المدرب الكبير يظهر في المناسبات الصعبة، ولا أصعب علي منتخب مصر أو أهم من مباراته مع غانا يوم 13 نوفمبر الحالي في الجولة الثانية من التأهل لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018. ويقينا يملك الارجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني من الخبرات وتجارب العمل السابقة ما يضعه ضمن المدربين الكبار، ولا يبقي إلا أن تظهر له امارة في برج العرب. مباراة غانا هي بكل تأكيد حجر الزاوية في مسيرة تأهل الفراعنة للمونديال، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن مصر تتصدر هذه المجموعة حاليا بثلاث نقاط من فوز افتتاحي مهم علي الكونغو في برازافيل بينما للنجوم السوداء نقطة واحدة من تعادل مع أوغندا في اكرا، ما يعني ان فوز منتخب مصر -إن شاء الله- علي غانا يرفع رصيده إلي ست نقاط وتبقي غانا عند النقطة اليتيمة، وهو ما يرفع كثيرا من أسهم ومعنويات كوبر ولاعبيه وهم يخوضون ذهابا وايابا مباراتي أوغندا علي التوالي في الجولتين الثالثة والرابعة بين القاهرة وكمبالا، وعندها يمكن أن يحسم الفريق الوطني الكثير من أموره، وقبل أن يستضيف الكونغو في برج العرب ثم يختتم مشواره مع غانا في كوماسي.. وما أدراك ما كوماسي! كوبر الذي نأمل كثيرا أن تظهر له امارة حقيقية في اللقاء القادم اختار المجموعة الجيدة من اللاعبين المتاحين بين المحترفين بالخارج، ومعظمهم في أفضل حالاته الفنية والمعنوية وبالطبع البدنية، ولا أتوقع أن فريقا يلعب له محمد صلاح ومحمد النني ورمضان صبحي وعمر جابر ومحمد عبدالشافي وأحمد المحمدي وأحمد حسن كوكا وعمرو وردة ومحمود حسن تريزيجيه وهم المحترفون المؤثرون بأنديتهم، يمكن أن يقلق جمهوره ومدربوه وهم يواجهون النجوم السوداء بقيادة اسامواه جيان وكتيبة غانا الزاخرة بالاسماء الكبيرة، لكن ها نحن نملك أيضا اسماء نجوم لامعة بل وأصحاب قدرات هائلة، ولا يقل عنهم كفاءة، إن لم يكن بينهم الأحسن، بقية المختارين للمنتخب في قائمته الأخيرة من لاعبي الأهلي والزمالك وبقية الأندية المحلية، محترفو الداخل علي درجة عالية من التميز ولو وجد معظمهم باب ناديه شبه موارب لانطلق محترفا بأي ناد أوروبي كبير، كوبر محظوظ بجد. مباراة غانا القادمة أو حجر الزاوية في مشوار الحلم الكبير يحتاج منتخب مصر للخروج منها بما يحتاجه من فوز وتعزيز للصدارة إلي استراتيجية أتمناها مختلفة عما سبق وفي تقديري المتواضع ان التزام الهدوء الشديد في هذه المباراة هو طوق النجاة الحقيقي والوحيد منها. أرجوكم لابد أن يتوقف اعلامنا الانفعالي خلال هذه الأيام عن النفخ في أبواق الحرب، وألا نضغط علي لاعبينا بضرورة الثأر ورد الاعتبار من نجوم غانا وأن ننسي فضيحة كوماسي وما وقع فيها، وأن نتذكر فقط أننا الأفضل.. والأجهز.. والأجدر بالتأهل لكأس العالم. علي لاعبي مصر أن يدركوا أن أمامهم وجيلهم الثري بالمواهب فرصة تاريخية للوصول لكأس العالم وأن حجر الزاوية لهذا الحلم الكبير هو في برج العرب وأن أجيالا كبيرة ورائعة سبقتهم حققوا الكثير من الانجازات القارية، ولكنهم خرجوا من الملاعب دون أن ينالوا شرف اللعب في كأس العالم.. وبنالتي مجدي عبدالغني! الخطيب وجيله الذهبي مع حسن شحاتة وفاروق وأسامة وأبوجريشة وغيرهم لم ينالوا هذا الشرف كما لم ينله صالح سليم والأفذاذ من بعده.. ولم يكتب لجيل أبوتريكة علي ما حققه وزملاؤه من بطولات وألقاب رائعة انجاز المشاركة في المونديال الذي يلوح هذه المرة أمام محمد صلاح والذين معه ولا يبقي إلا الثقة في النفس بأننا الأحسن والأحق والأجهز وبذل كل ما علينا من جهد وتركيز واصرار.. والأهم.. الرجاء التزام الهدوء!