لأن أبوتريكة نجم فوق العادة، ومنتج ماركة مسجلة معروفه في مصر، وملك متوج فوق عرش القاعدة الشعبية الكبري في مصر والعالم العربي وافريقيا، وهو ما جعل الكثير من الأحزاب الجديدة والقديمة تحاول الوصول لأبوتريكة سعياً منها لإقناعه للنزول علي قائمتها في الانتخابات البرلمانية القادمة، ليس فقط للفوز بالمقعد الذي سيرشح أبوتريكة فيه ولكن لإكساب بقية مرشحي هذا الحزب الطامح في شعبية أمير القلوب في كل الدوائر. أبوتريكة من جانبه رفض رفضاً باتاً أن يرشح نفسه انتخابياً، وأكد من جديد أنه لا يفكر في النزول للحقل السياسي من أساسه، ولكن هذا لم يمنع البعض من تأكيد أن أبوتريكة هناك ضغوط عليه من بعض الاحزاب والائتلافات وأقواها الحرية والعدالة للترشح أو علي الأقل إعلان التأييد بأي شكل أي كان للفوز بجزء من تورته شعبيته الطاغية. شعبية أبوتريكة ظهرت بشكل كبير مثل طابع البوستة« ليس فقط من خلال التهافت عليه من الكبار والصغار لالتقاط الصور معه عقب خروجه من تدريب الأهلي، ولكن هذا الأسبوع عندما ظهر في عزاء والدة الفنان محمد هنيدي، حيث كان مسار الحوار فور وصول أبوتريكة قصة الصفحة التي أنشئت علي موقع التواصل الاجتماعي بفيس بوكا بعنوان: باحنا آسفين يا أبوتريكة« وذلك بعد أن نسب له أنه قال عبر حوار مع جريدة بالشروق الجزائرية« إن البعض طلب منه أثناء أيام يناير أن يقنع الثوار بالعدول عن موقفهم وترك الميدان، وتأييد مبارك.. ولكنه عاد ونفي كل هذا بعد أن انتقده الكثيرون علي هذه التصريحات مؤكداً بأنه لم يقل ذلك في الحوار، وأنه لا يتكلم في السياسه إطلاقاً. وأمام تزايد الشائعات نصح البعض أبوتريكة نفي الحوار كله من الاساس وتبرع البعض كسبا لود ابوتريكة نشر ذلك فعلا في مواقع أو جرائد. و نظراً لمزيد من الشفافية فإننا في »أخبار الرياضة« ننشر حوار أبوتريكة مع جريدة بالشروق الجزائرية« ليطلع عليه قراء »أخبار الرياضةا.. وفي الحوار تحدث أبوتريكة عن كثير من النقاط التي لم يتطرق إليها من قبل، حول أيام 25 يناير، وأسباب خروج الأهلي من رابطة أبطال افريقيا، وعن مستقبله كلاعب. في رأيك.. ما سبب خروج فريقك النادي الأهلي من رابطة أبطال افريقيا؟ - دعني أؤكد أن أي انطلاقة خاطئة تصعّب كثيراً من النجاح عند النهاية، إن لم تقض علي حظوظ النجاح نهائياً، ونحن دفعنا ثمن انطلاقتنا الخاطئة في البطولة، بالتعادل في القاهرة مع الوداد البيضاوي 3-3 وعموماً قدّر الله وما شاء فعل.. وبخيرها في غيرهاا كما يقولون. بعد الخروج من المنافسة الافريقية، هل سيلعب الأهلي علي الفوز ببطولة الدوري مثل كل موسم؟ - بالتأكيد.. وإذا لم يلعب الأهلي وهو حامل اللقب في آخر سبعة مواسم علي ماذا سيلعب إذن، مع الاعتراف والتأكيد علي أن مهمة الأهلي تزداد صعوبة من موسم لآخر مع التطور المذهل والرائع لكل الأندية المصرية. اتحاد الكرة المصري فضّل عدم اعتماده علي اللاعبين المخضرمين وتعويضهم بالمنتخب الأوليمبي في التصفيات الافريقية.. ما تعليقك؟ - لا تعليق. أبوتريكة لاعب كبير ولم يشارك في نهائيات كأس العالم.. ماذا يعني لك؟ - باختصار، أنا لم أحقق كامل أحلامي وطموحاتي كلاعب كرة، لأن اللعب في كأس العالم هو قمة المجد لأي لاعب عربي أو افريقي، لأننا لسنا مؤهلين لأكثر من أن يكون اللعب في المونديال هو منتهي الآمال وليس الفوز به والبطولات التي حققتها مع الأهلي والمنتخب أشبه بالسيمفونية الناقصة، أنا حتي الآن مثل بيتهوفن صاحب السيمفونية الناقصة. هل يحلم أبوتريكة بتدريب المنتخب المصري مثل زميله حسام حسن؟ - حتي الآن لم أرسم خريطة حياتي بعد الاعتزال. متي يقرر أبوتريكة الاعتزال؟ - عندما أشعر أنني غير قادر علي العطاء. لاحظ كل من شاهد مباراة الأهلي مع مولودية الجزائر، تجاوب أنصار عميد الأندية الجزائرية معك أثناء المباراة؟ - دعوني أعترف أن للجزائر مكانة خاصة في قلبي، ويكفي أن أول وأكبر وأجمل تكريم إعلامي وشعبي حظيت به خارج وطني كان من قبل جريدة بالهداف« الجزائرية، وخشيت أن تتأثر علاقة الحب بيني وبين شعب الجزائر سلباً بما خلفته أزمة مباراة أم درمان في تصفيات كأس العالم من توتر وحالات احتقان بين الشعبين، صدقوني عشت بأياماً سوداء«، وأنا أتابع الأزمة وتعمدت أن أخرج في عز اشتعالها لأعلن أنني سأكون أول مصري سيشجع الجزائر في مونديال 2010، وحاولت من خلال هذا الحوار أن أبعث برسالة إلي إعلام البلدين أن ما بيننا من علاقات وتاريخ كُتب بدم الشهداء من أجل الحرية أكبر من أن تلوثه أقلام أو أصوات غير عاقلة. ما رأيك في تدهور مستوي الكرة في البلدين هذا العام؟ - أراه أمراً طبيعياً، فعندما يصعد المؤشر للقمة، لابد له أن يهبط، ومؤشر الكرة المصرية والجزائرية وصل بالفعل إلي القمة من خلال فوز مصر ب3 بطولات أمم افريقيا، والجزائر بالتأهل للمونديال. بعد مرور سنتين علي مباراة أم درمان، ما الذكري العالقة في ذهن أبوتريكة؟ - لا أريد أن أتذكر شيئاً، إنها مباراة للنسيان. نعود للثورة المصرية.. كيف عاش النجم أبوتريكة الثورة؟ - عشتها مثل 85 مليون مواطن مصري، في البداية تفرغت لمتابعة كل ما يدور حولي من أحداث متلاحقة وعصيبة من خلال وسائل الإعلام.. كنت أحاول أن أفهم حقيقة الأمور وأعي ما يدور حولي، وكنت أتعمد متابعة ومشاهدة المحطات الفضائية لأعرف حقيقة الأمر. تساءل الكثيرون عن سبب عدم ظهورك منذ بداية الثورة.. هل تعرضت لمضايقات جعلتك تتأخر في إظهار رأيك؟ - منذ الوهلة الأولي اتخذت موقفاً مؤيداً للثورة، وكل المقربين لي كانوا يعلمون بذلك، وكنت انتظر اللحظة المناسبة لأعلن تأييدي، واللحظة حانت مع الخطاب الثالث للرئيس السابق مبارك والذي جاء مخيباً للجميع، وقتها قررت أن أنزل لميدان التحرير، والحمد لله كان نزولي يوم 11 فبراير فألاً حسناً، حيث إنه في مساء نفس اليوم أعلن مبارك تنحيه عن السلطة. كما أنني رفضت في الفترة من 25 يناير وحتي 11 فبراير الكثير من الضغوط للظهور مؤيداً للنظام السابق عبر شاشات التليفزيون، كما كنت أرفض الظهور في وسائل إعلامية أخري لأعلن تأييدي للثورة وقررت أن أعلن موقفي من قلب الحدث، ودون سابق إخطار لأي جهة. كنت أعلم أن الثوار غاضبون مني في بداية الأمر، لأنني تأخرت في إعلان تأييدي لهم، ولكنني كنت أرفض الظهور معهم حتي لا أسرق الأضواء، وأن أتحول بطلاً قومياً بدون وجه حق، لأنني لم أنم ليلة واحدة في الشوارع مثلما فعلوا، ولم أواجه شبح الموت كل لحظة كما واجهوا. ما رأيك في الوضع الحالي لمصر ما بعد الثورة.. هل هو نتيجة طبيعية لما شهدته مصر؟ - أعتقد أن ما يحدث الآن أمر طبيعي، وهي مرحلة ما بعد الثورات، وما يحدث في مصر يكاد يتطابق مع ما يحدث في تونس علي سبيل المثال لا الحصر.. ولكنني متفائل جداً بالمستقبل القريب. مارأيك في المرشحين لرئاسة مصر.. ومن هو مرشحك المفضل أو الذي تراه الأقرب للرئاسة؟ - حتي هذه اللحظة، لم تتضح لي الرؤية الكاملة بشأن المرشحين، الوضع الآن ضبابي للغاية، وبالتالي لم أستقر بعد علي مرشح. ما المشاهد التي بقيت عالقة في ذهنك من ميدان التحرير؟ - كثيرة هي المشاهد التي علقت بذهني، ولكن المشهد الأهم والأجمل هو رؤية شباب مسيحيين يساعدون أشقائهم من الشباب المسلم علي الوضوء وحمايتهم أثناء أداء الصلوات داخل الميدان المفتوح، ومشهد طفل صغير جاء من مدينة المنصورة ليشارك في الثورة في اليوم التالي لاستشهاد شقيقه الأكبر في ميدان التحرير. ما الرسالة التي توجهها لمحبيك في الجزائر؟ - لا شيء أكثر من كلمة واحدة بربنا يقدرني علي رد جمايلكما. انتهي حوار الشروق الجزائرية التي لم تجري حوارا مع أي رياضي مصري الا وصنعت جدلا ومشاكل كثيره بسببه.