بدأ العمل الحقيقى بجمع التوكيلات وكان وكيل المؤسسين لتكوين حزب النور هو د عماد الدين عبد الغفور ، واخذ الأخوة فى كل محافظة وكل مكان يدعون للحزب الجديد والمسارعة لعمل توكيلات وطاف د عماد كل محافظات الجمهورية حتى انه كان يذهب لمحافظة واثنين وثلاثة فى اليوم الواحد حتى يلتقى بأكبر عدد ممكن من الشيوخ السلفيين وأكابر القوم وشيوخ العرب والقبائل ليحوز على تأييدهم لإنشاء الحزب وأنفق من وقته وماله الكثير ، ولا أنسى د / إسلام هاشم الذى صاحب د عماد فى هذه الجولات المكوكية ، والتقى فى أثناء ذلك كبار الشيوخ السلفيين وعلى رأسهم الشيخ / محمد حسان و الشيخ / محمد حسين يعقوب ، والشيخ / أبى إسحاق الحوينى وغيرهم من الشيوخ الأجلاء ، وبدأت المعركة الحقيقة فى أن كبار شيوخ الدعوة السلفية لم يعلنوا تأييدهم للحزب علانية بل صدر منهم ما جعل كثير من السلفيين أتباع الدعوة السلفية تحديدا يحجمون عن عمل توكيلات والانخراط فى الحزب ، ولكن السلفيين من غير الدعوة السلفية أقبلوا على الحزب فى كل المحافظات وإن كان به بعض التحفظ ، ثم فوجدنا بتصريح فى الجرائد من الشيخ / أبو إدريس _ رئيس مجلس أمناء الدعوة السلفية بأن حزب النور لا ينتمى للدعوة السلفية ، ووجدنا تصريحا للشيخ / أحمد حطيبة بأن الانخراط فى الأحزاب والسياسة نتانة ، بل إن الشيوخ كانت تصرح فى مساجدها ألا ينخرط فى عمل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية إلا " الأخوة المصديين " نسبة إلى الصدأ أو الأخوة فى الصف الرابع أو الخامس من الدعوة ، أما الأخوة فى الصفوف الأولى للدعوة لا يشغلوا أنفسهم بهذه السفاسف ، وهذا أطال فترة تأسيس الحزب حيث أننا توقعنا أن نؤسس الحزب فى خلال شهر على الأكثر ولكن طالت الفترة لعدم استكمال العدد المطلوب وهو 5000 مؤسس على مستوى الجمهورية بحيث لا يقل عن 300 عضو فى 10 محافظات على الأقل ويكون الإجمالى بحد أدنى 5000 عضو . والسؤال هنا الذى يحتاج إلى إجابة …. لماذا أنكرت الدعوة السلفية انتماء الحزب إليها ، ولماذا لم توجه أعضائها فى مرحلة التأسيس للانخراط بالحزب ؟؟؟ الجواب لدىّ لأمور كثيرة : 1- ظن البعض أن أمور السياسة ستشغل طلبة العلم عن الدروس والندوات وستخلو المساجد منهم . 2- خاف البعض ارتداد الثورة المضادة ونجاحها وعندئذ يرجع أمن الدولة مرة ثانية فتكون الاعتقالات لكل من أنشأ حزبا إسلاميا ومنهم حزب النور . 3- ظن البعض أن التجربة قد تتعرض للفشل وعندئذ سينسب هذا الفشل للدعوة السلفية ولكن إذا حدث العكس فبها ونعمت . قد تكون كل هذه الأسباب مجتمعة أو سببا آخر غير هذا ولكن حتى الآن لم يجب علينا أحدا بجواب شافى لماذا تركت الدعوة السلفية د عماد عبد الغفور ولم تدعمه لتأسيس الحزب لا ماديا ولا معنويا ؟؟ حاول البعض الانضمام إلى حزب النور عند التأسيس من هؤلاء أ / ممدوح إسماعيل المحامى المعروف للجماعات الإسلامية والذى كان معه عددا لا بأس به من الأعضاء ولكنى لا أعلم حقيقة عدم انضمامه للنور وتفضيله حزبا آخر مختلف الاسم ولكن متحد الهوية والمرجعية مع النور رغم لقاءه مع د عماد فى ذلك الوقت وعرضه الانضمام ومن معه للحزب ، كذلك من الشخصيات أ / عادل عبد المقصود شقيق الشيخ / محمد عبد المقصود ولكنه آثر تكوين حزب منفرد . وهنا وجدنا أنفسنا أمام أمر مهم جدا وهو العجز المالى الشديد والتمويل لمواجهة نفقات إنشاء حزب جديد ، وخصوصا الاحتياج لإنشاء مقرات للحزب فى كل المحافظات وكذلك مقرات للشياخات فى كل الأحياء وتأثيث كل منهم بمكاتب وكراسى وترابيزات للاجتماعات ، فكانت فكرة د عماد فى مصاريف التأسيس التى يتحملها كل مؤسس بالإضافة للاشتراك الشهرى والذى سيدفعه كل مؤسس لمدة عام مقدما وكانت كالآتى : 10 ج اشتراك شهرى X 12 شهر = 120 ج + 100 مصاريف تأسيس = 220 ج وهذا ما سيدفعه كل مؤسس عند تقديمه للتوكيل ، ولأن الأعداد التى تقدمت لم تفى بال5000 مؤسس وذلك لإحجام عدد منهم بسبب العجز المادى فتم إعفاء عدد كبير من مصاريف التأسيس حتى يتسنى لهم عمل توكيلات وإكمال ال5000 مؤسس وهنا يأتى السؤال ملحا مرة أخرى ، أين كانت الدعوة السلفية ونحن نتسول المؤسسين ؟؟؟ وقام د عماد بتكليف احد إخواننا بالسكرتارية أ / سيد صبحى بتكوين فريق عمل لجمع التوكيلات وتنظيمها كل محافظة على حدة مع إدخال بياناتهم للكمبيوتر ولذلك عندما اسمع من يتهمنا بأننا نمول من الأموال الخليجية أو العربية أضحك ملئ فمى فلو كان هذا الكلام صحيحا لما تسولنا من المؤسسين مصاريف لتأسيس الحزب . وبعد تجميع العدد المطلوب من المؤسسين بل زاد عن المطلوب حيث تم تقديم 6500 توكيل لتأسيس الحزب وكان هذا فى مطلع شهر 6 / 2011 وبعيدا عن الروتين الذى اجلنا أسبوعا آخر لاشتراطهم كتابة الأسماء يدويا !!! على نموذج معد لذلك خصيصا فجلس 20 عضو بالحزب يكتبون هذه الأسماء ببياناتهم كاملة يدويا مثل : الرقم القومى والعنوان مما تطلب منهم التأجيل أسبوعا آخر وأخيرا قدمنا الأوراق وبعد حوالى 17 يوما فى سابقة لم تحدث من قبل جاءت الموافقة على الحزب وبدون أى تعديل فى اللائحة ليكون أول حزب سلفى على مستوى العالم وثان حزب ذو مرجعية إسلامية بعد حزب الحرية والعدالة هو حزب النور . المناصب داخل الحزب كنا نسابق الريح فى تكوين الشياخات والدوائر بالحزب لاستكمال الهيكل الإدارى وتقديمه للجنة شئون الأحزاب ولا أريد أن أنسى من قام بمجهود جبار فى هذا الشأن الأستاذ / جمال عبد الرافع حيث أنه كان نائبا لأمين الإسكندرية فى ذلك الوقت د بسام الزرقا فأخذ يجتمع مع المناطق لاختيار كل أعضاء شياخة لأمين الشياخة ثم عمل انتخابات داخلية بين أمناء الشياخات لاختيار أمناء الدوائر بالانتخاب فلم يعين إلا أمين المحافظة والنائب له وأما باقى أمناء الشياخات والدوائر فكانوا بالانتخاب ، إذا عندما نأتى بعد مضى عام ونصف ونقيل أمناء الدوائر المنتخبين لنعين بدلا منهم بدون أى انتخابات رغم الإعلان عن الانتخابات الداخلية بعدها بشهر إذا هناك أمر يدبر بليل ، وإذا كنا نبرر إقالة المنتخبين لنضع بدلا منهم معينين فلماذا لا ننتظر الانتخابات الداخلية للحزب تأتى بما يريده الأعضاء بدون أى توجيهات من أحد . وبالمثل تم عمل انتخابات لنائب كل شياخة وامين الصندوق أيضا ثم انتخابات للنائب على مستوى كل دائرة وكذلك أمين صندوق لكل دائرة ، وتم إسناد عمل أمين صندوق الحزب لى بالإضافة لانتخابى كأمين دائرة الرمل ، فقد تم عمل اجتماع للمؤسسين لاختيار أمين شياخة فلمنج التابعة لدائرة الرمل بالإسكندرية ورغم وجود من هم أفضل منى مثل د / إيهاب يحيى و أ / مصطفى المغنى فإذا بهم يختاروننى أمينا للشياخة و أ / مصطفى المغنى نائبا وتم عمل اجتماع لأمناء الشياخات على مستوى دائرة الرمل وكانوا 10 أمناء فتم إختيارى كأمين لدائرة الرمل بنسبة 7 : 3 للمنافس لى فأصبحت أمينا لدائرة الرمل وهى الدائرة التى ترشح على كرسيها للفئات فيما بعد د / ياسر عبد القوى و على العمال أ / مصطفى المغنى وسيأتى الكلام على الانتخابات بالتفصيل بإذن الله .