أوضحت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز بن خلدون موقف المركز من الاستفتاء على الدستور، قائلة أن مشروع الدستور الذي تصر مؤسسة الرئاسة مدعومة بجماعة الإخوان المسلمين على استفتاء المصريين عليه خلال يومين هو عمل مشوه لا يليق باسم مصر ولا بتاريخها، قام على كتابته مجموعة من أصحاب الأجندات السياسية ودعاة إسلاميين ليس لديهم أي خبرة بصياغة الدساتير ولا حتى خبرة قانونية عادية، مؤكدة على أن الدستور يكتبه المتخصصون وليس أصحاب الأجندات السياسية، ومن ثم يصلح لأن يستفتى عليه الشعب، وبما إن ذلك لم يحدث فإن تلك المسودة باطلة والاستفتاء عليها أمر غير منطقي. و أشارت زيادة إلى إصرار مؤسسة الرئاسة مدعومة بجماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الإسلامية السياسية على تنفيذ الاستفتاء على تلك المسودة المشوهة ما هو إلا لعبة سياسية يبتغي منها الحاكم فرض هيمنته على كافة مفاصل الدولة ومنح نفسه شرعية لا يستحقها، بأن يجرنا جميعا لتمثيلية توحي للعالم بأننا نمارس عمل ديمقراطي بينما نحن في الحقيقة –بهذا الاستفتاء– نساعد الإخوان المسلمين على تأسيس ديكتاتورية جديدة تحت راية الشريعة. و طالبت الرئيس بالتراجع فورا عن تنفيذ الاستفتاء والسير قدما نحو تشكيل جمعية تأسيسية جديدة لكتابة الدستور تضم المتخصصين من رجال القانون والسياسية والفقهاء الدستوريين من غير ذوي الأجندات السياسية لصياغة الدستور الذي يليق بمصر وبشعبها العظيم الذي أبهر العالم بثورته المجيدة قبل عامين، مناشدة الرئيس وعشيرته على تنفيذ الاستفتاء، لأنه في حالة تصويت غالبية المصريين ب “نعم” سيترتب على ذلك حتمية إجراء انتخابات رئاسية جديدة لأن الرئيس مرسي قد انتخب وفقاً لدستور 1971 وبما أنه أصبح بين الشعب والسلطة عقد اجتماعي جديد، لابد وأن يتم فورا عمل انتخابات رئاسية جديدة يختار فيها المصريون رئيسهم بناءا على الصلاحيات الجديدة المنصوص عليها في الدستور الجديد. و اكدت زيادة أنها في حالة إصرار الرئيس وعشيرته على تنفيذ الاستفتاء، فسيمتنع مركز إبن خلدون عن مراقبة تمثيلية الاستفتاء على الوثيقة المشوهة حتى لا نمنحها شرعية لا تستحقها، مؤكدة عمل استفتاء موازي يمنح المصريين خيارات أكبر من نعم ولا، وطرح عليهم دستورا بديلا عكف الباحثين بالمركز تحت إشراف متخصصين قانونيين وباستشارة خبراء سياسيين على كتابته، لنعطي الناس حق المقارنة والاختيار بناءاً على علم، وسيتم الاستفتاء الموازي في كافة محافظات الجمهورية في نفس يوم الاستفتاء، وسنستعين فيه بنظام التصويت الإليكتروني الذي طوره المركز بالتعاون مع مشروع شوفني للبرمجيات في أغسطس الماضي.