ليلة حزينة قضتها مصر للاحداث المأساوية في ستاد بورسعيد وسقوط شهداء من خيرة شباب مصر.. فالحدث جلل والمصيبة كبيرة في وقت تحاول مصر الخروج من عنق الزجاجة.. وفي اليوم التالي مباشرة ركبت مترو الأنفاق كعادتي في طريقي للجريدة.. ولمحت الحزن في عيون كل الركاب من مختلف الأعمار والفئات.. وبمجرد تحرك المترو من المحطة حتي فوجئت باحدي السيدات تقول.. »حسبي الله ونعم الوكيل في اللي حصل في بورسعيد ذنبهم أية الشباب دي تموت هدر« ويرد رجل في الخمسينات من عمره قائلا.. »اللي بيحصل ده ياناس مؤامرة علي مصر.. الحكاية مش حكاية ماتش كورة«.. الحكاية فيه ناس مش عايزة مصر ينصلح حالها.. فجأة يتحدث شاب في العشرينات من عمره بصوت عالي ويقول.. »أنا ياجماعة من التراس الأهلي وكنت »هاروح الماتش وجالي في شغل« في آخر لحظة وراح زملائي.. وعرفنا قبلها أنه لاتوجد اتوبيسات من النادي الأهلي.. فذهبت زملائي لمحطة القطار.. وصرخ وهو يروي وقال حرام اتصلت بزملائي لما شاهدت في التليفزيون الاحداث وقالوا لي احنا بنموت فيه ناس بترمي زملائي من المدرج ذنبهم أية يموتوا كده.. جماهير بورسعيد لاتحب الاهلي.. يعني لازم نروح نقتل أي واحد من بورسعيد ده يبقي كويس!«. فرد عليه أحد الركاب في العقد الخامس من عمره وقال »لايانبي ده حرام ولايصح وابناء بورسعيد مصريين أصلا.. ومش كل بورسعيد وحشة اكيد اللي حصل ده بترتيب ناس لاتحب مصر«. وقال راكب آخر.. »ياجماعة اللي حصل مقصود به اقالة وزير الداخلية لما بقينا نحس بالأمن في الشارع.. ودي مؤامرة لنشر الفوضي.. فقال شاب في الثلاثينات من عمره.. اللي حصل ده سببه عدم اصدار احكام سريعة علي اركان النظام السابق حتي الآن«. ويتطوع شاب في العقد الثاني من عمره في الحوار ويقول »السبب هم العسكر لانهم لم يسلموا السلطة لرئيس منتخب أو سلطة مدنية«.. فينفعل اكثر من شخص في نفس واحد.. »حيسلموا لمين ومين يصلح الآن.. ومش هو ده الجيش اللي حمي الثورة.. والا احنا زي البغبغانات نردد أي شيء نسمعه.. ياجماعة اعقلوا الكلام.. أدوهم فرصة يسلموا السلطة بطريقة سليمة . »ومين ياجماعة حيجيب حق اللي ماتوا دول«.. فرد عدد كبير في نفس واحد »سيبوا التحقيقات تكشف عن الفاعلين الحقيقيين« وقال رجل من آخر العربة »ياجماعة لازم نوقف المظاهرات والاعتصامات فترة حتي لانعطل مسيرة تسليم السلطة لرئيس مدني المستفيد من الاحتجاجات دي وتعطيل المسيرة اعداء مصر ودول كثير. وعن هذه الجملة وصل القطار إلي محطتي لاتجه للجريدة وأنا أقول اللهم أحمي مصر من الفتن واعدائها ومن شرور بعض ابنائها. وائل الزياتي