قال محمود عبد الرحيم المنسق العام للجبهة الشعبية لدعم الدولة المدنية إنه لا يجب إتخاذ مظاهرات الأمس مقياسا لضعف قوة المعارضة والتيار المدني المعارض لهيمنة الإخوان على مفاصل الدولة وإعادة إنتاج نظام مبارك بذات السياسات والتوجهات، حيث لم تخرج قوى عديدة تتبني موقفا معارضا حقيقيا وثوريا، بفضل التوقيت غير الملائم للدعوة وصدورها من أشخاص عليهم علامات إستفهام، وعدم وجود توافق عام حولها. ودعا عبد الرحيم جماعة الإخوان إلى عدم الإغترار بقوتهم أو زعم إنتصارهم على القوى المدنية الحقيقية التى لم تشارك في هذه الفعالية، أو توهم إمتلاك الشارع وإدعاء وجود تأييد واسع لهم حيث أن كثير من أبناء الشعب المصري مازال يترقب اللحظة المناسبة للإعراب عن غضبه الواسع من حكم الإخوان، وإنشغالهم بالسيطرة على أكبر عدد ممكن من مؤسسات الدولة، مع بوادر قمع الحريات دون الإلتفات إلى مصالح الناس ومعاناتهم اليومية، وإستمرار السير في نفس المسارات الخاطئة للنظام السابق، وخضوع الإرادة المصرية لواشنطن، والإبقاء على العلاقة الحميمة مع العدو الصهيوني، وذات السياسات الإقتصادية التى تكرس للتبعية والإفقار والإنحياز للأغنياء على حساب الفقراء، بدون خطة تنمية إقتصادية وإجتماعية شاملة تعتمد على القدرات الذاتية وتحفظ إستقلال القرار الوطني، فضلا عن التقاعس في إعادة الأموال المنهوبة والتراجع عن الوعد بمحاكمة رموز مبارك وقتلة الثوار، بل وتكريم البعض، فضلا عن عدم وجود نية للتطهير الحقيقي للمؤسسات ولا لترشيد الأنفاق الحكومي، وإنما تقليص الدعم الذي يذهب للمعدمين وإثقال الشعب بمديونيات خارجية جديدة آخرها خطوة الإقتراض من صندوق النقد الدولي أحد أدوات الهمينة الأمريكية على الشعوب. وأضاف عبد الرحيم: رغم أننا لم نؤيد مظاهرات الأمس، إلا انه ينبغي التأكيد على أن حق الإحتجاج السلمي مكفول للجميع، ولا يجب إهداره تحت أية ذريعة، كما أنه رسالة للرئيس محمد مرسي ولحكومته ولجماعة الإخوان المسلمين أن ثمة معارضة في الشارع يجب إحترامها، ويجب وضعها في الإعتبار، وأن ثمة حاجة لإصلاح المسارات المعوجة، وإستيعاب أن الإخوان ليسوا اللاعبين الوحيدين في المشهد، وأن على مرسى ان يكون رئيسا لكل المصريين ويستجيب لمطالب الثورة ويعمل لمصالح جموع الشعب المصري وإرساء دولة المواطنة والقانون وكبح جماح جماعة الإخوان المسلمين التي تستقوى به والتي يحتاج وضعها إلى تقنين وخضوع لقانون الدولة وإطار من المحاسبية والشفافية. وندد عبد الرحيم بإستهداف إنصار الإخوان لكل من يعارض مرسى والجماعة، ومحاولة تكميم الأفواه، وإنتهاك حق الإحتجاج السلمي.