أعلنت القوى السياسية المشاركة في مبادرة الأزهر الشريف لنبذ العنف، اليوم الخميس، أن جميع الحاضرين وقعوا على “وثيقة نبذ العنف”، والتي خلص إليها اللقاء الذي دعا إليه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مع مختلف القوى السياسية، والذي عقده الأزهر استجابةً لدعوة شباب الثورة لإشرافه عليه. وحضر اللقاء العديد من الرموز السياسية في مصر، ورؤساء الأحزاب، ونائب عن البابا تواضروس الثاني، وممثلين عن كافة التيارات. وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، أن الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد لا يمكن حلها إلى عبر حوار مبني على أسس وضمانات وغير مشروط، مشيراً إلى أن الجميع أبدى استعداده لإعطاء تنازلات من أجل إنجاح هذه التجربة. وأوضح المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، أن لقاء اليوم شهد، ولأول مرة، حسب تعبيره، اجتماع الكل على أمر واحد، وهو أن العنف منبوذ من الجميع وليس له غطاء، والكل يتبرأ منه. وقد أكد الكاتب الصحفي عبد الرحمن يوسف، أن وثيقة الأزهر قيمية، وليست سياسية، واتفق فيها الجميع على حرمة الدم المصري، وأن المجتمع الذي يضيع فيه حق الإنسان في الحياة، وحقه في القصاص العادل لا خير فيه. كما أشار يوسف أن الجميع اتفق على عدم اللجوء للعنف وعلى تجريمه و تحريمه، وأنه تم تحميل مسئولية العنف في الشارع للذين يقومون به، ورفع الغطاء السياسي عنهم جميعاً، لافتاً إلى أن جميع الاتجاهات والأطياف، تقريباً، ممثلة باللقاء. كما شدد يوسف على أن الاقتراحات حول إقامة حوار وطني جاد، يكون شباب الثورة جزءً أساسياً فيه، لم تتبلور بعد، إلا أنها جاءت كحل بديل عن حوارات ما بدأت إلى لكي تفشل، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن الوثيقة ستوزع، ببنودها العشر، على كافة قطاعات الدولة بدايةً من القطاع الأمني. فيما وجه الأنبا أرميا، الأسقف العام، ونائب البابا تواضروس باللقاء، الشكر لشباب الثورة الذي دعا لإنقاذ مصر من هذه المحنة، لافتاً إلى أن اللقاء شهد اقتراح تكوين لجنة من كافة الأطياف لدراسة وإقامة ضوابط وأسس الحوار الفعلي، وليس الذي يخرج دون نتيجة، بحسب وصفه، لإنقاذ الشباب المصري، ووقف إهدار الدماء، مشدداً: “لا نريد حرية ملطخة بالدماء.” وقال وائل غنيم، ممثل الشباب باللقاء، إن الدم المصري حتى اليوم ليس له حرمة، وهو الدافع الأساسي لمطالبة الشباب للأزهر الشريف بإطلاق هذه المبادرة للتأكيد على نبذ العنف، موضحاً أن الدعوة للحوار نبعت داخل الاجتماع من رغبة الجميع في حل الأزمة السياسية الحالية عن طريق حوار جاد بين كل الأطياف.