افتتح الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار واللواء طارق مهدى محافظ الإسكندرية ظهر اليوم قصر المجوهرات بمنطقة جليم ورفقهم القنصل الأمريكى ومحمد هندى – مدير المتحف ومدير شركة المقاولون العرب والتى قامت بإهداء ترميم قصر المجوهرات. يذكر أن قصر مجوهرات العائلة المالكة قد تم إغلاقة منذ ثورة يناير لدواعى أمنية، وأنه تم افتتاح المتحف لأول مرة في عام 1986 ويضم 924 قطعة أثرية، مابين معروض ومخزون. وأعلن ممدوح الدماطي أن المتحف سيفتح أبوابه للزائرين مجاناً حتى نهاية شهر أكتوبر الحالي، احتفالا بإعادة الافتتاح وتشجيعا للجمهور على زيارة هذا المتحف العريق ولحركة السياحة المحلية والعالمية الوافدة إلى مصر، متوقعا أن يدر المتحف المزيد من الموارد المالية للوزارة لما يحتويه من مقتنيات أثرية هامة ليس لها مثيل في العالم، بالإضافة إلي مبنى المتحف الذي يمثل في حد ذاته قيمة تاريخية كبيرة. وللمتحف أهمية خاصة حيث يعبر عن جزء من تاريخ مصر بما يحتويه من مقتنيات رفيعة المستوي تعكس مدي التحضر الكبير حيث تميزت أسرة محمد علي باهتمامها الشديد بمظاهر الثراء المادي والفني فكان اقتناؤهم للتحف الثمينة والمجوهرات النادرة، وكانت الأعياد والأحداث التاريخية وحفلات التتويج والزفاف والاحتفالات الرسمية مناسبة مهمة يظهر فيها ولعهم بهذه المقتنيات الثمينة ومن ثم فقد توفر لأسرة محمد علي العديد منها والتي ارتبطت في معظمها بتلك المناسبات التاريخية والتي كانت تورث جيلا بعد جيل. وفي أغسطس 1952 صدر قرار مجلس قيادة الثورة باسترداد اموال الشعب وممتلكاته من الأسرة المالكة وصارت تمثل تراثا هاما يعكس فترة تاريخية طويلة امتدت لقرابة قرن ونصف شهدت أحداثا تاريخية أثرت تأثيرا مباشرا في حياة الشعب المصري وفي المنطقة العربية، وتمت مصادرة المجوهرات الملكية ووضعت في خزائن الإدارة العامة للأموال المستردة ولم يخرجها من عزلتها سوي تقرير المجالس القومية المتخصصة الذي أوصي بإنشاء هذا المتحف. ووقع الاختيار على قصر الأميرة فاطمة الزهراء بالإسكندرية ليكون متحفا لمجوهرات أسرة محمد علي لاعتبارات متعددة يأتي في مقدمتها انها إحدى أميرات تلك الأسرة كريمة الأمير حيدر فاضل نجل الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديوي إسماعيل، وقد شيدت السيدة زينب كريمة علي باشا ووالدة فاطمة الزهراء هذا القصر في عام 1919م واكملت بناءه وزخرفته الأميرة فاطمة الزهراء على الطراز الأوروبي الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر. ويعد القصر فى حد ذاته متحفا لفنون العمارة الأوروبية تتناسب مع المعروض من تلك المجوهرات التى يعود تاريخها الى عام 1805 عندما تولى محمد على باشا عرش مصر، حيث قام بتصميمه وتنفيذه مهندسون وفنانون ايطاليون وفرنسيون وبلجيك على طراز اوروبى، وتبنت المدرسة التى نفذت ديكورات القصر مبادئ مدرسة مايكل انجلو التى تستخدم الألوان الهادئة.