كتب- كريم مجدي: بعد فشل التحالف الدولي لمواجهة داعش في تحقيق نتائج ملموسة من شأنها أن تردع التنظيم أو أن توقف تقدمه نحو مدن عراقية أخرى، بدأ التحالف الدولي مرحلة جديدة من التصعيد، حيث أعلنت واشنطن في 11 نوفمبر عن وصول خمسين جندياً أميركياً إلى قاعدة عسكرية عراقية في الأنبار، تمهيداً لوصول عدد أكبر لتدريب القوات العراقية، بعد إعلان الرئيس باراك أوباما بدء "مرحلة جديدة" في الحملة ضد "تنظيم داعش". وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، أليسا سميث، يوم 10 نوفمبر : "بإمكاني تأكيد أن حوالي خمسين جندياً يقومون بزيارة قاعدة الأسد الجوية للقيام بمسح للمكان، بهدف احتمال استخدامه مستقبلا لتقديم النصائح والمساعدة في عملية دعم القوات العراقية". وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد صدق على إرسال نحو 1500 عسكري إضافي إلى العراق للمساعدة في تدريب قوات الأمن العراقية والقوات الكردية التي تتصدى لمسلحي تنظيم داعش. تطوير الجيش العراقي وفي إطار المرحلة الجديدة التي أطلقتها الولاياتالمتحدة لمواجهة تنظيم داعش، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الولاياتالمتحدة تنوي تغيير استراتيجيتها في عملية بناء الجيش العراقي، عقب انهيار أجزاء كبيرة منه نتيجة تقدم المتطرفين. وتقضي الاستراتيجية الجديدة بإنشاء جيش عراقي أكثر طواعية، عبر تدريب مجموعات صغيرة منه تصل إلى 9 ألوية، لا يتخطّى تعداد عناصر اللواء الواحد 45 ألفاً، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، وذلك بدل العمل على إعادة بناء الجيش العراقي برمته، وهو أمر وصفته الصحيفة بغير المجدي، خاصة بعد حجم الفساد الذي نخر الجيش العراقي الحالي وجعله ينهار أمام مجاميع "داعش" في الموصل. هذا ورصدت الصحيفة في تقريرها، تراجع أعداد الجيش العراقي من 400 ألف جندي إلى أقل من 58 ألفاً بعد هجمات تنظيم "داعش" شمال ووسط البلاد. وكان وزير المالية العراقي، هوشيار زيباري، قد دعا إلى إصلاحات عميقة في صلب المؤسسة العسكرية. ويسعى زيباري إلى دعم الجيش عبر رصد نسبة هامة من الميزانية لحقيبة الدفاع.
وصول طائرات Thunderbolt وأفادت تقارير مؤخراً عن نقل البنتاغون الأمريكي سربين من طائرات Thunderbolt أو A-10 Warthog، التي تلقب ب"الخنزير البري" من أفغانستان إلى الكويت لتكون بدءا من الأسبوع المقبل في طليعة العمليات ضد "الدولة الإسلامية". وبإمكان هذه الطائرات بفضل القدرة العالية على مهاجمة الأهداف الصغيرة وغير المتحركة بسرعة عالية، مهاجمة القوات الراجلة و"نصف الميكا" كما أنها تملك نظام حماية من النيران المضادة وخاصة مما تمتلكه عناصر "داعش". و A-10 Warthog طائرة بمقعد واحد ومحركين نفاثين من طراز جنرال اليكتريك تي إف 34. تم تطويرها في بداية السبعينات من القرن العشرين. تم تصميم هذه الطائرة حصريا للقوات الجوية الأمريكية لتقديم الدعم الجوي القريب للقوات الأرضية من الدبابات والمدرعات والمركبات المهاجمة، والأهداف الأرضية الأخرى، مع قدرة محدودة على مهاجمة الأهداف التكتيكية الأرضية. ويمكن تسمية الطائرة بالرشاش الطائر فسلاحها الأساسي مدفع جاتلينج GAU-8 Avenger وهو عبارة عن رشاش دوار ثقيل يعتبر أكبر رشاش تم وضعه على متن طائرة، وتحتوي الطائرة على 540 كغ من الدروع مع قدرة على البقاء في الجو حتى مع الأضرار التي تصيبها. طائرات "ريبر" بدون طيار كما أفادت صحيفة النيويرك تايمز، أن الولاياتالمتحدة قررت إرسال 6 طائرات بدون طيار من طراز "ريبر" من أفغانستان إلى الكويت حتى يتم استخدامها في دعم القوات العراقية خلال مواجهاته مع تنظيم داعش. وتأتي هذه الخطوة بعد مؤتمر نظمته وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" لوضع خطط المواجهة التي يقودها التحالف الدولي ضدّ تنظيم "داعش" بمشاركة 200 مخطط عسكري من 33 دولة. وقد ركز المؤتمر الذي استمر يومين واستضافته القيادة المركزية الأمريكية "سنت كوم"، على جهود توحيد وتنسيق الخطط العسكرية لهزيمة تنظيم "داعش". ويذكر أن بريطانيا أعلنت في أكتوبر الماضي، على لسان وزير دفاعها، مايكل فالون، أن بريطانيا سترسل طائرات "ريبر" التي تحمل أسلحة إلى الشرق الأوسط لتنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في العراق فقط. فرنسا تصعد كما قامت فرنسا بنشر ست طائرات ميراج في الأردن أمس الخميس، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، وبحسب فالس فإن الهدف من تمركز هذه الطائرات في الأردن هو محاربة تنظيم "داعش" في العراق. وتعتمد العملية الفرنسية التي شنت في 19سبتمبر، حتى الآن على طائرات الرافال التسع المنتشرة في قاعدة الظفرة الفرنسية في الإمارات. وتضاف إلى هذه الطائرات في الإمارات، طائرة تزويد بالوقود من طراز سي 135 وطائرة دورية بحرية ألانتيك 2 والفرقاطة جان بارت في الخليج. المغرب تنضم متأخرة ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ المغرب أرسلت عدّة وحدات من القوات الجوية، لتوجيه ضربات ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية. وأكّدت الصحيفة أنّ المملكة المغربية ستكون أحدث الدول التي تنضم إلى التحالف الدولي، معتبرةً أنّ تدخل القوات الجوية المغربية، سيكون بناء على طلب أميركي محدد في هذا الخصوص. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّه في حال تأكد إرسال المغرب هذه الشحنة من السلاح الجوي، فستكون المرّة الأولى التي تستخدم فيها المغرب طائراتها القتالية المتعددة المهام أف 16 وبلوك 52. ولفتت الصحيفة إلى أنّ القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، بوشعيب عروب ،كان قد قام مؤخراً بزيارة الولاياتالمتحدة، من الممكن أن يكون قد بحث خلالها سبل هذا التدخل. وكانت المغرب قد أكّدت في وقت سابق، أنّها لا تشارك فعلياً ضمن التحالف الدولي المكوّن من الولاياتالمتحدة الأميركية إلى جانب دول أوروبية وعربية، في الحرب على "داعش"، لكنها تختار أشكال الانخراط في هذا التحالف وسبل التعاون معه، ثم أعلنت بعدها أنّها ستقدم "الدعم الفعال" للإمارات في "حربها على "الإرهاب"، مشيرةً إلى أنّ الدعم سيكون عبر مساعدة عسكرية واستخبارية.