قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن الاحتفال بذكرى انشاء الأممالمتحدة يرمز إلى الوعى الجمعى للبشرية بضرورة العمل بروح الشراكة والمساواة للحفاظ على مبادئ السلم والأمن الدوليين، والنجاح فى تحقيق الرخاء والحفاظ على كرامة الإنسان. وأكد “شكرى” فى كلمته بمناسبة الاحتفال بيوم الأممالمتحدة، اليوم الأربعاء، بدار الأوبرا المصرية، والتى ألقاها نيابة عنه السفير إيهاب فوزى مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولى، أن مصر تفتخر باعتبارها عضو مؤسس فى الأممالمتحدة وكونها من أوائل الموقعين على الميثاق المنشئ للأمم المتحدة. وأكد “شكرى”، أن الأممالمتحدة بمثابة رفيقاً موثوقاً به فى رحلتنا نحو الاستقلال، وداعماً فى كفاحنا من أجل تحرير الأراضى العربية المحتلة ولتطلعنا إلى العيش فى عالم خال من العوز والخوف. وأشار وزير الخارجية إلى تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته خلال افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التزامنا بالعمل الوثيق مع الأممالمتحدة، على قناعة مصر القوية بأن التحديات التى تواجه عالمنا اليوم تتطلب استجابة متكاملة متعددة الأطراف لا يمكن أن يتم تقديمها إلا من خلال الأممالمتحدة. ومع ذلك، واتصالاً بجهودنا المشتركة لمواجهة التحديات العديدة التى تواجه عالمنا، ما زلنا نؤمن بأن الأممالمتحدة تحتاج إلى حكمتنا والتزامنا الجماعى لضمان أن تظل ذات مصداقية. وفى هذا السياق، رحبت مصر وأيدت أجندة الإصلاح التى طرحها مؤخراً سكرتير عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريس، ونحن على استعداد للإسهام فى التقييم المستمر لتلك الأجندة لضمان فعالية جهود الإصلاح المشار إليها. وأوضح وزير الخارجية، أن مصر تفتخر بمساهماتها فى أنشطة الأممالمتحدة الرامية إلى صون السلام والأمن الدوليين، ولا سيما عمليات حفظ السلام، حيث ساهمنا بأكثر من 30 ألف فرداً فى 38 بعثة لحفظ السلام على مدار أكثر من خمسة عقود، ونحتل حالياً المرتبة السابعة من بين أكبر المساهمين فى الوحدات الشرطية والقوات العسكرية فى بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام. وأشار وزير الخارجية إلى الدور الرئيسى لمصر فى الدفع بقضايا بناء واستدامة السلام كشرط أساسى لإيجاد حلول دائمة للصراعات، موضحا أن مصر مصممة خلال توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى على الأخذ بالشراكة الاستراتيجية مع الأممالمتحدة فى مجالات السلم والأمن وإعادة البناء ما بعد النزاعات إلى مستوى جديد. علاوة على ذلك، وكجزء من جهودنا المستمرة لمكافحة واستئصال خطر الإرهاب والتطرف، عملت مصر من خلال آليات الأممالمتحدة على تطوير إطار دولى لمكافحة الأيدولوجيات الإرهابية. وأضاف وزير الخارجية “تشكل الإنجازات المشار إليها مصدراً لفخرنا، لا سيما تلك التى تحققت خلال عضويتنا الأخيرة فى مجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي”. وأوضح وزير الخارجية أن احتفال اليوم له أهمية خاصة حيث نجنى معاً ثمار الشراكة بين مصر والأممالمتحدة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد كانت مصر من بين الدول الرائدة فى تبنى أهداف أجندة التنمية 2030، وينعكس ذلك فى فهمنا العميق للطبيعة المتشابكة للتنمية المستدامة، كما يتجسد فى استراتيجيتنا الوطنية للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030″ والتى تشكل إطاراً وطنياً لتوجيه ووضع سياسات وبرامج من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الأهداف الوطنية الأخرى. وأكد وزير الخارجية أن مصر تقدر بشكل كبير التعاون القائم مع الأممالمتحدة والذى يؤدى إلى خلق بيئة عالمية متناغمة مع أهداف التنمية المستدامة وتبادل أفضل الممارسات مع الدول الأعضاء الأخرى. وقد شهدنا أهمية هذا التعاون من خلال رئاستنا الحالية لمجموعة ال 77 والصين. كما تقدر جهود فريق الأممالمتحدة القُطرى والمكاتب التابعة له فى مصر فى دعم جهودنا لتحقيق التنمية.
فى هذا السياق، تطوعت مصر بفخر لتقديم تقرير المراجعة الوطنية الطوعية فى المنتدى السياسى رفيع المستوى حول التنمية المستدامة مرتين فى غضون ثلاث سنوات، وذلك لتقييم التقدم الذى أحرزته فى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة واستراتيجيتها الوطنية، والوقوف على التحديات الموجودة حالياً.
وأوضح أن مصر تمضى قدما فى جهودها الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة على المستوى الوطني، وكذلك على المستويين الإقليمى والدولي، مشيرا إلى أن مصر مستمرة فى خلق أفضل الطرق لتعزيز الشراكات ومشاركة خبراتنا والتعلم من الآخرين، مدفوعين بقيم التضامن، مع اعترافنا بأهمية الشراكة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والملكية الوطنية وضمان أنه لن يتم ترك أى فرد دون أن يستفيد من هذه الشراكة.
واختتم شكرى بمقولة سكرتير عام الأممالمتحدة الراحل كوفى عنان: “تتقاسم البشرية مصيراً مشتركاً أكثر من أى وقت مضى فى التاريخ، ويمكننا التحكم فى مصرينا المشترك فقط إذا ما واجهناه معاً، ولهذا السبب قمنا بتأسيس الأممالمتحدة”، تلخص هذه الكلمات البليغة كل شيء.