أكد فرج فنيش رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المفوضية السامية لحقوق الانسان بجنيف أن مصر دولة مهمة فى منطقة الشرق الاوسط ولابد ان تلعب الدور الريادى فى منطقتها. وقال المسئول الأممى الذي يزور مصر حاليًا ”إننا فى المفوضية ننظر الى التجربة المصرية ونأمل أن تكون ناجحة وأن تكون المرجع للبلدان العربية ودول المنطقة الاخرى خاصة فيما يتعلق بعملية الانتقال والتحول الديموقراطى فى المنطقة والمبنى على قواعد حقوق الانسان”. وأضاف فرج فنيش – الذى يغادر القاهرة فى وقت لاحق اليوم – ” إن المجلس القومى لحقوق الانسان مكسب وطنى كبير وقد لعب دورا هاما فى مصر قبل ثورة 25 يناير وحتى الآن خاصة فى دعم وتعزيز والارتقاء بحالة حقوق الانسان والدفاع ضد الانتهاكات” ، مشيرا إلى أن المجلس قدم مقترحات هامة لإصلاح الأوضاع فى مصر يجب البناء عليها . وأوضح أن المجلس القومى لحقوق الانسان يمر بمرحلة صعبة ولكنه يمكن تجاوزها لو توفرت الارادة السياسية كى تكون مرجعية المجلس هى الاتفاقيات والمعايير الدولية التى صادقت عليها مصر ومنها الاعلان العالمى لحقوق الانسان الذى شاركت مصر فى صياغته من خلال شخصية مصرية ..وذلك قبل اكثر من ستين عاما وذلك بدلا من ان تكون مرجعيته سياسية او حزبية واكد على اهمية وضرورة الابتعاد عن الانتماء السياسى واعتماد مرجعية حقوق الانسان فى نشاط وعمل المجلس وهو ما سيجمع الشعب كله حول المجلس وعبرعن تمنياته فى ان يلعب المجلس دورا فيما يتعلق بالتشريعات التى قد تعرض على مجلس الشورى فى الفترة القادمة ومتابعتها وأيضا متابعة الخطاب الانتخابى القادم حتى لايكون انتقائيا أو عنصريا أو مخالفًا لحقوق الانسان. وفيما يتعلق بمجالات التعاون بين المفوضية والمجلس القومى لحقوق الانسان، قال فنيش ان التعاون مع المجلس يتم على ارضية المبادىء والمعايير الدولية لحقوق الانسان، واشار الى انه التقى امس الاول مع المستشار حسام الغريانى رئيس المجلس وكان لقاء جيدا وتناول بحث التعاون الثنائى بين المفوضية والمجلس كمؤسسة وطنية لحقوق الانسان وانه لمس تفهما من المستشار الغريانى فى هذا المجال ..ولمس أيضا تفهما ورغبة فى أن تكون منطلقات المجلس هى منطلقات حقوق الانسان وليست منطلقات حزبية سياسية . وفى رده على سؤال ..أعرب عن اعتقاده بان السيدة نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الانسان يمكن ان تقوم بزيارة لمصر لو تم توجيه الدعوة رسميا لها من الحكومة المصرية ..وقال انها سوف تنظر فى دعوة بهذا الخصوص بشكل جدى ، مؤكدًا أن نافى بيلاى منشغلة بالعديد من المسائل فى مصر ومنها ما قد عبرت عنه علنا فيما يتعلق ببعض البنود فى الدستور والموقف من القضاء باعتبار ان استقلال القضاء هو ضمانة للاستقرار فى الدولة وحقوق الانسان بشكل عام وقال رئيس قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالمفوضية السامية لحقوق الانسان فرج فنيش فى حديثه لوكالة انباء الشرق الاوسط ” إن لنا علاقات حوار مع وزارة الخارجية المصرية وان التعاون مع مصر يمكن ان يترجم فى المستقبل الى برامج ملموسة لدعم قدرات وبناء المهارات فى مجال حقوق الانسان سواء بالنسبة لوزارة الداخلية وبشكل عام المؤسسة الامنية ومؤسسة القضاء وهذه امور واردة” وأضاف ” إن ثورات الربيع العربى اندلعت من منطلقات الحرمان والإقصاء والتهميش وانه بعد حوالى سنتين من اندلاعها نمر الان بمرحلة انتقالية وهى تتسم باعادة البناء على كل المستويات وهو ما يتطلب جهدا كبيرا واننا لابد ان ننظر لهذه المرحلة على انها انتقالية وعلى العموم فان الثورات العربية حققت ايجابيات كبيرة على صعيد حرية الاعلام والتعبير وحرية التنظيم، وأشار فنيش إلى أنه مازالت هناك تحديات من نوع جديد فى المنطقة نتيجة لهذه الثورات وهى كيف نؤمن وجود مؤسسات تضمن للجميع عدم التمييز لاى سبب او بمعنى آخر هو كيف نؤمن مفهوم دولة القانون والمؤسسات وهذه مسألة مهمة للغاية . واستطرد يقول “إنه يجب ان نبنى الدولة على مبدأ الحق فى المواطنة وليس المبنى على الانتماء العرقى أو الدينى أو الإثنى أو الجهوى وأنه بناء على ذلك تنتفى المناقشات التى تدعو الى الاقصاء للمنتمين الى جهة او فئة ما فالجميع يعيش ويشارك فى هذا الوطن والكل له نفس الحقوق والواجبات، وأضاف أما التحدى الآخر الذى يواجه المنطقة فهو قضية الحرية الدينية خصوصا وان النقاش الدائر الآن حول الدساتير نرى فيه منحى ايدولوجى وطائفى من ناحية الانتماء الدينى ولا يأخذ منحى حقوقى. حول القضاء فى المنطقة ، قال فنيش “ان استقلال القضاء هو أمر مهم وأساسى لأننا نرى ان الاحتكام الى الشارع أمر يهدد بانهيار الدولة “ وحول ما يتردد من أن الأممالمتحدة تتدخل فى الشئون الداخلية للدول ، قال فينش فى حديثه ” إنه من الخطأ القول ان الأممالمتحدة تتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة عندما تقدم دعما متفق عليه مع الحكومات والمؤسسات فكل الدول عضو فى الاممالمتحدة وقد ساهمت هذه الدول فى قرارات المنظمة الدولية ومصر ساهمت فى صياغتها على سبيل المثال …وبالتالى فالاممالمتحدة هى عائلة العالم ولايمكن ان تتدخل فى الشئون الداخلية للدول” . وتساءل المسئول الأممى ، لماذا يطلب من الأممالمتحدة الدعم فيما يتعلق مثلًا بالصحة العامة والبيئة ، بينما ترفض الدول نفس التجربة إذا ما تعلق الأمر بمجال حقوق الإنسان واختتم السيد فرج فنيش حديثه بالتأكيد على انه قد حان الوقت للقيام بالجهد الكافى من طرف السلطات والانظمة كلها للاستماع والانصات لمطالب شعوبها فى الحريات والديموقراطية والمشاركة السياسية والتنمية وضرورة الاستجابة لهذه المطالب وهذه هى اهم رسالة للمفوضية السامية لحقوق الانسان كان فنيش قد شارك فى المائدة المستديرة التى نظمها مركز الأممالمتحدة للاعلام بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمى لحقوق الانسان حول / الإدماج والمشاركة فى مرحلة الانتقال الديموقراطى، والتى اختتمت اعمالها بالقاهرة مساء امس . وقد التقى فنيش خلال هذه الزيارة مع عدد من المسئولين ونشطاء ورؤساء منظمات حقوقية مصرية وعربية شاركت فى هذا الملتقى ، كما أجرى العديد من الحوارت مع عدد من وسائل الاعلام