أكد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر و عضو جبهة الإنقاذ الوطني ، حول موقف جبهة الإنقاذ من الحوار، أن الدعوة كانت عبر الإعلام و تدعو للإنعقاد في اليوم التالي للدعوة مباشرة و هذه ليست طريقة لإطلاق حوار “، مضيفا :” و كما ظهر الحوار على التليفزيون لم يكن حوار بل مؤتمر ، فالحوار يكون بصف المعارضة على جانب و على الجانب الآخر الرئاسة ، مع تقديم جدول أعمال و ضمانات لجدية الحوار “. و أكد موسى أن الحوار الوطني كمفهوم مرحب به من قبل الجبهة ، و لكن هناك انفصام مابين نتائج الحوار و الوفاء به . و اوضح أن ما يحدث في محافظات مصر هو تعبير عن حالة من الغضب و الإحباط لدى قطاعات واسعة من المواطنين ، فهم يشعرون بصعوبات اقتصادية و معيشية كثيرة إضافة إلى شكوك تتصل بمدى قدرة النظام الحاكم على إدارة البلاد . و أضاف موسى خلال لقائه ببرنامج ” عيشها بشكل تاني على إذاعة ” نجوم FM ” أن حالة الغضب هذه أصبح لها بعض التوزيع الجغرافي ، فتجد منطقة القناة في مجملها غاضبة ، كذلك مدينة المحلة الكبرى و المنصورة فكل منهما له طبيعته الخاصة، مؤكدا أن علاج هذه المظاهرات و الإحتجاجات ليس فقط علاجا أمنيا بل يتعدى إلى طريقة إدارة الحكم في مجملها إضافة إلى ضرورة أخد مشاعر الغضب و الإحتجاج في الإعتبار . و أوضح موسى أن سبب هذه المظاهرات يرجع إلى أن الشعب المصري يشعر بأنه لم يتغير شيء ، فالظروف ما قبل ثورة 25 يناير هي نفسها ، مع تغيرات طفيفة إيجابية و تغيرات كثيرة سلبية ، مشيرا إلى أن استمرار هذه الإحتجاجات يرتبط باستمرار اتباع الحكومة لسياسة التجاهل ، و اللجوء إلى العلاج الأمني دون الدخول في عمق الأمور . و أكد موسى أن اعتبارت الحرب الأهلية في مصر ليست مطروحة ، فتصاعد الإحتجاجات و الإعتصامات و سوء إدارة الأمور في البلاد يكفيان لجعل الحياة في مصر مضطربه جدا ، مضيفا أن إدارة الحكومة للمصاعب التي تمر بها البلاد لا يمكن أن تتم بدون خطة سياسية واضحة . و رفض موسى اعتبار المظاهرات و الإعتصامات نتيجة لمؤامرة داخلية أو خارجية قائلا :” هذا اعتبار خاطئ لا يمكن أن يؤدي إلى علاج سليم لللأزمة “، مشددا على أن المعارضة ليست خيانة و أن الوضع الحالي في مصر هو مسئولية النظام الحاكم . و قال : ” قرأت حوار الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء مع رئيس تحرير الأهرام ، تحدث فيه عن مشروعات إقتصادية و استثمارات قادمه و مصانع ستفتتح ، كما صرح عن طرح 450 ألف وظيفة و لكن لم نشعر بأي نتائج ” ، مطالبا الحكومة بوضع خطط محكمة ، مع التصريح للناس بأرقام واضحة لحجم الإنجاز المبذول فعليا . و انتقد موسى ما وجهه الدكتور قنديل في حديثه بإلقاء اللوم على الإعلام ، قائلا :” اللوم يقع على الطرح الإعلامي للحكومة “. و أكد موسى أن الوضع الأمني هو مسئولية الحكومة ، فالحكومة هي المسئولة عن دفع المواطنين إلى حالة الغضب ، مضيفا أن من الضروري التعمق في ردود أفعال الشارع . و علق موسى على الأوضاع في بورسعيد قائلا : ” بورسعيد مدينة ذات طبيعة و تاريخ خاص ، و لا بد من النظر بجدية لشكاواها ، آخذين في الإعتبار هذه الطبيعة الخاصة ، فمنطقة القناة كلها تشعر بأنها مجنبة ” ، مشيرا إلى أن ذلك لا يبرر سقوط ضحايا تحت أي ظرف كان . و ردا على إطلاق مسمى ” الخراب ” على جبهة الإنقاذ قال السيد عمرو موسى :” الخراب قائم متمثلا في تدهور الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و تدني الخدمات ، فهذا هو الخراب بعينه ، و الجبهة تعارض كل ذلك و تحاول بكل إمكانياتها أن تنقذ مصر من مأزقها .