ربما كان للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، اليد العليا في آخر مواجهاته مع منتخب باراجواي، ولكن راقصي التانجو يدركون أن القياس على هذه المواجهة سيكون خطأً فادحاً عندما يلتقي الفريقان السبت بمدينة لا سيرينا في افتتاح مبارياتهما بالمجموعة الثانية. ولقن المنتخب الأرجنتيني منتخب باراجواي درساً قاسياً في مباراتي الذهاب والإياب بينهما بتصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وتغلب المنتخب الأرجنتيني على منافسه الباراجوياني 3 - 1 ذهاباً في الأرجنتين ثم سحقه 5 - 2 إياباً في عقر داره. وأكمل المنتخب الأرجنتيني مسيرته لينهي التصفيات في الصدارة فيما تذيل منتخب باراجواي جدول التصفيات، ليغيب عن المونديال البرازيلي بعدما شارك في أربع نسخ متتالية من البطولة ولم يغب عن النهائيات منذ 1998 حتى غاب عن المونديال البرازيلي في منتصف العام الماضي. ورغم هذا، يدرك المنتخب الأرجنتيني أن مستوى منافسه تطور كثيراً في الآونة الأخيرة ومن الخطأ التعامل معه على أساس مستواه في تصفيات المونديال لاسيما وأن التباين في الضغوط على الفريقين يصب في مصلحة المنتخب الباراغوياني. ورغم الكم الهائل من المواهب والمهارات التي يحفل بها المنتخب الأرجنتيني، لم يستطع الفريق تحقيق أي نجاح على المستويين القاري والعالمي منذ فوزه بلقب كوبا أميركا 1993 بالإكوادور. وحتى عندما استضافت الأرجنتين فعاليات النسخة الماضية (الثالثة والأربعين) من كوبا أميركا في 2011، ودع الفريق البطولة من دور الثمانية ثم أتبعها بالهزيمة أمام نظيره الألماني في نهائي المونديال البرازيلي. وبهذا، ستكون البطولة الحالية بمثابة «الفرصة الأخيرة» لهذا الجيل من لاعبي الأرجنتين بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي ليؤكد أنه جيل قادر على تقديم شيء لبلاده مثلما يقدم معظم لاعبي هذا الجيل الكثير من الإنجازات مع أنديتهم. ويرى كثيرون أن ميسي يحتاج أولاً إلى تحقيق النجاح مع منتخب بلاده على غرار ألقابه مع برشلونة الأسباني ليؤكد أنه أسطورة بالفعل وأنه يقف على قدم المساواة مع مواطنه الأسطورة السابق دييجو مارادونا الذي قاد الفريق للقب كأس العالم 1986 بالمكسيك. وقد يمتلك ميسي ورفاقه في هذه البطولة ما يبرهنون به على جدارتهم بمناطحة مارادونا لاسيما وأن الأخير لم يسبق له الفوز بلقب البطولة القارية على مدار مسيرته مع راقصي التانجو.