بغض النظر عن النتيجة المُعلنة لنسب التصويت في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية، إلا أن هناك حالة من التخوف تسود الشارع من هذه النتيجة، والحقيقة التي يجب أن يواجهها السادة أعضاء مجلس الشعب القادم؛ هي أن نجاحهم في ظل غياب كيانات عملاقة كانت محترفة في قدرتها علي الحشد يستحيل مع وجودهم تحقيق هذا الفوز. واعتقد هذا ما كان يعنيه الرئيس في كلمته"أن الدستور كُتب بنية حسنة لأنه كان ليسمح لهؤلاء بالتحايل،والفوز حين ترشحهم لكنهم لسبٍب، أولآخر لم يكونوا ضمن المنافسة. ما نخشي منه هو "الغرور السياسي" الذي قد يُصيب السادة النواب بسبب نسب التصويت العالية التي اكتسحوا بها، وينسوا أنه لم يكن هناك منافسة، ونصيحة لهم :"يجب عليكم من الآن الاستعداد للتحدي الأكبر الذي قد يحدث في أي وقت وهو الدخول في انتخابات يُشارك فيها جميع الكيانات في مصر . النظرة الإيجابية للأمر أن الواقع يقول أن هؤلاء أصبحوا "نواب الشعب"، ولأول مرة لا يُسيطر تيار أو أحزاب على "البرلمان". و"السلبية" تتلخص أن الاختبار صعب لدرجة القسوة، لأن فشلهم سيكون عودًة قوية لكيانات متربصة من الآن تنتظر لحظة فشل لتعود، وللأسف "خيبة الأمل" تُحاصرنا من جميع الاتجاهات . ورغم عدم اقتناعنا الكامل بهذا المجلس لكن مصلحة "الوطن" تقتدي دعمه، واعطائه الفرصة والثقة حتي يُثبت العكس ، وعلي السادة "نواب المجلس" الوضع في الحسبان أنهم مسئولون عن تغير هذه الصور، وعدم اعطاء الفرصة للخطأ والذي سُيستغل لمصلحة "أطراف نعلمها" ولانُريدها أن تعود. في الحقيقة.. مهمة هؤلاء النواب صعبة للغاية، حيث أن الهدم دائمًا أسهل من البناء، وكان عليهم التفكير الجيد المستند علي دلائل لترشحهم و قدرتهم على مواجهة هذه التحديدات في وجود معوقات طبيعية ومفتعلة، وسقوطهم سندفع جميعًا ثمنه. مازالت شرعية البرلمان منتقصة وستكتمل حين يُحقق انجازات يلمُسها الشعب و تُجمعهم حوله.