أفتتح ظهر اليوم دكتور ممدوح الدماطى ، وزير الأثار واللواء طارق مهدى ، محافظ الإسكندرية والقنصل الأمريكى ومحمد هندى ، مدير المتحف ومدير شركة المقاولون العرب والتى قامت بإهداء ترميم قصر المجوهرات. وأعلن ممدوح الدماطي ،أن المتحف سيفتح أبوابه للزائرين مجاناً حتى نهاية شهر أكتوبر الحالي، احتفالاً بإعادة الافتتاح و تشجيعا للجمهور على زيارة هذا المتحف العريق ولحركة السياحة المحلية والعالمية الوافدة إلى مصر ، متوقعا أن يجلب المتحف المزيد من الموارد المالية للوزارة لما يحتويه من مقتنيات أثرية مهمة ليس لها مثيل في العالم ، بالإضافة إلي مبنى المتحف الذي يمثل في حد ذاته قيمة تاريخية كبيرة. وللمتحف أهمية خاصة حيث يعبر عن جزء من تاريخ مصر بما يحتويه من مقتنيات رفيعة المستوي تعكس مدي التحضر الكبير ،حيث تميزت أسرة محمد علي باهتمامها الشديد بمظاهر الثراء المادي والفني فكان اقتناؤهم للتحف الثمينة والمجوهرات النادرة ، وكانت الأعياد والأحداث التاريخية وحفلات التتويج والزفاف والاحتفالات الرسمية مناسبة مهمة يظهر فيها ولعهم بهذه المقتنيات الثمينة ومن ثم فقد توفر لاسرة محمد علي العديد منها والتي ارتبطت في معظمها بتلك المناسبات التاريخية والتي كانت تورث جيلا بعد جيل. وفي أغسطس 1952 صدر قرار مجلس قيادة الثورة باسترداد أموال الشعب و ممتلكاته من الأسرة المالكة وصارت تمثل تراثا هاما يعكس فترة تاريخية طويلة امتدت لقرابة قرن ونصف شهدت احداثا تاريخية اثرت تأثيرا مباشرا في حياة الشعب المصري وفي المنطقة العربية، و تمت مصادرة المجوهرات الملكية ووضعت في خزائن الادارة العامة للأموال المستردة ولم يخرجها من عزلتها سوي تقرير المجالس القومية المتخصصة الذي أوصي بانشاء هذا المتحف. ووقع الاختيار على قصر الأميرة فاطمة الزهراء بالاسكندرية ليكون متحفا لمجوهرات أسرة محمد علي لاعتبارات متعددة يأتي في مقدمتها انها احدى اميرات تلك الأسرة كريمة الأمير حيدر فاضل نجل الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديوي إسماعيل، وقد شيدت السيدة زينب كريمة علي باشا ووالدة فاطمة الزهراء هذا القصر في عام 1919م واكملت بناءه وزخرفته الأميرة فاطمة الزهراء على الطراز الأوروبي الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر. ويعد القصر فى حد ذاته متحفا لفنون العمارة الأوروبية تتناسب مع المعروض من تلك المجوهرات التى يعود تاريخها الى عام 1805 عندما تولى محمد على باشا عرش مصر ، حيث قام بتصميمه وتنفيذه مهندسون وفنانون ايطاليون وفرنسيون وبلجيك على طراز اوروبى، وتبنت المدرسة التى نفذت ديكورات القصر مبادئ مدرسة مايكل انجلو التى تستخدم الألوان الهادئة. يذكر أن قصر مجوهرات العائلة المالكة قد تم إغلاقة منذ ثورة 28 يناير خوافاً من أن يتم سرقته، وأنه افتتاح المتحف لأول مرة في العام 1986 ويضم 924 قطعة أثرية، مابين معروض ومخزون.