرج هكذا فى كل المناصب بلا استثناء، وجسدت كلماته فى إجابة كل سؤال من أسئلة المحاور، حزمة القيم والأخلاقيات التى ألزم الأهلى بها نفسه عبر تاريخه الطويل على امتداد 110 سنوات. العمل الجيد لا يمكن أبدًا الاختلاف عليه.