لم تتوقف توابع ثورة 52 يناير العظيمة.. انتقلت بمصرنا الحبيبة الي مرحلة جديدة من الآمال والطموحات.. وفتحت الطريق الي بداية عهد جديد من الأمانة والشفافية والاخلاص.. والتف الشعب حول دعوة الشباب التي أذهلت العالم بثورة لم يشهد لها مثيلاً.. ونالت أعجاب القوي العظمي وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالامريكية. طاردت ثورة الشباب كل صور الفساد والاجرام التي شوهت ارض الكنانة.. وفتحت ملفات الفاسدين وأصحاب النفوذ الذين تكبروا وتجبروا وسرقوا وتربحوا بصورة لم يسبق لها مثيل.. وأمتدت صور الحساب والعقاب الي الذين اساءوا استخدام السلطات.. والي الذين أهدروا الممتلكات.. ولم تغفل الذين ضيعوا مكاسب الشعب والشباب الذين توارثوها في سنوات سابقة.. علامات استفهام ومن هذا المنطلق مازالت علامات الاستفهام تتردد حول دور ومسئوليات المجلس القومي للشباب في السنوات الاخيرة.. ومازال البعض يتساءل في اسباب عدم فتح ملفات هذا المجلس ضمن ثورة التطهير التي أعقبت ثورة الشباب.. والسؤال الاهم يتعجب حول الحماية التي يتمتع بها صفي الدين خربوش الذي تولي رئاسة المجلس في نهاية عام 5002 ومازال علي رأس المجلس حتي الآن. سبع سنوات تقريباً قضاها خربوش علي رأس المجلس الذي ورث وزارة الشباب السابقة في مشروعاتها وبرامجها وممتلكاتها في القاهرة والمحافظات.. وبالرغم انه احد العناصر التي هرولت لخدمة النظام السابق.. وزاحم للدخول في اركانه.. وانضم إلي امانة السياسات بالحزب الوطني التي اساءت باعمالها وتصرفاتها الي الرئيس السابق حسني مبارك والي تاريخه.. إلا انه مازال ينعم برئاسته للمجلس ويمارس قراراته العشوائية التي اشتهر بها. مستشار سابق انتفض العاملون في المجلس القومي للشباب.. وتظاهروا ضد خربوش بالعشرات في الدور الثامن.. واقتحموا مكتبه.. وطالبوه بالرحيل.. ورددوا »يسقط.. يسقط .. خربوش« واطلقوا لحناجرهم العنان بعد سنوات من الكبت واليأس ضد خربوش الذي تنكر لكل شيء لمن زاملوه العمل وكان يجلس معهم في الاجتماعات عندما كان مستشاراً للدكتور علي الدين هلال وزير الشباب السابق ومن بعده أنس الفقي ثم ممدوح البلتاجي.. وكان يرأسه في هذه الاجتماعات د.محمد عبدالعال رئيس قطاع الشباب السابق وبعد ان تولي خربوش رئاسة المجلس بادر باستبعاد وتجميد د.عبدالعال مثل العديد من القيادات والاسماء الذين خدموا الشباب في سنوات طويلة سابقة. حماية عائلية وترددت أقاويل ومبررات كثيرة حول الاسباب التي أدت الي الابقاء علي خربوش في منصبه.. ولعل أهمها انه يعتمد ويحتمي بوالد زوجته المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات.. وهذا ما جعل حكومة الدكتور أحمد نظيف السابقة لاتقترب منه بالمحاسبة مجاملة للملط.. وهذا ما جعل خربوش يسرف في القرارات التعسفية والعشوائية.. واسند معظم الترقيات والمناصب العليا إلي سيدات.. واستبعد من حساباته الرجال في العديد من هذه المناصب. وتحول قرار فصل الشباب عن الرياضة الي نقمة للشباب طوال رئاسة خربوش للمجلس.. فقد اصبحت كل اهتماماته طوال هذه السنوات هي الوصول الي الحقيبة الوزارية وكان يسعي بشتي الوسائل الي التقرب الي السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية السابق من خلال مشروعات القراءة للجميع والمكتبات العامة.. وكان يتحين الفرص لكي يلفت نظر جمال مبارك إليه لكي يحقق له هذا الحلم. قرارات عشوائية انصب اهتمام خربوش علي هذا الهدف.. وأهمل العديد من الأنشطة والبرامج التي كان يستفيد بها الشباب طوال عقود سابقة في الاعمال التطوعية والمعسكرات الصيفية ورحلات اعرف بلدك.. واسفار الشباب للخارج والداخل.. والغي مشروعات للشباب والطلائع كانت تتم في المحافظات وترعاها مراكز الشباب لتنمية الهوايات الفنية والموسيقية.. وتنازل عن ممتلكات مثل النزل والمعسكرات.. واخترع افكاراً لاتخدم إلا مساعيه الشخصية.. واصبحت في عهده اهتمامات الشباب في واد واعمال المجلس في واد آخر.. وجعل من »محكي الشباب« المشروع الاساسي للمجلس وهو الاحتفال بالاعياد القومية للمحافظات.. ولم تكن مديريات الشباب بعيدة عن القرارات العشوائية لخربوش.. فانتفض العاملون بالمديريات وزحفوا إلي مبني المجلس القومي للشباب يتظاهرون ويطالبون برحيل وسقوط خربوش الذي رفض مقابلتهم.. وتعمد الا يذهب الي مكتبه في الايام التي شهدت مظاهرات ضده.. بل انه اعطي تعليماته لبقية الموظفين بعدم الذهاب الي اعمالهم في هذه الايام. لابد من محاسبة الذين اهملوا مسئولياتهم .. ولابد من فتح ملف خربوش الذي تسبب بقراراته العشوائية في إهدار الاموال والاعمال .. وضيع مكاسب الشباب.