اجرى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة في باماكو محادثات مع السلطات الانتقالية المالية بعدما امضى نهارا في شمال البلاد مع الجنود الفرنسيين المشاركين في معارك ضد الاسلاميين المسلحين. وبينما كان لودريان في باماكو، قتل اربعة مدنيين ليل الخميس الجمعة بايدي اسلاميين على الارجح في منطقة تمبكتو (شمال غرب) كما ذكرت مصادر متطابقة. وكان اسلاميون مسلحون احتلوا مدينة تمبكتو تسعة اشهر في 2012 قبل ان يحررها الجيش المالي بدعم من القوات الفرنسية في نهاية يناير. ومنذ ذلك الحين بقي الوضع هادئا في هذه المنطقة خلافا لغاو (شمال شرق) كبرى مدن شمال مالي التي تشهد هجمات انتحارية ومعارك خصوصا في جبال ايفوقاس اقصى شمال شرق البلاد. والتقى وزير الدفاع الفرنسي في باماكو على التوالي رئيس الوزراء ديانغو سيسوكو والرئيس بالوكالة ديونكوندا تراوري. ويفترض ان يتوجه مساء الى بوركينا فاسو التي تقوم بوساطة — علقت بحكم الامر الواقع بسبب الحرب منذ شهرين — في الازمة المالية بتكليف من مجموعة غرب افريقيا. وسيلتقي صباح السبت رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري. وقال لودربان للصحافيين ان “المعارك في مرحلتها الاخيرة وهي الاصعب لكننا نتقدم كل يوم ويجب ان نصل الى النهاية”، مؤكدا انه “تم اجتياز سبعين بالمئة من الطريق”. من جهة اخرى، اكد لودريان لاذاعة اوروبا-1 ان القوات الفرنسية في مالي انجزت “قسما كبيرا من العمل” وتتصدى للمقاتلين الاسلاميين “وجها لوجه عمليا”. وقال “انجزنا قسما كبيرا من العمل لم ننجزه بالكامل، ما زال هناك جيبان” للمقاومة في شمال البلاد كما يتعين “فرض الامن” في منطقة غاو، مؤكدا “نواجه ارهابيين على درجة عالية من التصميم”. وتابع ان “المقاتلين هم عمليا وجها لوجه، يرون بعضهم البعض وبالتالي تجري الامور على الارض في ظروف بالغة الصعوبة” مشيدا ب”القوات الفرنسية الشديدة التصميم والبالغة المهنية”. وقال في اشارة الى مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ان “المجموعات عديدها كبير جدا”، موضحا انه “في الوقت الذي نتكلم فيه، تجري عمليات تدخل جديدة في الجبال وتتواصل الدوريات”. كما اكد اعتقال مقاتلين اسلاميين فرنسيين في مالي قبض على احدهما في نوفمبر وسلم الخميس الى فرنسا، والثاني اوقف مع “ستة” مقاتلين في جبال ايفوقاس وسيتم تسليمه الى فرنسا “خلال اللحظات القادمة”. والاسلامي الشاب الذي سبق ان سلم الى فرنسا تم توقيفه في نوفمبر في مالي وهو ابراهيم عزيز وتارا الحامل ايضا الجنسية المالية ويشتبه بانه حاول الانضمام الى مجموعات جهادية تنشط في المنطقة. وتابع “هذا يثبت انه كان يجري العمل على اقامة نوع من الموقع، شبكة ارهابية حربية يمكنها استقبال بعض الشبان ذوي التوجه الراديكالي، مثلما فعل البعض في افغانستان او في سوريا”. وبدأ الوزير الفرنسي زيارته التي تستمر يومين في منطقة ايفوقاس الجبلية قرب الحدود مع الجزائر حيث تجري اعنف المعارك ضد المسلحين المرتبطين بالقاعدة وقد انكفأوا اليها منذ ان طردتهم القوات الفرنسية والافريقية من غاو وتمبكتو وكيدال كبرى مدن شمال مالي. وخلال زيارة الوزير الفرنسي، قتل اربعة مدنيين ليل الخميس الجمعة بايدي مسلحين اسلاميين في منطقة تمبكتو شمال غرب مالي، كما افاد مصدر محلي واخر امني الجمعة. وقال مامادي كونيبو مختار بلدة تونكا لفرانس برس ان “اربعة من سكان تونكا (100 كلم جنوب تمبكتو) قتلوا من قبل مسلحين في مكان غير بعيد عن الادغال”. واضاف “نعتقد ان الاسلاميين هم من فعلوا ذلك لسرقة سياراتهم”. واكد مصدر امني مالي ان “اربعة مدنيين ماليين قتلوا ليلا في منطقة تمبكتو بايدي اسلاميين”.