لم يلعب لويس سواريز دوراً أساسياً في المثلث الهجومي لبرشلونة الإسباني منذ انضمامه في صفقة ضخمة من ليفربول، لكنه خرج من عباءة الثنائي ميسي ونيمار عندما عاد إلي إنجلترا ، بلمحة من غريزته التهديفية التي طالما طاردت دفاعات أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. ونال سواريز مهاجم أوروجواي استحسان جماهير برشلونة بفضل تعاونه المعتاد في مساعدة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار على إخراج أفضل ما في جعبتهما. لكن قبل مواجهة مانشستر سيتي في ذهاب دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا أول من أمس، كان سواريز يملك سبعة أهداف فقط في رصيده مع برشلونة بكل المسابقات التي يشارك فيها الفريق هذا الموسم وهو عدد قليل بالمقارنة ب 31 هدفاً سجلها مهاجم اوروغواي بقميص ليفربول في الدوري الانجليزي الموسم الماضي. كما سجل ميسي 37 هدفاً هذا الموسم مقابل 24 هدفاً لنيمار مهاجم البرازيل. وتألق الاثنان ليقودا برشلونة للفوز 2-1 على ملعب سيتي لكن سواريز هو من هز الشباك بالهدفين. وبفضل تحركاته المستمرة تسبب سواريز في متاعب جمة لدفاع سيتي ولجو هارت حارس إنجلترا. واحتاج سواريز لبعض الوقت من أجل الوصول إلى سرعته المعهودة لكن إذا نجح في تكرار العرض الذي قدمه أمام سيتي فإنه سينال الرضا التام من جماهير برشلونة التي تميل دائماً إلى ميسي ونيمار. واعتاد سواريز أن يلعب الدور الأساسي مع ليفربول في كل شيء الموسم الماضي لكنه أظهر نضجاً في برشلونة وتقبل وجوده كفرد في المجموعة مع النادي الإسباني. ورغم إهدار ميسي لركلة جزاء تصدى لها هارت في اللحظات الأخيرة من اللقاء يعتقد سواريز أن برشلونة هو المرشح الأبرز الآن للوصول إلى دور الثمانية. وقال سواريز للصحافيين: »إنها نتيجة مستحقة ومن المفترض أن تجعلنا نشعر بالفخر«. وأضاف «كانت لنا السيطرة التامة في الشوط الأول وأتيحت لنا العديد من الفرص. نحن سعداء للغاية بالنتيجة». وتابع «ركلات الجزاء تضيع عن طريق من يملكون الشجاعة لتسديدها والمنفذ الأساسي لركلات الجزاء في فريقنا هو ليونيل ميسي بلا شك. الهدف هو خوض لقاء العودة بهدوء». من ناحيته أشاد لويس انريكي مدرب برشلونة، بعرض فريقه في الشوط الأول وسط تفوق تام على سيتي بفضل هدفين من لويس سواريز مهاجم اوروجواي. وقال لويس انريكي «لعبنا بحرية في الشوط الأول وصنعنا خطورة وتفوقنا في وسط الملعب وكانت رؤيتنا واضحة ناحية المرمى». وأضاف «في الشوط الثاني تسبب المنافس لنا في معاناة بعض الشيء لكن النتيجة أكثر من عادلة». ورغم أن ميسي أهدر خمساً من آخر عشر ركلات جزاء مع ناديه ومنتخب الارجنتين لا يشعر لويس انريكي بأي قلق. وقال لويس انريكي «نعلم أنه من الممكن أن تضيع ركلات الجزاء وسينفذ ليونيل ركلة الجزاء القادمة لنا». وأضاف «المواجهة لا تزال مفتوحة لكن حتى في حالة فوزنا 3-1 فان الأمر لم يحسم بعد». ورغم تفوق برشلونة الاسباني تماماً على مضيفه مانشستر سيتي أغلب فترات جولة الذهاب لكن الفريق الانجليزي سيدخل مباراة العودة وهو يملك بعض الأمل في الوصول لدور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه بفضل حارسه جو هارت. ورغم اهتزاز شباك هارت مرتين في المباراة التي خسرها فريقه 2-1 إلا أنه تصدى ببراعة لركلة جزاء نفذها المهاجم الارجنتيني ليونيل ميسي في اللحظات الأخيرة من اللقاء. وكان من الممكن أن يسجل ميسي ركلة الجزاء أو أن يتابع الكرة المرتدة من هارت إلى داخل الشباك بضربة رأس بدلاً من تسديدها خارج المرمى وهو ما كان سيمنح برشلونة الفوز 3-1 وضمان التأهل إلى حد كبير. ورداً على سؤال ما إذا كان تصديه لركلة الجزاء قد يكون حاسماً قال هارت: «أتمنى هذا. سنذهب إلى هناك مع مجموعة كبيرة من المشجعين والثقة أيضاً». وأضاف «استجمعنا قوانا في الشوط الثاني وضغطنا بقوة بالغة ولعبنا بشكل جيد من أجل تسجيل هدف وربما الخروج نتيجة جيدة». وتابع «لم تكن الأمور تسير لصالحنا وفي بعض الأحيان تسير ضد المرء. النتيجة 2-1 فقط وسنذهب هناك بثقة«. وكان برشلونة فاز 4-1 في مجموع المباراتين على سيتي في المرحلة نفسها من البطولة العام الماضي لكن التشيلي مانويل بليغريني مدرب بطل انجلترا ظهر سعيداً برد فعل فريقه بعد أداء ضعيف في الشوط الأول. وقال بليجريني «لعبنا بهدوء أكبر في الشوط الثاني وتماسكنا وضغطنا ولعبنا بشكل جيد من أجل الخروج بشيء من المباراة». واعترف بليجريني أن ركلة الجزاء التي تصدى لها هارت ربما حافظت على آمال فريقه في لقاء العودة الشهر المقبل. وقال بليجريني «كان التصدي في غاية الأهمية. بالطبع هذا يمنحنا فرصة أفضل لمحاولة الفوز على ملعب برشلونة لكن 3-1 كانت ستصبح نتيجة صعبة للغاية من أجل محاولة التعويض.