عبرت الدول الغربية عن انزعاجها بعد ان أقرت سوريا للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت انها يمكن أن تستخدمها في مواجهة التدخل الخارجي، بحسب رويترز الأخبارية. وقال سكان دمشق ان العاصمة السورية هادئة نسبيا في الساعات الاولى من صباح اليوم الثلاثاء بعد يوم من القتال اقتحمت خلاله قوات الجيش أحد الاحياء. وشن الرئيس السوري بشار الأسد هجمات مضادة لعرض وزراء الخارجية العرب بخروجا آمنا اذا تنحى . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الجيش لن يستخدم الأسلحة الكيماوية لسحق المسلحين المعارضين لكنها قد تستخدم ضد اي قوات من خارج البلاد، وقال مقدسي “أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الازمة في الداخل السوري.” وأضاف “هذه الاسلحة على مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر ولن تستخدم ابدا الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي.” ولم توقع سوريا اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية لعام 1992 والتي تحظر استخدام او انتاج أو تخزين الأسلحة الكيماوية لكن مسؤولين نفوا في السابق وجود اي مخزون من هذه الأسلحة في سوريا. وسارعت واشنطن وعواصم غربية أخرى الى تحذير سوريا من استخدام هذه الاسلحة. وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاثنين الأسد من أن المجتمع الدولي “سيحاسبه” إذا ارتكبت حكومته “الخطأ المأساوي” باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال أوباما “نظرا لمخزونات النظام من الاسلحة الكيماوية سنظل نوضح للاسد ومن حوله ان العالم يراقب وان المجتمع الدولي والولايات المتحدة ستحاسبهم اذا اقدموا على الخطأ المأسوي باستخدام هذه الاسلحة.” وصرح متحدث باسم الخارجية الامريكية بأن التحذير من استخدام الاسلحة الكيماوية لا يقتصر على الحكومة السورية بل يشمل مقاتلي المعارضة او اي متشددين قد يحاولون الحصول عليها. وقالت بريطانيا والمانيا ودول اخرى انه من غير المقبول ان تقول سوريا انها قد تستخدم الاسلحة الكيماوية. وعبر بان جي مون الامين العام للامم المتحدة عن قلقه البالغ من ان تغامر سوريا باستخدام الاسلحة غير التقليدية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه “وهم كامل” القول بان سوريا تواجه اي تهديد خارجي وانه من غير المقبول ان تقول انها قد تستخدم الأسلحة الكيماوية في اي ظروف. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله ان “التهديد باستخدام الأسلحة الكيماوية امر شائن”. وعبرت دول غربية وإسرائيل عن مخاوفها من وصول الأسلحة الكيماوية إلى ايدي جماعات متشددة مع تآكل سلطة الأسد. وبحثت إسرائيل علانية امكانية القيام بعمل عسكري لمنع وصول أسلحة كيماوية سورية أو صواريخ إلى حزب الله اللبناني حليف الأسد. وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان اي نظام يرتكب المذابح ضد الاطفال ويغتصب النساء يمكن ان يستخدم هذه الانواع من الأسلحة. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة ان اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة حث المعارضة والجيش السوري الحر على تشكيل حكومة انتقالية. وندد مقدسي بدعوة اجتماع الوزراء العرب للرئيس الأسد للتنحي ووصف الدعوة بانها “تدخل سافر بالشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة مثل الجمهورية العربية السورية وهي دولة مؤسسة لهذه الجامعة العربية.” وقال “نأسف لإنحدار الجامعة العربية لهذا المستوى اللااخلاقي في التعاطي مع دولة مؤسسة لها عوضا عن ان تساعد سوريا.”