سميثا مونداساد محررة شؤون الصحة-بي بي سي أغلب حالات الوفاة سجلت في الدول الأكثر تضررا والتي شملت غينياوليبيريا وسيراليون قالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية إن "تقاعسا عالميا عن التحرك" أسهم في أسوأ تفشي قاتل لفيروس إيبولا على مستوى العالم. وأشار تقرير أصدرته المنظمة، بعد عام من الإعلان عن تفشي الفيروس، إلى أن المناشدات الأولية لتقديم المساعدة جرى تجاهلها من جانب الحكومات المحلية ومنظمة الصحة العالمية. وقالت المنظمة إن "العديد من المؤسسات فشلت، وهو ما أدى إلى عواقب مأساوية وحتمية." وأسفر فيروس إيبولا عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص خلال ال12 شهرا الماضية. وسجلت أغلب حالات الوفاة في الدول الأكثر تضررا التي شملت غينياوليبيريا وسيراليون. وأقر رئيس بعثة الأممالمتحدة لمكافحة وباء إيبولا اسماعيل ولد الشيخ أحمد بأن الأممالمتحدة ارتكبت أخطاء في بداية تفشي الفيروس، وتصرفت في بعض الأحيان "بغطرسة" عند إسدائها النصح. لكنه أكد أن الأممالمتحدة تعلمت من أخطائها، وتوقع أنه سيجري القضاء على إيبولا في نهاية أغسطس/آب المقبل. وقال ولد شيخ أحمد لبي بي سي: "لقد تهربنا من تقديم أي تاريخ محدد، لكنني متأكد تماما من أنه (فيروس إيبولا) سينتهي تماما بحلول الصيف." "رفض استقبال المرضى" وأول شخص لقي حتفه جراء الإصابة بالمرض يعتقد أنه كان طفلا صغيرا في منطقة نائية من غينيا، وتوفي في ديسمبر/كانون الأول عام 2013. وبعد مرور ثلاثة أشهر، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا عن تفشي الفيروس، وبعد مرور خمسة أشهر أخرى، أعلنت المنظمة أن إيبولا يمثل حالة طوارئ صحية، وفي هذا الوقت كان أكثر من ألف شخص قد لقوا حتفهم بالفعل. وقال هنري غراي منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود لبي بي سي: "أدركنا جيدا أن هذا كان شيئا مختلفا في مارس/آذار وأبريل/نيسان العام الماضي، وقد حاولنا بالفعل إثارة انتباه منظمة الصحة العالمية لهذا الأمر، و حكومات الدول المتضررة أيضا." وأضاف: "وقد كان بالطبع مخيبا للآمال أننا لم نسمع منهم شيئا، وهذا على الأرجح أدى إلى تفشي الوباء بهذا الحجم الذي نشاهده اليوم." وقالت أطباء بلا حدود إنه كان يجب عليها استخدام المزيد من مواردها الخاصة في وقت مبكر من هذه الأزمة. ويشير التحليل الذي يشمل عشرات المقابلات مع موظفي منظمة أطباء بلا حدود إلى أنه بنهاية أغسطس/آب، كانت مراكز العلاج في ليبيريا مكتظة عن آخرها. فيروس إيبولا أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص خلال ال12 شهرا الماضية واضطر موظفو الرعاية الصحية إلى رفض استقبال المرضى الذين بدت عليهم بوضوح أعراض إيبولا "رغم أنهم كانوا يدركون تماما أن هؤلاء على الأرجح سيعودون إلى مجتمعاتهم المحلية وينشرون العدوى لدى الآخرين". وفي يناير/كانون الثاني عام 2015 وخلال اجتماع طارئ نادر لها، اعترفت منظمة الصحة العالمية بأن الوقت كان متأخرا جدا للتعامل مع تداعيات الفيروس واحتوائه. وقالت مديرة المنظمة مارغريت تشان إن "العالم من بينه منظمة الصحة العالمية تحرك ببطء شديد جدا لمعرفة ما يحدث أمامنا". تهديد مستمر وهناك مقترحات حاليا لتأسيس فريق للرد السريع للتعامل مع التهديدات المستقبلية. وتراجعت أعداد الإصابة بالفيروس، لكن منظمة أطباء بلا حدود تقول إن تفشي الفيروس لا يزال مستمرا، إذ أن حالات الإصابة الإجمالية لم تتراجع بشكل كبير منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وسجلت ليبيريا أول حالة إصابة يوم الجمعة خلال أكثر من أسبوعين، وهو ما حطم الآمال في إعلان هذا البلد خاليا من إيبولا. وفي غينيا، ارتفعت حالات الإصابة مرة أخرى بعد تراجعها في بداية هذا العام. وهناك بعض المرضى في سيراليون غير مسجلين في قوائم الإصابة بإيبولا، وهو ما يشير إلى أن هناك بعض سلاسل انتشار الفيروس لم يجر اكتشافها.