ذكرت مجلة تايم الأمريكية أن الكلمة التي ألقاها الرئيس محمد مرسي اليوم الخميس في افتتاح قمة حركة عدم الإنحياز في طهران حملت انتقادا وتأنيبا غير مباشرين للدور الذي تلعبه إيران في دعم نظام سوريا وقمعه للانتفاضة الشعبية هناك. وأشارت المجلة -في تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- إلى تكرار مرسي لإدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد خلال كلمته ، ووصفه له مرارا بالظالم والغاشم ، مع علمه بأن هذا النظام هو الحليف الأقرب لطهران التي يتحدث منها.وقالت المجلة أن الرؤية التي طرحها مرسي للتعامل مع الأزمة السورية تختلف تماما مع الرؤية الإيرانية ، حيث أوضح مرسي أن مسئولية الأزمة في سوريا تقع على عاتق المجتمع الدولي ، محذرا من أن سفك الدماء لن يتوقف أو يتم الحد منه دون أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل فعال لتحقيق هذا الهدف. في المقابل ، تتمسك إيران بأن حل الأزمة لابد وأن يكون سوريا خالصا دون أي تأثير خارجي أو تدخل أجنبي في الشأن السوري ، وهو الموقف الذي أوضحه وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي في تصريحات للمجلة الأمريكية قبل أيام. وأضافت المجلة أن طهران شعرت بابتهاج عندما أعلن الرئيس المصري اعتزامه حضور القمة وإلقاء كلمة أمام الحضور ، وذلك على الرغم من أن الزيارة اقتصرت على تسليم رئاسة الدورة الجديدة للحركة لنظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد ، كما أنها لم تستغرق سوى ساعات قليلة. ولفتت “تايم” إلى الإقتراحات المتعددة التي تقدمت بها إيران منذ تولي مرسي لمنصبه في القاهرة ، والتي تأمل من خلالها أن يتم تطبيع العلاقات مع مصر ، وأشارت المجلة في هذا الصدد لتصريح الرئيس الإيراني بأنه سيكون في القاهرة بعد ساعة إذا ما رغب مرسي في أن يلتقي به ، غير أن الجانب المصري لم يرد على هذا العرض. ونقلت المجلة الأمريكية عن المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما لشئون الشرق الأوسط دينيس روس قوله ، تعليقا على زيارة مرسي لإيران ، “إن مصر تتواجد اليوم في طهران ليس من أجل طهران نفسها ، ولكن من أجل حركة عدم الإنحياز” ، مضيفا أن مرسي يسعى لإثبات استقلالية مصر وعدم تبعيتها لأحد ، وأنها ليست مدينة لأحد بشئ. وقالت المجلة أن إيران بادرت بدفع قرار حول سوريا في الإعلان الخاص بالمؤتمر ، غير أنها تراجعت عن هذا المسعى بعد أن بدى لها أن مثل هذا التحرك قد يثير صراعا مع الدول السنية مثل مصر والسعودية. وأوضحت المجلة أن العنف الطائفي في سوريا ، ومقتل عشرات الآلاف من المواطنين السنيين على يد نظام الأسد حليف طهران ، سيمثل نقطة شائكة في المسعى الإيراني للتقرب من القاهرة ، خاصة أن كلمة مرسي حملت من المعاني ما يجعل الإفتراض السابق ذكره صحيحا.