ما أعظمك يا شعب مصر ما هذه الحضارة الحديثة التي أبهرت العالم ما هذا المعدن الذهبي الأصيل الذي تجسد في وحدة نسيجه، فظهرت قوته وصلابته. ما أروعك يا قواتنا المسلحة التي عبرت بالكرامة المصرية والعربية في 3791.. وهاهي تعبر بأرض الكنانة واحدة من أصعب المواقف علي الإطلاق. لقد كان احتفالاً تاريخياً بثورة 52 يناير الجمعة الماضية.. عبّرت فيه الجماهير عن فرحتها وسعادتها، وبعثت برسالتها إلي الدنيا كلها، وقالت فيها: »قوتنا.. في وحدتنا«. ولأنها فرصة لأن تتصافي النفوس، وتتلاقي لتتوحد العائلة المصرية الكبيرة، حتي تتعافي تماماً، لتنطلق المسيرة نحو تحقيق آمال وطموحات الجميع. لقد مضت فترة طويلة لم يلتف المصريون حول علمهم الذي رفعوه إلي عنان السماء، ليعبروا عن انتمائهم وحبهم لهذا البلد الذي عاد عملاقاً ومارداً بين الأمم التي ماتزال تعيش حالة انبهار بما تحقق علي أرض الكنانة.. وما سيتحقق. ملحمة شعبية لا مثيل لها.. تؤكد أن الكيان الذي توقع الكثيرون أنه أصيب بالوهن أو أرهقته المشاكل والهموم أو قضت عليه سياسات فاسدة من كل نوع.. هذا الكيان كان صابراً.. صامداً، إلي أن عبّر عن نفسه بكل قوة ليبرهن عن معدنه الذي لا يقهر. آن الأوان.. لأن يستثمر أبناء الوطن هذه الروح لإعادة بناء المجتمع بكل جوانبه.. وبخاصة الاقتصادي والاجتماعي منه، وهو ما لم ولن يتحقق إلا بالعودة إلي العمل لدفع عجلة الإنتاج التي تكاد تكون قد توقفت. وإذا كان شباب الثورة النظيف، والنزيه، الذي قاد الحراك السياسي ببراعة، لتنتقل مصر إلي مرحلة جديدة من الحرية والديمقراطية، فإن هؤلاء الشباب أنفسهم هم القادرون علي دفع مسيرة العمل، بما يملكون من طاقات جبارة لم تستثمر عبر سنوات مضت، وجاء الوقت لأن تستثمر.. وبفاعلية. الكل في مركب واحد.. وحتي تمضي المركب ينبغي أن يأخذ المجلس الأعلي العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوي الحكيمة فرصة لأن يواصل خطوات الإصلاح علي جميع الأصعدة. ولعل ثقة أفراد الشعب في قواتها المسلحة، وحبهم لرجالها وإيمانهم بقدراتها علي العبور بالبلد إلي آفاق أرحب وأوسع من الطمأنينة والحرية والديمقراطية.. فلاجدال أنه أصبح مطلوباً من الكل أن ينتظر.. وأن يذهب إلي عمله، ويخلص، ويتفاني فيه. قوتنا.. في وحدتنا.