السيسى لدى عودته من نيويورك اكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن كل مسئول فى الدولة يجب أن يتدخل بالمراجعة والمتابعة فى كافة التفاصيل المالية الدقيقة ومراعاة ما يتم إنفاقه فى الوقت الراهن، لأن مصر ليست لديها خيار آخر للنهوض سوى هذا الأمر. وأضاف الرئيس خلال افتتاح المرحلة الثالثة من تطوير المجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة "كل مسئول لازم يكون له بدل العين 100 عين حتى يتابع ويركز فى أدق التفاصيل، احنا متأخرين جدا، وما ينفعش نمشى تاتا تاتا، أو نجهز الناس بالراحة". وأضاف "السيسى" يجب أن يكون ذلك الفكر مستقرا لدينا، وفى كل مؤسسات الدولة، وبلدنا لم يعد لديها ما لا يسرق، وتابع "مش هنسمح لحد يمد إيده والبلد عاوزة كل واحد فينا يعطيها من دمه بدل تضييعها، ولازم كل جنيه يتراجع قبل صرفه وكل مشروع تكون تكلفته معروفة ومحددة، وهيفيدنا بإيه". وقال إن المشروعات التى تنفذها الدولة فى الوقت الراهن تصل إلى نحو 5 آلاف مشروع سنويا، موضحا أننا لو استطعنا أن نخفض تكلفة كل مشروع مبلغ مليون جنيه، سوف نحقق فائضا بنحو 5 مليارات جنيه، يمكن استغلالها فى مشروعات تنموية جديدة تعود بالفائدة والنفع على الدخل القومى، ومستويات أداء الاقتصاد المصرى فى تلك المرحلة الصعبة. وبيّن السيسى خلال افتتاح المرحلة الثالثة من توسعات المجمع الطبى لكوبرى القبة، أن عوامل الوقت والتكلفة المالية لكافة المشروعات والخدمات التى تنفذها الدولة المصرية باتت أمورا مستقرة لا يمكن تجاهلها لدى كافة مؤسسات الدولة ومسئوليها، وأن الوزراء كافة يجب أن يعلموا أن هذا الأمر جيدا. وأكد الرئيس أن قطاع الخدمات الصحية فى مصر يحتاج إلى نحو 50 مليار جنيه سنويا لشراء المستلزمات الطبية فقط، دون التوسع فى إنشاء مستشفيات جديدة أو تحسين الخدمة الطبية والعلاجية، أو العمل على زيادة أجور العاملين فى هذا القطاع الحساس، موضحا أن مصر بها أكثر من 500 مستشفى كبرى بمختلف المحافظات. وتابع "أنا لازم أناقش كل مسئول فى كل جنيه بيروح فين وبيتصرف فى أيه لأن الفلوس مش موجودة وإحنا غلابة وظروفنا صعبة، والمسئول اللى مش هيقدر ينفذ هذا الأمر لن يقدم لوطنه المطلوب، وأنا أتدخل فى أدق التفاصيل المالية لكل مؤسسات الدولة". وقال إنه لا يناقش المسئولين فى مختلف المواقع فى أمور النزاهة، فحال البلد قد تجاوز هذا الأمر بكثير، مضيفا: "لم يعد يوجد ما يتم الاستيلاء عليه أو تبديده، بل أناقش المسئولين فى ضرورة مساهمتهم فى بناء وطنهم، وما يمكنهم أن يدفعوه من جيوبهم لخدمة هذا البلد وشعبه" . وأضاف: "نحن نبنى بلدنا بما هو متاح لدينا من إمكانيات فى الوقت الراهن، وليس أمامنا سوى هذا الطريق، ولابد أن نضع أيدينا فى أيدى بعضنا البعض ونضع كل جنيه فى مكانه الحقيقى، من أجل تعظيم المتاح، فلم تعد الدولة قادرة على توفير النفقات اللازمة، لخدمة قطاعات جماهيرية حساسة كما ينبغى، مثل التعليم والصحة، نتيجة العوز وضعف مؤشرات الاقتصاد".
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضرورة الانتهاء من أعمال التطوير والإنشاءات المخطط لها فى المجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة خلال عام، بدلا من إتمامها فى عام 2021، والإسراع فى التنفيذ لافتتاحها فى نفس الموعد من العام المقبل. واختتم كلمته قائلا: "حب البلد مش بالكلام، لكن بالعمل بلا حدود ودون مقابل، من أجل صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتخفيف العبء عن كاهلهم قدر المستطاع" . وأشار الرئيس، إلى أن كل وزير فى الحكومة يجب أن يتدخل فى تكلفة "الدكة" التى يجلس عليها التلميذ فى المدرسة، لافتا أن الطريق الجديد الذى يتم رصفه، لخدمة أهالى القرى والمناطق النائية، وكذلك المستشفى لخدمة قطاعات جماهيرية عريضة، من أجل تلافى المعوقات المرتبطة بقدرات الدولة الضعيفة ماليا، وتقليل نسب الهدر فى الموارد المادية والبشرية، إلى جانب إحاطة كل مسئول بما لديه فى قطاعه .