** لا يمكن أن تكون زيارة ميسي لمصر إلا إضافة، وقيمة، وإيجابيات فوق كل تصور.. خاصة حين يتجاوز الأمر مسألة مشاركته في حملة علاج فيروس سي، إلي كونه زيارة لمصر اهتم بها العالم كله، ونال فيها الوطن مردودًا هائلاً، يمكن الرد به علي كثير من أحاديث الضلال، التي يروجها البعض عنا ليل نهار. ولا تمنع أهمية الزيارة وإيجابياتها من التأكيد علي أنه كان ممكناً تحقيق عوائد مالية ضخمة من أفكار بسيطة يمكن استغلالها لمصلحة علاج مزيد من المرضي، ولا يمنع كذلك من ضرورة الحرص علي الاهتمام بكل صغيرة، أو كبيرة في التنظيم.. فقد أجمع الكل علي الفشل التنظيمى داخل القاعة، مع أنه اختبار حقيقى لحرفية الحدث. ** إذا كان العالم قد استقر منذ زمن على أن عجائب الدنيا هى سبع عجائب، فإن الرياضة المصرية، وكرة القدم على وجه الخصوص تضيف لنا كل يوم عجيبة جديدة، لا يمكن إلا أن نضعها بجانب الأهرامات، وسور الصين العظيم، وحدائق بابل المعلقة، وتستحق العجيبة الأخيرة لرئيس نادى وادى دجلة أن تكون أبرز ما أتحفتنا به الرياضة المصرية مؤخرًا!! رئيس نادى وادى دجلة الغائب عن مصر منذ شهور.. قام عبر صفحته على "الفيس بوك" بعرض الحارس عصام الحضرى للبيع، ذاكرًا ما يصف قدرات الحارس تمامًا، وكأن المعروض غسالة أو ثلاجة قديمة، واصفًا أنه حارس بحالة جيدة!! عمره 44 سنة، ويمكن أن يلعب عامين آخرين! هذه هى المنظومة المحترفة التى نريد أن ننافس بها.. ونتقدم! هذا هو الاحتراف الذى نوهم أنفسنا ليل نهار بأننا نطبقه، هذا هو الواقع الأليم الذى نرفض الاعتراف به، ونأبى مصارحة أنفسنا بحاجتنا للتغيير والإصلاح.. وهكذا تظل الأفعال الغريبة، الساذجة تتكرر كل يوم، ومعها تصدح الشعارات الجوفاء عن عبقرية هؤلاء المحترفين، خاصة فى وجود الكورس الإعلامى، وكتيبة المقالات الموجهة، التى تردد هذه المعانى، حتى يعتقد الجمهور أن هذا هو الصواب.. وما دونه الفشل! ثم نستيقظ مفزوعين مرة وراء الأخرى على عجيبة جديدة تضاف إلى قائمة طويلة من عجائب الرياضة والرياضيين.. والمحترفين!! ** ما هو العائد الذى يتحقق للأندية حين تقوم بإنشاء فروع جديدة لها؟ هل سبق وسأل أحد هذا السؤال، ألم ينشغل أحد بانتشار هذه الأفرع انتشارًا ملفتًا للنظر.. حتى بدا الأمر وكأنه موضة جديدة تجتاح الأسواق؟! لا أحد يعرف ما هى الحكمة من أن يقيم ناد فرعًا جديدًا له فى مدينة أخرى أو حى آخر، ما هى الفلسفة التى تحكم قراره فى هذا الاتجاه؟ الحقيقة أنه لا توجد لا فلسفة ولا يحزنون، هى فكرة تولد فجأة رغبة فى التمدد دون أن يحكمها رؤية، ولا خطة، ولا هدف، اللهم إلا الإيحاء لأصحاب الأصوات الانتخابية بأن مجلس الإدارة ناجح وعبقرى وجعل النادى ضعفين وثلاثة.. وربما أربعة! والحقيقة أن الأفرع الجديدة ومنذ سنين طويلة صارت صداعًا عرف طريقه إلى المحاكم لأسباب كثيرة، ومختلفة، ومتنوعة، وقد كان من المفترض أن يكون قانون الرياضة الجديد منتبهًا لمثل هذه المسألة، منظمًا لها، محددًا لآلياتها، والفلسفة التى تحكمها.. أما أن يبقى الوضع على ما نحن فيه، فهذا يعنى أن الأفرع الجديدة كانت مجرد هدف لتحقيق عوائد مادية.. يتم إنفاقها بغير رشد، ومنها ما يذهب تحت أقدام لاعبى الكرة! ** أريد من السادة المتحمسين، الذين ينادون بتعظيم دور الجمعيات العمومية فى الأندية والاتحادات الرياضية، ومنح هذه الجمعيات الحق فى وضع لوائحها، وهو من أبرز ما ركز عليه القانون الجديد للرياضة، الذى سيصدر فى غضون أسابيع على حسب آخر المعلومات المتوافرة، أن يردوا على سؤال واحد، ولو نجحوا فى تقديم إجابة منطقية ومقنعة عنه، أعد بأننى سأتحول فورًا إلى تأييد هذا التوجه دون نقاش. والسؤال هو: من منكم يضمن عدم قيام بعض الجمعيات العمومية فى الأندية، أو الاتحادات عند وضع اللوائح، باتخاذ قرارات تتصف بمخالفة العقل، والمنطق، والثوابت.. فماذا يمكن أن يفعل القانون لو أقرت جمعية عمومية بقاء مجلس الإدارة مدى الحياة؟ وماذا أنتم فاعلون لو أقرت جمعية عمومية توريث المناصب لأبناء مجلس الإدارة بدءا من الرئيس وانتهاء بالأعضاء ومرورًا بالنائب؟ أتحدى لو أجاب أحد منكم.. واصدمتاه فى قانون الرياضة ** لم أنجح فى منع نفسى من الربط بين طرح قضية عودة الجمهور للملاعب، عبر الإعلامى الإماراتى يعقوب السعدى فى برنامجه "من القاهرة إلى أبوظبى"، وبين ردود الفعل السريعة التى راحت تتحدث عن إمكانية عودة هذا الجمهور بدءًا من مباريات دور الثمانية لكأس مصر، إذ كنت أتمنى أن يكون الدافع لعودة الجماهير نابعًا منا، ومن قناعاتنا بأن مصر تستحق، وأن عودة هذا الجمهور مسألة ضرورية ومهمة، لأنها ليست متعلقة فقط بالكرة، والمدرجات، والمباريات فقط، ولكن لأن هذه العودة تعطى صورة إيجابية عن أحوال مصر، وحياتها اليومية التى عادت بحمد الله إلى طبيعتها كما كانت قبل عام 2011، فليس من المعقول أن يكون كل هذا الجهد المبذول من الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل أن تنطلق مصر نحو التنمية الشاملة، والإصلاح، والحداثة، وإقامة المشروعات القومية الكبرى، ومد شبكة ضخمة من الطرق، ثم تظهر مباريات كرة القدم، التى يشاهدها القاصى والدانى، لتعطى دلالات غير حقيقية عن مصر بخلو المدرجات من الجمهور. لو كان الفضل لبرنامج يعقوب السعدى فى تحريك المياه الراكدة.. فشكرًا له، ولكن كان من الواجب أن نتعامل مع المسألة بكثير من التقديرات المختلفة من أجل مصر.. لا من أجل أى شىء، ولا سبب آخر. تحيا مصر.. وعاش جيشها العظيم. ** يعنى إيه شَدّة ملعب.. ولّانرفزة ملعب؟ إذا كان استخدام مثل هذه الكلمات يحدث من قبيل التبرير، والتماس الأعذار، وهو بالفعل كذلك.. فإن هذا ينطوى على عدم احترام للناس، ولا للرأى العام الذى يبقى من حقه دومًا ألا يرى أو يتابع انفعالات غاضبة، وتراشقًا لفظيًا خشنًا، وتصرفات غير أخلاقية، تقع بين لاعب وآخر.. سواء كان زميله فى نفس الفريق، أو منافسًا له من فريق آخر، أو بين مدرب ومدرب، ويقال ما يقال، ويجرى ما يجرى.. ثم يخرج علينا السادة المبررون، ليطلقوا العبارة الشهيرة سيئة السمعة.. نرفزة ملعب،وأخيرًا صارت.. شَدّة ملعب!! لو كان الأمر كذلك.. لكانت الساحة الأوروبية هى الأولى بأن تشهد كل يوم صورًا من نرفزةالملعب وشَدّة الملعب، فهناك صراع إنسانى رفيع، وتنافس حقيقى على قيم كبرى، وألقاب براقة،وبطولات لها وزنها، ولو كان هذا مبررًا لتقبلوه فى الغرب، واحترفوا تهوينه،والتقليل منه، تمامًا مثلما نفعل عندنا، ولكن.. ولأنهم يحترمون أنفسهم، ولأنهم تعبوا كثيرًا فى الوصول إلى هذه الدرجة من الاحترافية، لم يكذبوا، ولم يجمّلوا أو يغيروا وجه التصرفات الكريهة، فلم نر عندهم "نرفزة ملعب" ولا "شدةملعب".. هم محترفون بكل معنى الكلمة، بينما نمارس نحن متعة الفرجة عليهم، ثمننوى أداء فضيلة التبرير!!