بعد أيام قليلة من انتصار المغرب في أزمتها مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم برئاسة الكاميروني عيسي حياتو، حيث أصدرت المحكمة الرياضية الدولية قرارها بإعادة منتخب »أسود الأطلس» للتصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة الأمم 2017، علي عكس عقوبة »الكاف» بالاستبعاد بسبب الاعتذار عن تنظيم بطولة إفريقيا 2015 بحجة المخاوف من وباء الإيبولا، اشتعلت أزمة جديدة تلك المرة طرفها الجزائر، التي تلقت صدمة كبيرة بسبب منح الجابون تنظيم البطولة القارية عام 2017، علي حساب الدولة العربية التي كانت أغلب التوقعات تميل لصالحها، وعلي حساب غانا أيضا. وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الجابون البطولة حيث كانت المرة الوحيدة السابقة في 2012، عندما استضافت البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها غينيا الاستوائية. أسباب الصدمة كان هناك سبع دول هي الجزائر ومصر والجابون وغانا وكينيا والسودان وزيمبابوي قد تقدمت بملفات لطلب الاستضافة، وأكد الكاف أن أربعة منها فقط وهي مصر والجزائر والجابون وغانا تتوفر لديها معايير الاستضافة قبل أن تسحب مصر ملفها لتظل الملفات الثلاثة الأخري في دائرة المنافسة. ومع انسحاب مصر، أصبح الملف الجزائري هو الأقوي ترشيحا للفوز بحق الاستضافة لاسيما وأن آخر استضافة للبطولة في الجزائر كانت في عام 1990، وهي المرة الوحيدة التي استضافت فيها الجزائر البطولة وتوجت بلقبها. وساهم في تدعيم موقف الجزائر أيضا أن الجابون وغانا ينتميان لمنطقة غرب القارة وهي المنطقة التي حظيت بنصيب الأسد في استضافة البطولة علي مدار النسخ الأخيرة ، حيث استضافت غانا البطولة في 2008 والجابون وغينيا الاستوائية بطولة 2012، وغينيا الاستوائية بطولة 2013 (بدلا من المغرب)، كما منح الكاف دول الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا حق استضافة بطولات 2019 و2021 و2023 . ولهذا رجح العامل الجغرافي موقف الجزائر إضافة لاستضافة غانا البطولة قبل سنوات قليلة وبالتحديد في 2008، كما شاركت الجابون جارتها غينيا الاستوائية في استضافة نسخة 2012 . ولكن الكاف فجر المفاجأة الكبيرة ومنح الجابون حق الاستضافة لتكون الثانية لها في غضون سنوات قليلة مثلما فعل مع غينيا الاستوائية قبل شهور ومنحها حق استضافة نسخة 2015 بعد سحبها من المغرب وذلك رغم استضافة غينيا الاستوائية مع الجابون للبطولة قبل ثلاث سنوات فقط. جاء رد الفعل الجزائري علي اختيار الجابون بدلا من بلادهم لتنظيم بطولة إفريقيا 2017 عنيفا، فالصحف هاجمت حياتو الاتحاد القدم بشدة وحملته مسؤولية الخسارة، كما طالت سهام انتقاداتها محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي »فشل» في تأكيد »نفوذه المزعوم». كتبت صحيفة »الخبر» تعليقا علي خسارة الجزائر لرهان تنظيم كأس الأمم 2017 »فضيحة رياضية وهزيمة سياسية»، وكتبت صحيفة » لوسوار دالجيريه» أيضا »هزيمة سياسية ورياضية»، بينما اعتبرته »الوطن» بأنه »إخفاق لروراوة». اختارت صحيفة »النهار» عنوان جريئا:» حياتو يبيع الكان للجابون، يذبح روراوة ويغدر بالجزائر»، ووجهت » الشروق » أصابع الاتهام لحياتو وحملته مسؤولية خسارة الجزائر لاستضافة كأس إفريقيا حيث عنونت مقالها الرئيسي :»حياتو يعض يد الجزائر». كتبت »الشروق» أن حياتو واصل تجاهله للمغرب العربي ورسم ما كان يروج منذ مدة بحيث منح تنظيم بطولة 2017 للجابون، التي نظمت البطولة عام 2012 مناصفة مع غينيا الاستوائية، وكان منغير المنطقي أن تعاود تنظيم البطولة بعد 5 سنوات لكن العشوائية الإفريقية جعلت حياتويحرق كل المراحل ويعمل وفق أهوائه الشخصية، ويصفع الجزائر دون رحمة لأجل عيون صديقه الرئيس الجابوني علي بونغو أوديمبا الذي هو كلمة السر في ظفر الغابون بتنظيمالبطولة القادمة. وتحدثت الهداف عن »هزيمة ثلاثية الأبعاد» لروراوة الذي خسر الكان وعضوية كاف (الاتحاد الافريقي) والفيفا، وكتبت مقالها الرئيسي :»حياتو يصدم الجزائريين ويختار كواليس الجابون علي حساب النزاهة». وأكدت » لوبيتور» أن الكاف طعن الجزائر، أما الموقع الإلكتروني »كل شيء عن الجزائر» فاعتبر اختيار الجابون »صفعة لروراوة والجزائر». اتهام رسمي حتي علي المستوي الرسمي، قال وزير الرياضة الجزائري محمد تهمي إنه يتهم الكاف بالتحيز،، واصفا فوز الجابون بحق استضافة كأس أمم أفريقيا 2017 بأنه »غير منطقي وغير معقول». وقال تهمي الذي تواجد في القاهرة لدعم ملف بلاده بعد الإعلان عن نتائج التصويت:» فوز الجابون غير منطقي وغير معقول، فملف الجزائر هو الأفضل علي الاطلاق، سنطلب توضيحات من الاتحاد الأفريقي عن طريق عضونا محمد روراوة في الاتحاد». وأضاف »سنغير رؤيتنا وسياستنا مع الكاف الذي يعمل بتحيز، المصالح تغلبت علي القوانين الرياضية في قرارات الكاف». ووصف محمد مشرارة نائب رئيس الاتحاد الجزائري رئيس رابطة دوري المحترفين السابق القرار بالخيبة الكبيرة والمفاجأة غير السارة لكل الجزائريين، وطلب من الكاف الكشف عن النقاط التي حصلت عليها ملفات الدول التي ترشحت لاستضافة البطولة والمعايير التي اعتمدها أعضاء اللجنة التنفيذية في اختيارهم للبلد المضيف. تصفية حسابات ذكرت صحيفة »النهار» أن حياتو ينتقم من روراوة بعدما رفض استضافة بطولة إفريقيا2015، بعد انسحاب المغرب في آخر لحظة، حيث طلب منه حياتو ذلك إلا أن عدم جاهزية المرافق الرياضية في الجزائر كانت وراء رفض روراوة، ليتم تنيظم البطولة في غينيا الاستوائية. كما أن العلاقة بين الرجلين لم تكن علي أحسن ما يرام بدليل عدم ترشح روراوة لعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، كما لم ينس حياتو حادثة مقتل مواطنه لاعب شبيبة القبائل إيبوسي في الملعب، وقد تكون هذه الذريعة الكبري لعدم منح هذا الشرف للجزائر. تحدث الموقع الإلكتروني لقناة »»NN» أن حياتو يريد توجيه ضربات لشمال إفريقيا بسبب اتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا»، فدول الجزائر والمغرب وتونس لا تريد الإعلان الرسمي بتأييد جوزيف بلاتر في الانتخابات المقبلة، رغم أن حياتو وعده صراحة بأن جميع الأصوات الإفريقية ستكون لصالحه، وهذا دفع البرتغالي لويس فيجو، المنافس لرئاسة الفيفا، في التشكيك بأن إفريقيا كلها مع بلاتر، كما أن الأمير علي بن الحسين تواجد في اجتماع الكاف الأخير للترويج لبرنامجه. وذكرت أن المغرب لا تريد تحقيق مطالب حياتو، بسبب تعنته ضدها عندما طلبت الاعتذار عن عدم تنظيم بطولة إفريقيا 2015 لأمنها القومي وخوفا من وباء الإيبولا، وأيضا تونس هناك أزمة لها مع حياتو بسبب الظلم التي تعرضت له في بطولة إفريقيا أمام غينيا الاستوائية بسبب قرارات الحكم، دون رد فعل حقيق من الكاف لإعادة الحق التونسي. صوت العقل الغريب أن مصطفي براف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أعلن قبل إعلان الفائز بالتنظيم بأسابيع، أن الكاف قرر منح الجابون حق استضافة بطولة 2017، مبررا ذلك بمصالح كبيرة لحياتو رئيس الاتحاد وبعض أعضاء المكتب التنفيذي بالكاف. لكن بعد الإعلان الرسمي طالب بالتعقل وعدم الهجوم علي الجابون، قائلا:» تمن مصلحة المنتخب أن تهنئ الجزائر دولة الجابون علي فوزها بطولة 2017 ، لتجنب ردود الأفعال السلبية التي قد تضر بالخضر في الدورة القادمة، لأن أي خطوة متهورة ستسيء إلي الفريق بعد عامين في الجابون». وأضاف:» علينا أن نطوي هذه الصفحة وأن نهنئ الجابون علي فوزها بتنظيم الكان، وأن نبدأ التحضير بكل جد للظهور بقوة في هذه البطولة ولم لا الفوز بها، المنتخب يملك مجموعة شابة ومتكاملة متوسط عمرها لا تتعدي 23 عاما وبإمكانها التتويج بكأس إفريقيا في أي مكان».