هل يكفي حضور جاك روج رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية لنقول إن احتفالية اللجنة الأوليمبية المصرية بمرور مائة عام علي تأسيسها وانضمامها للدولية جاءت تليق بهذه المناسبة التاريخية..؟ هل يكفي أن نقيم حفلاً أنيقاً فوق هضبة الأهرامات تلقي فيها كلمات الترحيب بالضيوف.. وبعض عبارات المجاملة لنقول إننا أقمنا احتفالية تعبر عن هذا الحدث..؟ هل يكفي أن تتابع بعض وسائل الإعلام فقرات الاحتفالية وتنقل عنها لقطات وصور لنقول إن اهتماماً إعلامياً حقق الهدف من حدث لا يتكرر إلا كل مائة عام..؟ بالطبع الإجابات كلها بالنفي.. لأن ما حدث تقصير واضح جداً ومؤلم جداً من اللجنة الأوليمبية التي أقامت احتفالية المفروض أنها تاريخية بحق.. ولكنها كانت أشبه بالسرية.. لم يشعر بها أحد.. لم يهتم مسئولو اللجنة بالترويج لها علي المستوي اللائق، والذي كان من خلاله يمكن أن نقدم تاريخ مصر الرياضي للعالم.. ونعرفه أن مصر الحديثة عريقة في الرياضة.. وأن لها صولات وجولات أوليمبية منذ مائة عام.إنني أتعجب بشدة من أن هناك من يسعي جاهداً لشراء تاريخ بكل الوسائل، وهناك دول دفعت الملايين لتجنيس اللاعبين الأبطال ليفوزوا لها بميدالية لتسجل اسمها في التاريخ الأوليمبي، وتحرص علي أن تبدو دولة مهمة رياضياً.. وأخري تحاول أن تقدم نفسها صاحبة تاريخ رياضي.. وغيرهما العديد من دول العالم سواء من الأثرياء الجدد أو من القدامي لا يملكون أي شهادة ميلاد أوليمبية حقيقية كتلك التي نملكها، ورغم ذلك لا نعرف كيف نسوق أنفسنا ونلفت نظر العالم لهذه البقعة التاريخية التي تملك حضارة حقيقية وصاحبة انتصارات خالدة لا تقبل الادعاءات.هل فكرت لجنتنا الأوليمبية الموقرة في البحث الحقيقي عن راع للمئوية يوفر لها استضافة نجوم عالميين.. هل عملت بجدية في إقامة لقاء رياضي ضخم يتابعه العالم ليتذكر معه أن مصر هي أول دولة عربية وربما شرق أوسطية تحمل لقب أوليمبية.هل قامت بالإعلان في وسائل الإعلام.. أو لطلبة المدارس والجامعات ليتعرفوا علي جزء مهم من تاريخ بلدهم الرياضي ولا يعتبر أبناء الجيل الجديد من الشباب.. إن تاريخ مصر بدأ بالفوز بكأس الأمم الافريقية 6002.. لا كتيبات.. لا برامج.. لا أقراض مضغوطة.. ولا حتي أغنية أو فيلم تسجيلي؟! الأمر محزن أن يمر هذا الحدث بهذا الهدوء الغريب وكأن اللجنة تخجل من الإعلان عنه!! يبدو أن اللجنة الأوليمبية بعد مائة عام قد شاخت ودب الوهن في أوصالها بدليل أن كل ما فعلته لتخليد هذه المناسبة التاريخية هو طابع بريد..!! وكل مائة عام وأنتم بخير.. واللجنة تغط في نومها العميق.