يشهد اليوم الأخير للانتخابات الرئاسية الأمريكية نشاطا مكثفا للمرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني في الولايات المتأرجحة وسط تعادلهما في استطلاعات الرأي على المستوى الوطنية رغم الثقة التي يبديها كل طرف في حظوظه في الفوز. ويسعى المرشحان لكسب اصوات الناخبين الذين لم يحسموا خياراتهم بعد وحث مؤيديهم على التصويت بكثافة.. حيث تظهر استطلاعات الرأي تقارب المرشحين مع تقدم أوباما بشكل طفيف في ولايات أيوا وويسكونسن وأوهايو.. ويسعى رومني إلى حشد التأييد للفوز في ولاية بنسلفانيا التي تميل أساسا إلى الديمقراطيين. وفي شيكاعو بولاية إلينوي، التي تصوت تاريخيا لصالح الديمقراطيين كما أنها مسقط رأس الرئيس أوباما، أعرب المتحدث باسم حملة أوباما ديفيد بلوف اليوم في مجمع مكورمك الانتخابي عن تفاؤله بشأن إعلان أوباما غدا من شيكاغو، التي سيصلها خلال ساعات لينتظر إعلان النتائج النهائية، عن فوزه بالانتخابات الأمريكية كما حدث عام 2008. ويؤكد المراقبون أن ولاية إلينوي أبعد ما تكون عن رومني.. لأن أوباما سيحقق فيها فوزا ساحقا لأن غالبية السكان فيها من الطبقة المتوسطة.. ويعتبرون أن فوز أوباما هو الضمان الوحيد لديهم في المستقبل لعدم العودة إلى ما كانت عليه الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش من انحسار وضغوط على الطبقة المتوسطة بسبب الضغوط المحلية والخارجية التي اساءت للاقتصاد والأمن الأمريكي. وذهب رومني إلى ولاية فلوريدا في محاولة لتعزيز موقفه الذى أظهرته استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدمه فيها عن أوباما بفارق 1 في المائة على عكس استطلاعات الرأي منذ يومين التي كانت في صالح أوباما بفارق 1 في المائة أيضا. ودخلت حملة الاعلانات صراعا محموما اليوم في فلوريدا سواء في الشوارع أو المحطات التليفزيونية والإذاعية لاستقطاب الناخبين المستقلين والصوت اللاتيني.. ويبذل رومني جهودا خارقة للفوز بالولاية بعد استطلاعات الرأي التي توقعت فوز أوباما بولايتي بنسلفانيا وأوهايو.. مما يحتم عليه الفوز بولاية فلوريدا إذا كان يريد أن يستمر ويفوز بالسباق الرئاسي. وقد مثل التصويت المبكر في ولاية فلوريدا مشكلة كبيرة، حيث كان حاكم الولاية الجمهوري ريك سكوت قد أصدر قرارا اختصر فيه مدة التصويت المبكر من 14 يوما إلى 8 أيام مما أغضب الديمقراطيين الذين تقدموا بطلب رسمي بمد فترة التصويت المبكر ولكنه أصر على رأيه. ولم يتمكن المئات من الأمريكيين من التصويت مبكرا أمس حيث لم يجد البعض منهم سوى موظفا واحدا في الكثير من المقرات الانتخابية.. ما تسبب في الكثير من المشادات.. وهو ما دفع حاكم الولاية اليوم إلى فتح بعض المقار الانتخابية في ميامي لاستيعاب بعض الذين تذمروا بالأمس. وتشكل ملفات الاقتصاد وفرص العمل والهجرة والرعاية الصحية أهم عوامل الترجيح لأي من المرشحين في الولاية. وفي أوهايو، يبدو أوباما متقدما على رومني وفقا لاستطلاعات الرأي، وهي الولاية التي انتعشت اقتصاديا وتعززت فيها فرص العمل بعد الأزمة التي عصفت بصناعة السيارات الأمريكية في أواخر عهد جورج بوش والتي لازالت آثارها تؤثر على كثير من الناخبين في الولاية. وبحلول الغد سيكون أكثر من 3 ملايين ناخب في أوهايو قد أدلو بأصواتهم فيما يعرف بالتصويت المبكر.. ويبقى الفقر اليوم على مليونين من سكان الولاية، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليونا، معتمدين على بطاقات التموين الحكومية. إلا أن البعض يرى أن أوباما زاد الدين وأن رومني يمكن أن يعكس هذا المسار.. ولكن الأغلبية ترى أن باراك أوباما هو الذى يجب أن يكون رئيس الولاياتالمتحدة لأنه أنقذ صناعة السيارات في الولاية. أما في ولاية فرجينيا، فإن الموقف لازال متأزما ولازال هناك تقارب شديد بين المرشحين بشكل لا يمكن معه توقع الفائز بالولاية.. وتوصف فرجينيا تاريخيا بأنها ولاية جمهورية حيث أم العشرة رؤساء الجمهوريين الأخيرين قد فازوا بالولاية.. إلا أن أوباما الديمقراطي قد نجح في الفوز بها في انتخابات 2008. وفي ولاية ماساتشوسيتس، وهي مقر حملة المرشح الجمهوري الذى كان حاكما سابقا لها، يرى المراقبون أنها محسومة لأوباما.. ويعول رومني على 4 ولايات غيرها ويزورها اليوم وهي فلوريدا وأوهايو ونيوهامبشير وفرجينيا.