كتب – كريم مجدي: سجى الدليمي وأبو بكر البغدادي من الممكن أن تكون متزوجة من أبو بكر البغدادي، أو حتى شخص آخر من القاعدة، لكن هناك أمر واضح، وهو أن السلطات اللبنانية كانت تعرف أن سجى الدليمي كانت في طريقها من سوريا إلى لبنان قبل اعتقالها. الأسبوع الماضي، تم اعتقال سجى الدليمي هي وابنها ذات العشر سنوات أثناء عبورهم نقطة تفتيش من سوريا إلى شمال لبان، وتقول الدايلي بيست أنه من الممكن أن تكون سجى هي زوجة أبو بكر البغدادي زعيم داعش الحالية أو زوجته السابقة، أو زوجة أحد خصوم البغدادي في تنظيم القاعدة، ويقال أن سجى هي نفسها التي كانت مسجونة في سجون النظام السوري والتي أخرجت في إطار صفقة التبادل التي أفضت قبيل أشهر إلى إخراج 150 سجينة من السوريات مقابل إطلاق راهبات معلولا وعددهن 13 راهبة، اللواتي كن خطفن من ديرهن في معلولا واحتجزن لدى المنتمين إلى تنظيم جبهة النصرة في القلمون، بزعامة أبو مالك التلي الذي يحتجز العسكريين اللبنانيين في جرود عرسال اليوم. في حين نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن مصدر أمني معني، أن الموقوفة هي سجى الدليمي نفسها، وهي امرأة عراقية كانت تعيش في سوريا مع ذويها، قبل اندلاع الحرب فيها، منذ أن خرجت كل العائلات المحسوبة على نظام البعث العراقي القديم، من العراق بعد سقوط حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفيها تزوجت من العراقي ابرهيم عواد ابرهيم علي البدري السامرائي، الذي كان خارجاً لتوه من سجن تديره القوات الاميركية في جنوبالعراق، ووصوله في العام 2009 حينه إلى سوريا التي كانت تأوي اركان ورموز ومنتسبي الحكم العراقي السابق، باعتباره كان احد كبار ضباط المخابرات في عهد صدام، والذي بات معروفاً لاحقا ب"ابو بكر البغدادي" زعيم التنظيم الاكثر ارهابا وتطرفا بين كل الحركات المتطرفة على مستوى العالم. وتضيف الدايلي بيست، أن معظم المصادر تؤكد أن المرأة وابنها على علاقة بجماعة جهادية نشطة في سوريا كانوا معتقلين في وقت سابق في لبنان، إلا أن هوياتهم واتصالاتهم مع داعش مازالت لغز. وقال صحيفة النهار اللبنانية، أن المعلومات التي وصلت الى الجيش بداية في هذا الإطار، وصلته من أجهزة استخبارات أجنبية خلال التنسيق معها، تفيد بوجود الدليمي على الاراضي اللبنانية، وحددت التفاصيل المتعلقة بالمكان الذي تعيش فيه، على غرار ما حصل خلال قيام الجيش بتوقيف زعيم ما يسمى ب"كتائب عبدالله عزام" الجهادي السعودي الجنسية ماجد الماجد قبل أشهر، والذي أوقفه الجيش بعد معلومات وصلت من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "C I A " الى المخابرات اللبنانية في حينه. وفي الخميس الماضي، قالت السلطات اللبنانية أن الدليمي اعترفت أثناء التحقيقات من كونها زوجة البغدادي، لكن سرعان ما رد أنصار تنظيم داعش على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بنفي هذه الشائعة، وكان الرد الوحيد من الجانب الأمريكي على هذه الواقعة على لسان المتحدث الرسمي باسم البنتاجون، جون كيربي، حيث قال أن المسؤولون الأمريكيين يعتقدون أن المرأة هي زوجة سابقة البغدادي. ولم يدلي الجيش اللبناني بأي تصريح رسمي بخصوص هذه الواقعة، بالرغم من وجود تصريحات عدة صدرت عن مسؤولين تحفظوا على أساميهم نشرت في تقارير عديدة. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، أن مسؤولين لبنانيين ادعوا التثبت من أن الولد هو ابن أبو بكر البغدادي من خلال اختبار ال "DNA"، في حين قالت وسائل إعلام أخرى أن نتائج اختبار ال "DNA" لم تظهر بعد، ويرجح أنه تم الحصول عى ال "DNA" الخاص بأبو بكر البغدادي أثناء اعتقاله في سجون الولاياتالمتحدة في العراق. في غضون ذلك، نقلت "فرانس 24″ عن مصادر أخرى، أن الدليمي ليست زوجة البغدادي، بل هي زوجة جهادي آخر ينتمي لمجموعة أخرى خصيمة لداعش، وهي جبهة النصرة. كما أفادت وسائل إعلام أخرى لبنانية، أن المرأة التي تم اعتقالها هي زوجة أحد القيادات التابع لتنظيم جبهة النصرة. وسواء كانت الدليمي إحدى زوجات البغدادي الحالية أو السابقة، فإنها ليست غريبة عن السلطات اللبنانية. وتقول الدايلي بيست، أن سجى الدليمي قد وضعت تحت المراقبة بعد إطلاق سراحها في مارس الماضي، وأن عملية اعتقالها الأخيرة هي أكثر من مجرد صدفة على معبر حدودي، ويقول الظابط السابق في ال "CIA"، باتريك سكينر، "إما أنهم يعرفون شكلها جيداً، وإما أن أحد أبلغهم أنها قادمة". ورغم وجود خصومة وعداوة بين جبهة النصرة وداعش خلال السنة الماضية، إلا أن تقارير أشارت مؤخراً إلى أن بعض الفصائل المقاتلة قد دخلت في هدنة مع فصائل أخرى ومن ثمة بدأوا العمل معاً. وتضيف الدايلي بيست، إذا كانت سجي الدليمى قد أطلق سراحها في صفقة لتبادل الأسرى مع جبهة النصرة في وقت سابق، فمن الممكن أن تكون توقعات "فرانس 24″ صحيحة بخصوص أنها ليست زوجة البغدادي، أما إذا كان في حال أنها هي زوجة البغدادي بالفعل وقد أطلق سراحها من خلال صفقة لتبادل الأسرى مع جبهة النصرة، فإنه سيكون درس جديد بخصوص خريطة التحالفات المتغيرة في سوريا، مما يشكل صعوبة في رسم حدود تفصل بين الفصائل المقاتلة. ويضيف سكينر للدايلي بيست، "إن الأمر فوضوي للغاية، مما يمثل صعوبة أمام المفاوضات وعملية إطلاق سراح الأسرى، لانك لا تعرف سواء إذا كان الناس الذين بحوزتهم الأسرى اليوم سوف يكونوا بحوزتهم غداً ". وأياً كان من هو المحتجز لدى السلطات الأمنية اللبنانية الأن، فمن الواضح أنه ذات قيمة، إلا أنه يبدو مستبعداً أن يقوم البغدادي أو أي قائد جهادي آخر مشاركة أي معلومات هامة مع زوجاته، لكن من الممكن أنهم قد يكونوا شاركوهن بعض المعلومات الشخصية التي لن تكون ذات قيمة كبيرة لأجهزة الاستخبارات، في حين يقول البعض أن سجا الدليمي تمثل ورقة مساومة في المفاوضات الجارية الأن بخصوص الأسرى اللبنانيين. ويقول سكينر، "من وجهة نظر لبنانية، فإنهم يبحثون عن مصدر قوى"، ويشير بذلك إلى إمكانية مقايضة ال20 جندي لبناني المحتجزين عند جبهة النصرة بزوجة البغدادي.