يسعى وزراء خارجية مصر والكويت ولبنان إلى إقناع روسيا ب”التخلي” عن نظام بشار الأسد خلال زيارة يقومون بها إلى موسكو الأربعاء المقبل، بحسب مصدر دبلوماسي. وتأتي زيارة وزراء خارجية مصر ولبنان والكويت كممثلين عن الجامعة العربية في إطار اجتماعات الدورة الأولى لمنتدى الحوار العربى – الروسى الذى تستضيفه موسكو لمناقشة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وبحسب المصدر، الذي تحدث لمراسل وكالة الأناضول للأنباء مفضلاً عدم الكشف عن هويته، فإن الزيارة تستمر يومين ويعتزم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ووزير الخارجية اللبنانى عدنان منصور التطرق إلى الملف السوري خلال المباحثات مع نظيرهم الروسى سيرغى لافروف. وأضاف بأن وزراء الخارجية العرب سيعملون على إقناع روسيا بالتوقف عن دعم نظام بشار الأسد والسعي إلى الوصول لحلول تنهى الأزمة السورية وتلبى طموحات الشعب السورى في “التغيير”، وتحافظ فى الوقت نفسه على مستقبل العلاقات الروسية العربية خاصة مع نظام الحكم الجديد في مرحلة ما بعد الأسد. وردًا على سؤال لمراسل الأناضول بشأن موقف وزير الخارجية اللبناني من هذا الطرح باعتبار أن بيروت تقف رسميًا على الحياد في الأزمة السورية، شدد المصدر على أن الوزراء عندما يطرحون على موسكو التخلي عن نظام الأسد سينقلون رؤية المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي جمد مقعد سوريا بالجامعة وسحب اعترافه بنظام الأسد كممثل للشعب السوري وأيد ائتلاف المعارضة السورية، كما دعا المجلس الوزاري العربي، الذي عقد قبل أكثر من شهر، الدول الداعمة لنظام الأسد بالتراجع عن مساندته. وأجرى وزير الخارجية المصري اتصالاً هاتفيا بمعاذ الخطيب رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ، قبل مغادرته إلى موسكو، بحث خلاله آخر تطورات الوضع في سوريا في إطار دعم مصر للائتلاف الذي يتخذ من القاهرة مقراً له، بحسب بيان للخارجية المصرية. وأضاف البيان أن الجانبين “بحثا الخيارات المتاحة لإيقاف نزيف الدم في سوريا والسماح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته في الانتقال إلي مرحلة جديدة”. ومن المقرر أن تسبق الاجتماعات الوزارية اجتماعات على مستوى كبار المسؤولين على مدى يومين أيضًا يمثل فيها مصر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير عمرو أبو العطا إلى جانب نظيره الكويتى جمال الغنيم ونظيرهما اللبنانى خالد زيادة، وستبدأ أعمالها الاثنين المقبل للتحضير للاجتماعات الوزارية. ووقعت جامعة الدول العربية وروسيا فى 23 يونيو 2009 على ما وصف ب”إعلان نوايا”، بمناسبة زيارة الرئيس الروسي وقتها ديمتري ميدفيديف للجامعة، ويتضمن الاتفاق على مواصلة تطوير الحوار والتعاون بين موسكو والدول العربية فى مختلف المجالات. وتعد روسيا أحد أبرز الدول الداعمة لنظام الأسد، وحالت أكثر من مرة دون صدور قرارات ضده في مجلس الأمن الدولي، كما أنها المصدر الأول للأسلحة إلى جيش النظام السوري.