قتل أربعة شرطيين ومدنيان اليوم الخميس في قصف لطائرات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان كما أعلنت السلطات المحلية. وقال متحدث بإسم قوات الحلف الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة في كابول لوكالة فرانس برس أن الجيش يتحقق من المعلومات. وجاء القصف بعد هجوم شنه متمردو طالبان على مركز للشرطة المحلية في ولاية غزنة (شرق) قبيل فجر الخميس. وإستدعيت طائرات الحلف لدعم ضباط الشرطة الذين كانوا يتعرضون للهجوم. وقال فضول احمد تولاك المسؤول عن اقليم ده ياك في ولاية غزنة لوكالة فرانس برس ان “طائرات حلف شمال الاطلسي توجهت لتقديم مساعدة للشرطة لكن مركزها تعرض للقصف. وقتل اربعة شرطيين ومدنيان”. واكد المتحدث باسم ادارة الولاية فضل صبون الحادثة وقدم معلومات مماثلة عنها. وسقوط ضحايا مدنيين في عمليات التحالف مسألة حساسة جدا في افغانستان حيث تقاتل الولاياتالمتحدة ودول التحالف تمرد طالبان منذ 11 عاما. واثار مقتل مدنيين في عمليات سابقة انتقادات لاذعة من الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي يغادر منصبه في انتخابات العام القادم بالتزامن مع الانسحاب المقرر لنحو مئة الف جندي اجنبي مقاتل. والاسبوع الماضي قال مسؤولون افغان ان اربعة مدنيين بينهم طفل، قتلوا في عملية جوية للقوات الافغانية والدولية استمرت يومين ضد متمردي طالبان في ولاية لوغار جنوبكابول. وقالت “قوة المساعدة الدولية لارساء الامن في افغانستان” (ايساف) انها تتحقق من تلك المعلومات. وبعد قصف جوي ادى الى مقتل 10 مدنيين معظمهم من النساء والاطفال في فبراير الماضي، منع كرزاي قوات الامن الافغانية من طلب مساعدة طائرات الاطلسي لتنفيذ عمليات قصف. وجاءت تلك الضربة غداة مقتل 46 شخصا عندما فتح عناصر طالبان النار في مبنى محكمة في مدينة فرح (غرب) سعيا لتأمين هرب متمردين يمثلون امام القضاء. وقتل المهاجمون التسعة في الهجوم الذي بدأ بانفجار هائل بسيارة مفخخة في مدخل المحكمة واستمر ثماني ساعات فيما تعقبت قوات الامن مهاجما واحدا بقي على قيد الحياة. واثار الهجوم الصاعق مزيدا من الشكوك حول قدرة القوات الافغانية على ضمان امن البلاد فيما تستعد قوات حلف شمال الاطلسي لانهاء عملياتها القتالية في الدولة التي تمزقها الحرب بنهاية العام المقبل. وحصيلة قتلى الهجوم في مدينة فرح كانت الاعلى في افغانستان في هجوم منفرد منذ تفجير مزار للشيعة في كابول في ديسمبر 2011 قتل فيه 80 شخصا. ودان كرزاي الهجوم ووصفه “بالمجزرة” وقال ان الافغان “لن يسمحوا لقتل مسلمين على يد طالبان ان يمر دون عقاب”.