هذه الشخصية العبقرية التي استطاعت أن تجمع حولها رصيدا ضخماً من الحب، جعلها واحدة من النماذج البارزة بين رؤساء الأندية ، والرياضيين عموماً. كلما واجهت الملاح أزمة، كان يكبر عليها ويتجاوزها، ويعود أكثر قوة.. ولكن هذه المرة نفذ أمر الله.. ولا راد لقضائه. رصيد الملاح.. كاف بأن يضع اسمه في قائمة من أعطوا لنادي الشمس.. وللرياضة، وللمنتخبات الوطنية.. ومشواره الطويل، كان عامراً بانجازات غير مسبوقة.. أما حجم المحبة التي ملأته قلبه، فقد انعكست علي كل من حوله فبادلوه نفس الحب.. فكان وداعه إلي مثواه الأخير مؤلماً وحزيناً علي الجميع. عرفت المهندس محمد الملاح منذ سنوات طويلة.. تماماً كما عرفته الأسرة الرياضية.. مر بأزمات ومشاكل بالجملة، ولكنه كان يثق دائماً أن الخير سيكسب في النهاية.. وهذه المرة لم يمهله القدر.. ويحمل إلي عالم الراحة والهدوء، ليترك وراءه صفحات مضئية تكفي لأن يتذكره من أحبوه.. ومن إختلفوا معه. كان الملاح عاشقاً لنادي الشمس.. قضي بين جدرانه سنوات عمره بحلوها ومرها.. كان يؤمن أن سعادته في متعة أعضاء النادي وفي خدمتهم، فسخر نفسه لهذ الكيان الذي كبر علي يديه، ومن فرط حبه للنادي كان يتحمل، مالا يتحمله أحد، ورغم ابتعاده عنه منذ عدة شهور، إلا أنه لم يفارقه روحاً.. إلي أن غاب عنه روحاً وجسداً. لقد حقق الملاح مع الشمس، ما لم يحققه غيره علي الإطلاق، وهذا يعني ان إسمه سيخلد في هذا النادي.. كما حقق ايضاً من الانجازات علي صعيد اعداد اللاعبين للمنتخبات الوطنية، ما لم تحققه أندية أخري للألعاب الفردية التي تنشغل عادة بكرة القدم.. الجاذبة للأضواء. .. و اليوم.. وقد عاد الملاح إلي ربه.. فإنه يكفيه ويكفي أسرته كل هذا الرصيد من الحب لواحد من الاوفياء لأهلهم واصدقائهم، ولناديهم.. وإذا كان رحيله سيؤثر في نفوس من اقتربوا منه وعرفوه، فهذه هي الدنيا التي قد يدرك من يمشون عليها قيمة آخرين.. بعد أن يعيبوا عنها. رحمك الله.. ياملاح..
الكلام عن سلبيات رحلة قطر، ينبغي ان يكون دافعا لرسم خريطة جديدة للطريق.. بشجاعة وعدم تردد.