امتلأت الشوارع بلافتات المرشحين لمجلس الشعب.. القاعدة الجماهيرية العريضة تنتظر الكثير ممن يتطلعون لمقاعد البرلمان.. والطامحون في الفوز بالجولات الانتخابية حتما يفكرون ويحلمون لارضاء ذاتهم، وارضاء من سيختارونهم. الدور الذي يلعبه عضو مجلس الشعب - غير الوجاهة الاجتماعية - مهم وخطير.. ولا ينبغي أن يضحك المرشح علي من اختاره، فيتركه وشأنه بعد أن ينتزع المقعد الخطير. هناك من يعرفه المواطن، ويعرف شهامته وجدعنته، فيذهب الي صندوق الاقتراع ليضع علامة »صح« أمام اسمه.. وهناك من لا يعرفه المواطن.. حينئذ يختار من يتظاهر بأنه في صفه أو سيكون في صفه.. أيضا هناك البعض من المرشحين الذين يضغطون علي حاجة البني آدم، ويدخلون من باب »الفلوس« ليحصل علي صوته. وبما انني أحد مواطني مدينة نصر.. فقد أسعدني أن يخوض المهندس سامح فهمي وزير البترول الانتخابات في هذه الدائرة، لأنه من النوع الأول.. شهامة و»جدعنة«.. وبساطة وشخصية تستطيع أن تقدم الكثير في العديد من المجالات التي تقدم الخدمات لأهل الدائرة الذين يحاولون توصيل صوتهم للمسئولين عن كل شيء. ومع كل أمنياتي للمرشحين في مدينة نصر. وفي كل بقاع مصر بالتوفيق، فإنني حتما أتطلع مثل غيري من الرياضيين أن تجد عددا لا بأس به من المسئولين الذين يهتمون بهموم الرياضة ومشاكلها. وبالطبع.. أضع المهندس سامح فهمي ضمن هؤلاء المغرمين والمهتمين بالرياضة ليأخذوا بيد هذا القطاع المهم.. ولعله كانت هناك أيادي بيضاء لهذا الرجل سواء علي صعيد الانشاءات، أو علي مستوي الأندية والألعاب المختلفة. إذن البحث عن المصلحة العامة هو من أهم الأهداف التي ينبغي أن ينظر اليها.. سواء المرشح.. أو المواطن. ولعله من الأماني التي يمكن أن تتحقق في الدورة البرلمانية القادمة أن صدر قانون الرياضة الجديد الذي ينتظره الجميع ليتحقق من خلاله اضافات تدفع الأندية والاتحادات لانجازات يتصدي لها الآن قانون عقيم صدر منذ أكثر من 53 عاما.. فعفا عليه الزمن، وأصبح عائقا أمام الكثير من الأفكار العصرية التي يأخذ بها العالم كله. رياضيون كثيرون مرشحون.. والأمل كبير أن يتواجدوا بفاعلية في البرلمان اذا نجحوا ووفقوا، وعملوا لأجل البلد أولا.. وألا يكون تفكيرهم فقط في أنفسهم، وفي الوجاهة الاجتماعية، والأهم في الحصانة. منتهي الخطورة والتعصب والعجب منتهي الخطورة أن تلعب الأندية علي وتر التحكيم، وعلي نغمة الأخطاء التي يرتكبها حكم. لايجاد مبرر مسبق لأي فشل أو اخفاق. ومنتهي التعصب أن يردد البعض كلمات التلميح الي أن هناك أياد خفية تعبث في التحكيم لايقاف مسيرة هذا الفريق أو ذاك. ومنتهي العجب أن »يتجرجر« الاعلام، أو بعضهم للاشارة بصورة مباشرة، أو غير مباشرة للتعبير عن انتماءات بركوب موجة لا تصل أبدا إلا بر الأمان. ارحموا أبوتريكة.. و اتركوه! لا ينبغي أن يتعرض مسئول أو مدرب أو لاعب لهذا الكم الهائل من الضغوط، لأن كل هؤلاء بشر في النهاية، وكانت لهم ايجابياتهم وأدوارهم المثمرة في الكثير من الفترات. النماذج كثيرة.. ولا يتسع لها المجال، ولكن يكفي الاشادة الي محمد أبوتريكة الذي اعتبره النموذج الأمثل للنجم في هذا الجيل.. قدم الكثير للأهلي في سنوات قليلة، وساهم مع المنتخب الوطني بانجازات غير مسبوقة. قال أبوتريكة في الاذاعة انه مدين لحسن شحاتة الذي ساعده علي العودة، ومدين لجوزيه الذي كان يعرف كيف يتعامل معه، وانه لا يستطيع أن يلعب ويجيد إلا اذا كان المناخ يساعده. كالعادة.. هناك من يصطادون في الماء العكر، ويحاولون احداث الوقيعة بين هذا وذاك، فأدخلوا حسام البدري في جملة مفيدة تشير الي أن أبوتريكة يقصده. مهم جدا أن يعرف المرء البني آدم قبل أن ينقده أو يتهمه دون أن يترك لنفسه العنان لأن يكيل الاتهامات لهذا أو ذاك. وأبوتريكة معروف انه يحسب للكلمة التي يتحدث أو ينطبق بها ألف حساب.. ولا أحد أبدا يعرف ما يقصده.. إلا هو نفسه.. ثعلب الصحراء في دوامة العراء كان حسين ياسر المحمدي يبحث عن فرصة لكي يلعب في الأهلي، ولم يحصل عليها، فقرر الهرب بعد أن عبر عن استيائه من جوزيه، ثم البدري أكثر من مرة.. وجاء حسام وابراهيم حسن ليعطياه اكسير العودة الي الحياة، وما أن عاد.. ودبت دماء النجومية في عروقه مرة أخري طالب بتعديل عقده كما وعدوه.. وبالفعل اتفقوا معه علي كل شيء، ولكنه كان يريد تدليلا أكبر من التوأم ومن ادارة النادي.. ثم فجأة تمرد. واضح أنه الطمع الذي يقضي علي لاعبين كثيرين.. وواضح أكثر أنه مهما كانت المواقف التي لم تعجبه في الآونة الأخيرة.. إلا أنه كان ينبغي أن ينتظر، لأنه سيخسر كثيرا. أسئلة حائرة: هل صحيح أن هناك أزمة داخل صفوف الأهلي.. ومن المسئول عنها؟! هل قلة كلام مسئولي الأهلي.. تمثل نفس الخطورة علي النادي لتوضيح الحقائق، كما تمثلها كثرة كلام مسئولي الزمالك؟. هل يتعامل الكل مع مشاكل الأندية الادارية والمالية بالتساوي؟. ما هي حكمة ادارات الأندية في الصرف علي اللاعبين دون ضابط أو رابط.؟ كيف يحمي المجلس القومي للرياضة الألعاب الجماعية والفردية الأخري، ومنتخبات هذه الألعاب تعاني »القحط« أمام لاعبي كرة القدم؟.