الكاتب الصحفى أحمد الجارالله أهلا بك سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الكويت, بل أهلا بك في كل الخليج, فكل دولة في "مجلس التعاون" هي بوابة الخليج كله. وأنت تحل ضيفا على أهلك وإخوتك الذين يبادلون مصر وشعبها المحبة والمصير الواحد والتلاحم في مواجهة الملمات. عندما نرحب بك في بلادنا, فنحن نرحب بالمواقف التاريخية التي اتخذها ملايين المصريين الذين اختاروك زعيما لمرحلة المواجهة مع وحش إرهاب سعى, ولايزال, الى تفكيك العالم العربي, بدءا من مصر, ومرورا بالخليج حتى يصل الى أهدافه الستراتيجية, وهي تمزيق هذه الأمة وردها الى قرون الظلام وحروب العبث. ففي 30 يونيو لم تثر مصر وحدها على الدمل السرطاني المسمى "الاخوان", بل كانت ثورة عربية سلمية أزالت مرضا عانت منه الأمة لعقود, وكاد يقضي عليها, لولا تلبية النداء الشعبي العظيم, فاجترحت معجزة درء مفسدة القتل والتشريد التي أغرقت سورية والعراق وليبيا واليمن عن مصر, حيث كانت تحاول شق طريقها الى بقية العالم العربي. انحياز الجيش المصري, وقتذاك, الى بيئته وحاضنته, ومصدر قوته, عبر عن صواب رؤية وطنية يتمتع بها خير أجناد الارض, الذين أنت أحدهم, فكان انتخابك رئيسا, رغم ترددك في قبول المهمة الصعبة, بداية لتاريخ مصري جديد, ها نحن اليوم نشاهد أولى بشائره بسلسلة المشاريع الانمائية الكبيرة التي يرويها المصريون بعرق الكفاح من أجل غد أساسه الرخاء, وعودة مصر ملهمة التقدم في العالم العربي. في غضون أشهر قليلة, رأينا الفارق بين العافية والعزم على التقدم وفرض الاستقرار, وبين ما كان يفعله السرطانيون الذين تعاونوا مع الشيطان لفرض رغباتهم على المصريين والعرب, تلك الجماعة تلونت بكل ألوان الارهاب, مرة "قاعدة" وأخرى "حماس" وثالثة تنظيم "الاخوان" المسلح, وبعدها "النصرة" و"داعش", و"أنصار بيت المقدس" ... هم أبالسة تعاونوا مع أبالسة مثلهم حتى يصلوا الى هدفهم, وهو تدمير مصر والعراق والسعودية والبحرين, والامارات و... كل العالم العربي. من يأخذ على عاتقه مسؤولية التصدي لمشروع تدميري كبير كهذا, لاشك أنه يتمتع بقدرة كبيرة على تذليل الصعاب وقهر المستحيل, ولذلك عندما ترددت في قبول التكليف الشعبي كنت تخضع ذاتك لأصعب الامتحانات, وهو جعل نواياك الحسنة أساسا للتعامل مع الملف الشائك, والتوفيق بين متطلبات شعبك وحقوق أمتك في الاستقرار, فلا تميل لا شرقا ولا غربا, انما تبقى المصري العربي المؤتمن على أحلام الناس وأمنياتها, ولأن حسب نياتكم ترزقون, كان هذا الاقدام الذي يلبي طموحات شعبك, ونأمل ان يسعفك الزمن في ذلك, لأنك تحمل سيفه وأنت من يقطع به, ولذا سيسعفك إصرارك على النجاح باذن الله. سيادة الرئيس, نأمل ان يبقى وهج التعاون بين مصر وشقيقاتها الخليجيات مشعا بالفعل والعمل والتفاهم, فمصر تستأهل منا كل خير, ونحن نستأهل منها الخير كله, خصوصا اذا كان ذلك في التكامل والتعاون بين المال والخبرة, وبين النوايا الحسنة والمثابرة وبناء الثقة التي لم تكن سابقا بهذا النقاء التي هي عليه اليوم. مصر بلد واعد استثماريا, وهي اليوم أمام فرصة تاريخية, والفرص لا تتكرر, فكيف اذا كانت تسعى الى تلقف هذه الفرصة بقيادة رجل قدم مصلحة وطنه على كل أمر آخر, رجل يقودها الى الخير, رجل هو وجه خير لا وجه بؤس ودمار, رجل يجعل مقولة "ان الأمم ينهض بها رجل واحد" حقيقة ملموسة نعايشها معك؟ سيادة الرئيس... شكرا لقراءتك هذه السطور نقلاً عن جريدة «السياسة» الكويتية