سارعت سوريا إلى اتهام وسائل إعلام وجهات دبلوماسية بإخراج بيان للمتحدث باسم وزارة خارجيتها حول الأسلحة غير التقليدية عن سياقه. وذكرت وزارة الخارجية السورية أن بعض وسائل الإعلام تعاملت بشكل سلبي مع مضمون بيان الخارجية وتعمدت إخراجه عن سياقه عبر تصويره على أنه إعلان امتلاك لأسلحة غير تقليدية من قبل سوريا. كانت سوريا أقرت للمرة الأولى اليوم الاثنين بحيازة أسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت انها يمكن أن تستخدمها في مواجهة التدخل الخارجي. وقال المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي ان الجيش لن يستخدم الأسلحة الكيماوية لسحق المسلحين المعارضين لكنها قد تستخدم ضد أي قوات من خارج البلاد. وقال مقدسي “أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الازمة في الداخل السوري.” لكن الخارجية السورية أصدرت في وقت لاحق اليوم بيانا جاء فيه “إنه تجنبا لأي سوء فهم مقصود فإن الهدف من البيان الصحفي والمؤتمر الصحفي الذى عقده الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسى اليوم لم يكن للإعلان بل كان للرد على حملة إعلامية مبرمجة تستهدف سوريا لتحضير الرأي العام الدولي لإمكانية تدخل عسكري تحت شعار (أكذوبة أسلحة الدمار الشامل) واحتمال استخدامها في الداخل السوري ضد الجماعات الإرهابية المسلحة أو المدنيين أو احتمال نقلها لطرف ثالث”. وأكدت سوريا أن هذه الإدعاءات باطلة جملة وتفصيلًا ، إلا أننا لا نتجاهل خطورتها لأن الجهات التي تبرمج هذه الحملة في الصحافة العالمية هي ذات الجهات التي تتولى التجييش ضد سوريا في الإعلام والمحافل الدولية، وهي ذات الجهات التي فبكرت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تبين زيفها لاحقا. وفي سياق متصل، أكد وزير الاعلام السورى عمران الزعبى أن ثمة جهات خارجية إعلامية ودبلوماسية أرادت تفسير بيان وزارة الخارجية الصادر اليوم على هواها وانتحمله وتأخذه فى سياق اخر. وقال الزعبي، فى تصريح له اليوم، إن هناك حملة دولية فى الاساس تقودها الدبلوماسية الامريكية والاسرائيلية تحت شعار التحذير من مستقبل ما يفترض ان اسلحة كيمياوية مفترضة تمتلكها سورية وهذه الحملة الدبلوماسية والدولية تأتى فى سياق ضغوط متواصلة لتمرير قرار دولى بحق سوريا تحت ذريعة الحفاظ على الامن والسلم الدوليين. وأكد الزعبى أن سوريا دعت منذ اكثر من عقدين من الزمن الى نزع أسلحة الدمار الشامل فى كل المنطقة تحت اشراف ورعاية الاممالمتحدة وهذه الدعوة تشمل السلاح النووى الاسرائيلى، لافتا الى أن الاسرائيليين على لسان قادة عسكريين وسياسيين سبق لهم ان اعترفوا بوجود السلاح النووى الاسرائيلى وامتلاك اسرائيل لهذا السلاح. وأضاف وزير الاعلام السورى أن بلاده عندما تتحدث عن هذه المسائل فيما يخصها من اتهامات فهى تجيب عن تلك الادعاءات والاباطيل والاكاذيب التى تصدر عن جهات دبلوماسية أو استخباراتية غربية لا أكثر ولا أقل وعندما يقول الناطق باسم الخارجية ان سوريا لا تستخدم سلاحا كيمياويا ضد شعبها فهو لا يقول ان لدى سوريا سلاحا كيمياويا لتستخدمه اساسا وهذه مسالة اخلاقية ووطنية وهم فسروا هذا الجواب على انه قول من شأنه ان سوريا تعترف ان لديها أسلحة كيمياوية وهذه رغباتهم وهواجسهم والفحوى والمعنى فى سياق اخر تماما. ولم توقع سوريا اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية لعام 1992 والتي تحظر استخدام او انتاج او تخزين الأسلحة الكيماوية لكن مسؤولين نفوا في السابق وجود اي مخزون من هذه الأسلحة في سوريا. ومع تصاعد العنف في سوريا قال مقاتلو المعارضة انهم يخشون ان تلجأ قوات الأسد إلى الأسلحة غير التقليدية بعدما حقق المسلحون مكاسب في انحاء البلاد. وعبرت دول غربية وإسرائيل عن مخاوفها من وصول الأسلحة الكيماوية إلى ايدي جماعات متشددة مع تآكل سلطة الأسد.