يأتي حكم الحبس بستة أشهر بحق سناء عبدالجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، ونجلها أنس –معتقل- لتكتمل سلسلة الانتهاكات بحق الأسرة الإخوانية منذ مذبحة فض رابعة العدوية في 14 اغسطس من عام 2013. وذلك بعد أن قضت محكمة جنح المعادى المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، اليوم الأحد، بحبس كل من سناء عبد الجواد زوجة محمد البلتاجى القيادى بجماعة الإخوان، ونجله أنس "محبوس" ب6 شهور مع الشغل والنفاذ وكفالة 5 آلاف جنيه بزعم اتهامهم بالتعدي على حرس سجن طرة أواخر العام الماضي. ويأتي اتهام زوجة البلتاجي ونجلها بعد سلسلة من الملاحقات الأمنية التى طالت الأسرة منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسى، بداية من الوالد مرورًا بالأبناء عمار وأنس وحسام وخالد وأخيرًا الزوجة. وتعود أحداث قضية اتهام زوجة البلتاجي وأنس ليوم الثلاثاء 24 ديسمبر من العام قبل الماضي 2013، حيث حصلت أسرة البلتاجي، على تصريح بزيارته بسجن العقرب، وحينها قامت قوات الأمن الموجودة بالتعدي لفظيا على سناء عبد الجواد زوجة البلتاجي، وقامت إحدى الحارسات بالتعدي عليها بالضرب ثم قامت إدارة السجن بكتابة تقرير قلبت فيه حقيقة ما حدث، وأحالت زوجة البلتاجي وابنها أنس للنيابة التي قضت لهما بإخلاء السبيل مع دفع الكفالة. وفي أواخر شهر ديسمبر من عام 2013 دخل البلتاجي يومه الثامن عشر في الإضراب التام عن الطعام، احتجاجا على سوء المعاملة في السجن وعزله انفراديا، وعلى تلفيق القضايا الجنائية له في مقابل رفض النيابة فتح ملف قتل أسماء البلتاجي. وقامت حينها وزارة الداخلية بحكومة الإنقلاب بالضغط على البلتاجي وتهديده والتضييق عليه لإنهاء الإضراب وهو ما رفضه؛ فقامت بمنع زيارة أسرته في الأسبوع الأول للإضراب لمنعهم من معرفة قراره بالإضراب ولاحقا عمدت إلى التشديد في إجراءات الزيارة بوضع حاجز زجاجي يمنع مجرد السلام عليه وهو ما رفضته الأسرة ورفضه البلتاجي فتم منع الزيارة طوال الأسابيع الثلاثة. وفي الثلاثاء اللاحق 31 ديسمبر 2013 قامت وزارة الداخلية بحكومة الإنقلاب بإعادة اعتقال أنس البلتاجي مع اثنين من أصدقائه كان في زيارتهما واتهمتهم بعدة تهم من بينها قيادة مظاهرات وتمويلها رغم مصادرة كل أموال الأسرة حينها، الأمر الذى اعتبرته أسرة البلتاجي تشويها على إضرابه وللضغط عليه لإنهاؤه، وجددت النيابة حبسه خمس عشر يوما بهذه التهم. ولم تكتف الداخلية باعتقال أنس بل أجبروه ساعة اعتقاله بعد ضربه بعنف شديد على التقاط بعد الصور له وأمامه أسلحة نارية وطلقات خرطوش ولكنه رفض التصوير، ولم تمر سوى أيام قليلة حتى رتبت له قضية خلية ماريوت والخاصة بالعمل ومراسلة قناة الجريرة على الرغم من عدم تواصله معها وعدم وجود أجهزة بث معه، بحسب الأسرة. من جانبه، قال عمار البلتاجي في تصريح ل"رصد" إن جلسة محاكمة والدته وشقيقه أنس عقدت بحضور المحامي فقط ولم يحضر أيا منهما، وأن الكفالة لم تدفع بعد كما لم يحدد حتى الآن موعد الاستئناف على الحكم. يأتي ذلك الحكم في وقت تحتجز فيه قوات الأمن الدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني والبرلماني السابق، على خلفية عدة قضايا تخطت ال35 قضية، كما تعتقل نجله أنس على خلفية اتهامه بالتحريض على قوات الأمن. كما اعتقلت قوات الأمن الطفل "خالد البلتاجى" نجل الدكتور البلتاجي قبل ساعات من الذكرى الرابعة للثورة لينضم خالد إلى شقيقه أنس ووالده في سجون السيسي، بالإضافة إلى شقيقته "أسماء"التي قتلتها قناصة الجيش والشرطة في مذبحة فض رابعة، وأخيه عمار -الشقيق الأكبر- المطارد، لتطلق سراحه فيما بعد، بعد حملة أمنية فجر ذلك اليوم، لاعتقال طفل لم يتعد ال16 ربيعا. وكانت مصر قد شهدت مآساة حقيقية في تاريخها الحديث والمعاصر، حين اقتحمت قوات الأمن مدعومة بقوات عسكرية وطيران وقناصة، ميداني رابعة العدوية والنهضة، لتسقط مئات الشهداء والجرحي، من بينهم أسماء البلتاجي، التي أصبحت أيقونة للثورة المصرية من ذلك التاريخ، الذي توقفت عنده عقارب الانسانية والوطنية.