ستبقي مباراة الاهلي مع المصري غير كل المباريات الكروية.. فالاحداث الدموية التي شهدها لقائهما التاريخي الاسود يوم أول فبراير 2012 سيبقي أخطر المحاذير امام كل المسئولين ليس في الناديين فقط ولكن في الدولة المصرية كلها علي مدي سنوات مقبلة. ورغم ان الفريقان التقيا من قبل الا أن اعادة التذكير بالحادث الدموي المأساوي واعادة سيولة دماء الضحايا ال 72 الذين لقوا وجه ربهم في هذا اليوم المشئوم جعل المشاعر تتأجج من جديد بفعل هجمات مجموعات الالتراس التي تعيد المطالبة بالانتقام وتعيد الاقتحامات. عمليات الاثارة ورغم ان هناك محاكمات جرت وأحكام قضائية صدرت بالاعدام علي عدد من المتهمين في هذه الجريمة البشعة الا أن التيار الذي يسوق توجهات هذه المجموعات عاد ليقول انه لم يتم الثأر لمن دفعوا حياتهم بسبب هؤلاء المجرمين ولايفرقون بين القتلة وبين مواطنين مصريين ليس لهم ذنب في ما جري غير أنهم من سكان محافظة بورسعيد في تصعيد غريب. وتزداد غرابة التصعيد مع ربط الحادث بالاحداث المأساوية من تجاوزات بعض أفراد الشرطة في حياتهم العامة اثارت المصريين. الاجواء المتوترة يجعل اقامة اللقاء يحتاج لضمانات كثيرة لكي تخرج المباراة في جو آمن ورياضي، بعيداً عن التوازنات الفنية التي تفرض علي الناديين تحقيق الفوز يبحث الاهلي بقيادة عبد العزيز عبد الشافي "زيزو" أستعادة طعم الانتصارات من جديد علي حساب المصري البورسعيدي في واحده من أكثر المواجهات سخونة وجماهيرية في الدوري خاصة وان ذكري مذبحة فبراير الاسود التي راح ضحيتها 72 من مشجعي الاهلي مرت منذ أيام قليلة . يدخل الاهلي مواجهة المصري باحثاً عن اصطياد عدة عصافير بحجر واحد، أولها تحقيق الفوز للحفاظ علي القمة وفارق النقاط الخمس عن الزمالك، وعصفور جماهيري بتحقيق الفوز لاسعاد جماهير الاهلي بعد ان اصبح لقاء الفريقين واحداً من اهم دربيات الكره المصرية، وهدف ثالث لتحقيق الفوز علي الفريق الذي يقوده ابن الاهلي السابق حسام حسن الذي حقق اكبر فوز علي الاهلي العام الماضي 4-1 عندما كان يقود الاتحاد السكندري، وهومطلب جماهيري . وبرغم من خسارة اربع نقاط من آخر تعادلين امام الطلائع والمحله، الا ان المقربين من الجهاز الفني للاهلي يعتبرونها شيء في صالح الفريق، حتي يدخل أكثر تركيزاً، وحمية، بدلاً من ان يصاب بالدلع والسرحان، فتكون النتيجة سلبية مما سيحزن الجماهير الحمراء، لانهم يتقبلون هذا من أي فريق آخر، حساسية الموقف مع المصري تجعل الامور صعبة. يعاني الاهلي من غيابات كثيرة ومؤثرة بداية من خط المرمي الذي يعاني من عدم وضوح الرؤيا بعد خروج الحارس الاساسي شريف اكرامي مصاباً امام المحلة، وغياب الحارس البديل احمد عادل عبدالمنعم عن قائمة الفريق بسبب الاصابة، والان لا يوجد حارس جاهز الا الثالث مسعد عوض، المبتعد فنياً بسبب صداء الركنة . وفي الدفاع لم تكتمل الحالة الفنية لاحمد فتحي برغم شفائة من الاجهاد، بينما بديله محمد هاني غاب عن تدريبات الفريق بسبب الاجهاد، وباسم علي مبتعد منذ فترة طويلة، وكذلك حسام عاشور الغائب عن لقائي الفريق الاخيرين للاصابة، في حين يستمر غياب وليد سليمان البعيد من شهور، وكذلك عماد متعب البعيد فنياً، وهوما يجعل الامور صعبه علي الجهاز الفني في ظل حاله الفوقان التي يعيشها المصري، مما جعله في المركز الرابع بنفس رصيد المقاصة صاحب المركز الثالث 32 نقطة. اهتم زيزوبمشاهدة آخر مباريات المصري مع لاعبيه لشرح اسلوب لعبه، ونقاط القوة، ومراكز الضعف، لوضع خطة المواجهة، ووحذر زيزولاعبية من سرعه وعنفوان لاعبي المصري، وبحثهم عن التالق والشهرة علي حسابهم وبخاصة سعيد مراد وأحمد جمعة اصحاب التسديدات القوية من مسافات بعيدة.