حصلت "البوابة نيوز" على نص كلمة سامح شكري وزير الخارجية بمناسبة الاحتفال بيوم الأممالمتحدة اليوم 24 أكتوبر 2018 بدار الأوبرا المصرية، والتي ألقاها نيابة عنه السيد السفير/ إيهاب فوزي مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي. وجاء نص الكلمة على النحو الآتي: السيد السفير ريتشارد ديكتس، الممثل المقيم للأمم المتحدة بمصر.. أصحاب الفخامة والسعادة أعضاء السلك الدبلوماسي.. السادة ممثلي الوزارات المعنية وهيئات الأممالمتحدة.. السيدات والسادة إنه لمن دواعي سروري أن أشارك اليوم في الاحتفال بذكرى إنشاء الأممالمتحدة. يرمز هذا اليوم إلى الوعي الجمعي للبشرية بضرورة أن نعمل معاً بروح الشراكة والمساواة للحفاظ على مبادئ السلم والأمن الدوليين، والنجاح في تحقيق الرخاء والحفاظ على كرامة الإنسان. كعضو مؤسس في الأممالمتحدة، تفتخر مصر بكونها من أوائل الموقعين على الميثاق المنشئ للأمم المتحدة، فمنذ ذلك الحين، كانت الأممالمتحدة بمثابة رفيق موثوق به في رحلتنا نحو الاستقلال، وداعماً في كفاحنا من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة ولتطلعنا إلى العيش في عالم خال من العوز والخوف. وقد أبرز السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التزامنا بالعمل الوثيق مع الأممالمتحدة، حيث أكد الرئيس السيسي على قناعة مصر القوية بأن التحديات التي تواجه عالمنا اليوم تتطلب استجابة متكاملة متعددة الأطراف لا يمكن أن يتم تقديمها إلا من خلال الأممالمتحدة. ومع ذلك، واتصالاً بجهودنا المشتركة لمواجهة التحديات العديدة التي تواجه عالمنا، ما زلنا نؤمن بأن الأممالمتحدة تحتاج إلى حكمتنا والتزامنا الجماعي لضمان أن تظل ذات مصداقية. وفي هذا السياق، رحبت مصر وأيدت أجندة الإصلاح التي طرحها مؤخراً سكرتير عام الأممالمتحدة السيد/أنطونيو جوتيرس، ونحن على استعداد للإسهام في التقييم المستمر لتلك الأجندة لضمان فعالية جهود الإصلاح المشار إليها. في السياق ذاته، تفخر مصر بمساهماتها في أنشطة الأممالمتحدة الرامية إلى صون السلام والأمن الدوليين، ولا سيما عمليات حفظ السلام، حيث ساهمنا بأكثر من 30 ألف فرد في 38 بعثة لحفظ السلام على مدار أكثر من خمسة عقود، ونحتل حالياً المرتبة السابعة من بين أكبر المساهمين في الوحدات الشرطية والقوات العسكرية في بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام. كما لعبت مصر دوراً رئيسياً في الدفع بقضايا بناء واستدامة السلام كشرط أساسي لإيجاد حلول دائمة للصراعات. وإذ نستعد لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي، فإننا مصممون على الأخذ بالشراكة الاستراتيجية مع الأممالمتحدة في مجالات السلم والأمن وإعادة البناء ما بعد النزاعات إلى مستوى جديد. علاوة على ذلك، وكجزء من جهودنا المستمرة لمكافحة واستئصال خطر الإرهاب والتطرف، عملت مصر من خلال آليات الأممالمتحدة على تطوير إطار دولي لمكافحة الأيدولوجيات الإرهابية. تشكل الإنجازات المشار إليها مصدراً لفخرنا، لا سيما تلك التي تحققت خلال عضويتنا الأخيرة في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي. السيدات والسادة.. يشكل احتفال اليوم أهمية خاصة حيث نجني معاً ثمار الشراكة بين مصر والأممالمتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد كانت مصر من بين الدول الرائدة في تبني أهداف أجندة التنمية 2030، وينعكس ذلك في فهمنا العميق للطبيعة المتشابكة للتنمية المستدامة، كما يتجسد في استراتيجيتنا الوطنية للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" والتي تشكل إطاراً وطنياً لتوجيه ووضع سياسات وبرامج من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الأهداف الوطنية الأخرى. وتقدر مصر بشكل كبير التعاون القائم مع الأممالمتحدة والذي يؤدي إلى خلق بيئة عالمية متناغمة مع أهداف التنمية المستدامة وتبادل أفضل الممارسات مع الدول الأعضاء الأخرى. وقد شهدنا أهمية هذا التعاون من خلال رئاستنا الحالية لمجموعة ال 77 والصين. كما نقدر جهود فريق الأممالمتحدة القُطري والمكاتب التابعة له في مصر في دعم جهودنا لتحقيق التنمية. في هذا السياق، تطوعت مصر بفخر لتقديم تقرير المراجعة الوطنية الطوعية في المنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة مرتين في غضون ثلاث سنوات، وذلك لتقييم التقدم الذي أحرزته في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة واستراتيجيتها الوطنية، والوقوف على التحديات الموجودة حالياً. وإذ نمضي قدماً في جهودنا الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة على المستوى الوطني، وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي، فإننا مستمرون في خلق أفضل الطرق لتعزيز الشراكات ومشاركة خبراتنا والتعلم من الآخرين، مدفوعين بقيم التضامن، مع اعترافنا بأهمية الشراكة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والملكية الوطنية وضمان أنه لن يتم ترك أي فرد دون أن يستفيد من هذه الشراكة. السيدات والسادة.. أود أن أختم كلمتي بمقولة سكرتير عام الأممالمتحدة الراحل كوفي عنان: "تتقاسم البشرية مصيراً مشتركاً أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، ويمكننا التحكم في مصرينا المشترك فقط إذا ما واجهناه معاً، ولهذا السبب قمنا بتأسيس الأممالمتحدة"، تلخص هذه الكلمات البليغة كل شيء. أشكر مركز الأممالمتحدة للإعلام والفريق القُطري على صداقتهما وشراكتهما المستمرة.