«عجيب أمر المصريين؛ يحبون تقليد الغرب فى كل ما هو سيئ ويكرهون تقليدهم فيما هو إيجابى» جملة قالها ستيف بروس نجم مانشستر يونايتد السابق كلاعب والمدير الفنى الحالى لهال سيتى الإنجليزى، تعليقاً على وضع عمرو زكى لاعب منتخب مصر عندما كان معه فى ويجان خلال موسم 2008 - 2009. الرجل هنا محق، ف«زكى» كان يمكنه أن يكون ضمن صفوة مهاجمى العالم، كما يقول المدرب الإنجليزى الشهير ووفق ما تنبأ له الخبراء بعد تسجيله 10 أهداف فى أول مواسمه خلال الدور الأول فقط مع فريق صغير مثل ويجان، لكن للأسف اللاعب انساق وراء العادات السيئة لبعض اللاعبين الأوروبيين وبالتالى انحرف عن الطريق الصحيح. الغريب أن منظومة الرياضة المصرية بالكامل وليست كرة القدم فقط تسير بنفس الطريقة، فالرياضة فى مصر لا يوجد لها خطة عامة تسير بها فى جميع المجالات. البداية مع اللجنة الأولمبية التى التفتت للصراعات مع وزارة الرياضة بسبب اللائحة الجديدة، وحتى الآن لم تضع خطة لتطوير الرياضة المصرية، وإذا كانت اللجنة الأولمبية ترغب فى النهوض بالرياضة المصرية كما يقول رئيسها خالد زين، فلماذا لم يتجاهل فكرة اللوائح واختيارات رؤساء الاتحادات والأندية، ويضع خطة للرياضة ووقتها سيكون تأثيرها هو الأقوى لأن التاريخ لن يتذكر من كان رئيس اتحاد فى وقت ما، وإنما الأفضل أن يتذكر التاريخ أن مصر حققت فى عهدك إنجازاً أولمبياً، أو أسست خطة للرياضة المصرية لتنافس على المستوى العالمى؟ صدقنى الأفضل لك أن تختار أن ينصفك التاريخ. أما الأزمة الثانية فهى الكرة المصرية المقبلة على كارثة لأن تراخيص الأندية المحترفة لم تعتمد حتى الآن، ولم نرَ الأهلى أو الزمالك مثلاً يتحول إلى شركة ويتم تحويل كرة القدم المصرية إلى لعبة استثمارية تدر دخلاً على مصر كما يحدث فى دول أوروبا، بدلاً من أن نقلدهم فى تسريحة اللاعبين أو فى ألوان الأحذية، فى حين أننا نتناسى أنها صناعة يمكن أن تكون مصدر دخل لمصر. وبالنسبة للسيد وزير الدولة للرياضة العامرى فاروق فبدلاً من دخولك فى مهاترات مع كل أجهزة الدولة لإقرار اللائحة، وتراجعك بعدها فى قرار أساء إلى صورتك وإلى منصبك -من وجهة نظرى- كان من الأفضل أن تهتم بوضع بنية أساسية للرياضة المصرية، وأن تسعى لعودة الروح إلى الملاعب بعودة الجماهير، فضلاً عن مساعدة الأندية على حل أزماتها المالية. لماذا لم تقم سيادة الوزير بعمل ملاعب تدريب على هيئة منتجعات رياضية تسهم فى انتعاشة للسياحة المصرية المدمرة بفعل ما تمر به مصر بصفة عامة؟ عليك أن تتابع تلك المشاريع بنفسك بدلاً من أن تظل حبيسة الأدراج المغلقة، فالجميع يقدر سعيك نحو العمل لكن عليك أن توجه تلك الطاقة نحو العمل الإيجابى لمصلحة مصر بأن تعرف مهام دورك كوزير للرياضة، وأن تترك بصمة فى تاريخ مصر قبل رحيلك لأن اللوائح يعفو عليها الزمن بعد ذلك، فى حين أن المشاريع الناجحة تظل مضيئة فى تاريخك. إنها مجرد أفكار فى إطار السعى للنهوض بالرياضة المصرية أتمنى ألا تكون حبراً على ورق، وأن يضعها المسئولون محل اهتمام أو تفكير لننطلق بالرياضة المصرية التى تقبع فى قاع رياضات العالم، رغم ما تملكه من مواهب فذة بحق مقارنة بغيرها من الدول، أتمنى أن نخرج من دور «المونولوجست» الفاشل الذى يقلد دون وعى وأن تكون لنا «بصمة» حقيقية تستفيد منها الأجيال.