أكد عمرو موسى، أحد ابرز قادة جبهة الإنقاذ الوطني، أن المعارضة المصرية لا تتآمر على الرئيس محمد مرسي، موضحا أنها فقط تدعوه إلى ضرورة تحقيق إنجازات تثبت شرعيته الانتخابية، معتبرا أن تشكيل حكومة "طوارئ" وإرجاء الانتخابات البرلمانية هما السبيل لإنهاء أزمة مصر. وقال موسى، في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، معلقا على موقف جبهة الإنقاذ من الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس، أن "الحوار لا يرفضه أحد ، إنما نرحب بالحوار الجدي الذي يؤدى إلى نتيجة". وأضاف "نحن طالبنا بحكومة إنقاذ ، ويبدو أن فيه رفضا لها من جانب الرئاسة، وطالبنا بتحقيق سريع في مصرع الشباب في المظاهرات ولم يتم شئ ، وطالبنا ببدء تعديل الدستور ولم يتم شئ". وتابع المرشح الرئاسي السابق أن " المعارضة ليست مؤامرة بل هي الجناح الآخر للحكم الديمقراطي، ويجب أن تؤخذ آراؤها في الاعتبار وبجدية "، مشيرا إلى إن الجبهة " مع الحوار ليس من حيث المبدأ، بل من حيث الاستعداد الواقعي، أي الدخول في حوار له جدول أعمال، وإطار زمني، وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه". وعلق موسى على مشاهد المظاهرات والصدامات المتكررة بين المتظاهرين والشرطة بالقول إنها " تعبير عن الغضب والإحباط لدى الناس، وليست بمؤامرة ولا بدفع من جبهة الإنقاذ، بل تفاعل مع الشارع". وأضاف أن " السياسة هي معالجة الأمور بحنكة وقدرة وخبرة، وعندما يتم ذلك لن تجد الناس في الشارع". وحول مطالبة المتظاهرين بتنحي الرئيس مرسي، قال عمرو موسى أن هذا هو موقف المتظاهرين لكننا في جبهة الإنقاذ لم نطلب تنحى الرئيس، مضيفا أن "هناك شرعية لرئيس الجمهورية لأنه منتخب، لكن هناك شرعية أخرى ضرورية هي شرعية الإنجاز، وناس كثيرون لا يرون أن هناك انجازا". وفيما يتعلق بطريقة الخروج من أزمة البلاد، اعتبر موسى أن تشكيل حكومة جديدة سماها ب"حكومة طوارئ" تجمع كل القوى الفاعلة السياسية والحقيقية وإرجاء الانتخابات البرلمانية باعتبارهما وسيلة مثلى لإنهاء الأزمة في البلاد. وقال إنه من " الأفضل تأجيل الانتخابات ستة شهور أو سنة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وألا تجرى الانتخابات إلا في إطار حكومة محايدة، وإشراف قضائي كامل ورقابة دولية وأن تتولى القوات المسلحة تأمين الانتخابات لان نزاهة الانتخابات مهمة جدا في تشكيل مصداقيتها، وإلا إذا كان هناك شك في نتيجة الانتخابات ستزداد الأوضاع صعوبة". ولفت إلى أن جبهة الإنقاذ الوطني تريد أن تدخل الانتخابات بقائمة واحدة وان مباحثات بين أعضائها تجرى في هذا الشأن وعن الوضع الاقتصادي المتدهور، مضى وزير الخارجية الأسبق يقول" طالبنا من خلال مبادرات اقتصادية بتعبئة سلال اقتصادية لدعم الاقتصاد المصري من خلال التفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول الكبرى والصين لدعم مصر عبر برنامج اقتصادي يقوم على الاستثمار والمشروعات المشتركة والقروض الميسرة". وحول الخلافات بين أعضاء جبهة الإنقاذ شدد موسى على أن جبهة الانقاذ " لا تزال متضامنة" رغم وجود اختلاف في الآراء بين أعضائها ، مؤكدا أن الجبهة لا تقرر شيئا ولا تتخذ قرارا إلا بالتوافق سواء ما يتعلق بالانتخابات أو بالحوار الوطني أو موقفها من الحكومة. وعلق موسى على تأسيس جبهة " الضمير"، التي شكلتها بعض الشخصيات السياسية مؤخرا وغالبية أعضائها من المنتمين والمحسوبين على التيار الإسلامي، قائلا " نحن على كل حال نعتبر جبهة الإنقاذ الوطني هي جبهة إنقاذ الضمير الوطني، وجبهة الضمير خطوة لا نعلق عليها سلبا، لكن لا اعتقد انه يمكن أن تؤثر في الوضع السياسي المصري الحالي". Comment *