بعد استقالة مفاجئة للجميع أمس لحكمة الببلاوي وهي الحكومة الأولي منذ الانقلاب العسكري في 3يوليو وبدأت الأنباء تتوالي عن توجه محلب لرئاسة الجمهورية واحتمالية تكليفه تشكيل حكومة جديدة وهو ما تأكد منذ قليل . اللافت أن الإعلام هلل لمحلب وبدأ إطلاق الأسماء عليه بأنه المنقذ والأبرز بحكومة الببلاوي وأنه كفؤ وأنه مهندس التحديات ولكن هل محلب حقيقة بتلك النزاهة والشفافية التي يصورها الإعلام أم أن تشكيله الحكومة الجديدة هو تمهيد لعودة الحزب الوطني كما قالت احدي الصحف الأمريكية . محلب رئيسا للوزراء أكد المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان أنه تم تكليفه رسميا من قبل المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية باختياره رئيسا للوزراء وبدء المشاورات لاختيار الحكومة الجديدة. محلب متورط بأكبر قضايا الفساد محلب هو أيضا عضو مجلس الشوري السابق بالتعيين من قبل قرار جمهوري من الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما انه عضوا بلجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، حيث تم تعيينه في مجلس الشورى وداخل لجنة السياسات بالحزب الوطني مكافأة له على دوره الكبير في تسهيل سرقة ونهب أراضي خاصة بالمقاولين العرب وملك للدولة للعديد من رجال أعمال جمال مبارك. ومن ضمن أشهر قضايا الفساد المتعلقة بمحلب، تسهيل تمليك اللواء الراحل عمر سليمان لعدد 50 فدان خلف نادى القاهرة بالتجمع، وكانت هذه الأرض معروف عنها أنها ملك المقاولون العرب، الأمر الذى دفع عمر سليمان لتوجيه الشكر لمحلب والشركة ثلاث مرات، كما أن عمر سليمان هو من ساعد علي إعطاء شركة المقاولون العرب مناقصة بالأمر المباشر لتجميل ورصف جميع ميادين مصر كما أعطي أيضا شركة وادى النيل للاستثمار والمقاولات مناقصة بالأمر المباشر لإحلال وتجديد جميع مستشفيات وزارة الصحة علي مستوى الجمهورية. وقام جمال مبارك بمكافأة محلب بإسناد تجديد قصور رئاسة المخلوع مبارك إليه بالأمر المباشر، وحصل على أكثر من مليار جنيه، وهو مشترك في قضية فساد مع مبارك تقدر بمليار جنيه والمعروفة باسم “تجديد القصور”. وكانت هيئة الرقابة الإدارية، قد كشفت عن أكبر قضية فساد للرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن، وهي عبارة عن مليار جنيه مستخلصات أعمال مقاولات وهمية لإجراء تعديلات بالقصور الرئاسية لم تتم، في حين أنه تم الاستيلاء علي هذه المبالغ لصالح الرئيس السابق وأسرته لبناء وتشطيب وتأسيس الفيلات الخاصة المملوكة لهم بالتجمع الخامس وجمعية أحمد عرابي. فضلا عن عضويته ببعض الهيئات والمؤسسات، مثل: جمعية المهندسين المدنيين، اللجنة الدائمة للكود المصرى لأسس تصميم وشروط تنفيذ المنشآت الخرسانية، اللجنة الدائمة لكود الكبارى، المجلس الرئاسى المصرى الفرنسى، جمعية الأعمال المصرية الفرنسية، الغرفة التجارية الأمريكية بمصر، مجلس أمناء الجامعة الفرنسية. استقالة الببلاوي تمهيد لعودة الحزب الوطني قالت صحيفة "ماكلاتشي نيوز" الأمريكية في تقرير لها اليوم : إن استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي تمهد الطريق لحكومة يقودها سياسيون من الحزب الوطني المنحل المقرب من "الدكتاتور المطاح به حسني مبارك" على حسب تعبير الصحيفة. وتناولت الصحيفة الأنباء التي تحدثت عن اختيار إبراهيم محلب عضو الحزب الوطني المنحل والمعين من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك في مجلس الشورى عام 2010م ليقود الحكومة الجديدة التي سيسطر عليها أعضاء الحزب الوطني المنحل بعدما تقاسم رموز ثورة 25 يناير مع أعضاء بالحزب الوطني مناصب الحكومة المستقيلة. وتحدثت عن أن محلب الذي شغل منصب وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة مقرب لقيادات الجيش وكذلك للملكة العربية السعودية التي تدعم النظام الحالي سياسيًّا وماليًّا وله استثمارات كبيرة في المملكة. محلب رجل فاسد المهندس أشرف بدر الدين، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب سابقا، يرى أن حكومة الانقلاب استقالت بعد أن بددت كل موارد وخزائن الدولة وأوصلت معدلات البطالة لمستويات غير مسبوقة، كما قتلت الآلاف من أبناء الوطن. وأضاف بدر الدين، للجزيرة مباشر مصر : "إبراهيم محلب -وزير الإسكان المتوقع توليه رئاسة الوزارة المقبلة- رجل فاسد واسمه موجود في جهاز الكسب غير المشروع منذ أن كان رئيسا لشركة المقاولون العرب ولكن هذا الوضع طبيعيا في ظل الانقلاب". وأضاف أن الحكومة التي ستشكل من أعضاء الحزب الوطني المنحل ستقود البلاد خلال الفترة التي من المخطط أن تجري فيها الانتخابات الرئاسية القادمة. النور ومناهضة الاخونة وبكري يطالبون بمحلب بمجرد إعلان استقالة حكومة الببلاوي سارعت ما تسمي الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، أن تكون الحكومة المقبلة هي حكومة حرب تتكون من 13 إلى 15 وزيرا يترأسها المهندس إبراهيم محلب، على أن يكون معه الوزراء الناجحين في الحكومة السابقة. واعتبر بيان صادر عن الجبهة، أن الوزراء الناجحين هم المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وشريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، وعادل عبد الحميد، وزير العدل، ومحمد مختار جمعة مبروك، وزير الأوقاف، عبد العزيز فاضل، وزير الطيران المدني، و محمد إبراهيم أبو شادي، وزير التموين والتجارة الداخلية. أما مصطفى بكري، وهو أبرز داعمي المخلوع سابقا ومؤيد الانقلاب بكل ممارساته يرى أن إبراهيم محلب، وزير الإسكان السابق، أثبت قدرته على الإنجاز ولديه تواصل سريع مع فئات المجتمع،حسب تعبيره وأوضح خلال مداخلة هاتفية على برنامج "الحياة اليوم" ، أن محلب يوجد في عقله جميع الملفات وهو من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة، مشيرًا إلى أن الملف الاقتصادي سيشهد تغيير وزير المالية. يأتي هذا بالرغم أن هناك العديد من مشاكل ملفات الإسكان بعدد من المحافظات والتي تصاعدت منذ 30يونيو أبرزها ملف إسكان الشباب بمحافظة بورسعيد الذي شهد تظاهرات عديدة بالمحافظة . أما حزب النور علي لسان رئيسه يونس مخيون فسارع للإعلان عن تأييده تولية محلب وهو ليس بالجديد علي الحزب الذي دعم الانقلاب وتحركاته وممارساته منذ اللحظة الأولي وهاجم هو الآخر كل من يعارضه. فلماذا يصر الانقلاب منذ يومه الأول علي العودة بمصر للوراء ووضع الأسماء المشبوهة والمتهمة بقضايا الفساد بمناصب حيوية بالدولة برغم فشلهم سابقا في مناصب أخري؟ كما أنهم محسوبين علي نظام المخلوع الذي قامت ثورة يناير وأزهقت دماء الشباب لرحيله هو ومسئولي نظامه ومحاكمتهم أما الانقلاب فيكافئهم ويضعون مستقبل مصر بين أيديهم من جديد بعد فشلهم لعقود!!.
