كتب: أحمد سعيد يعاني الصحفيون في تركيا من الكثير من القيود المفروضة من الحكومة التركية، حيث فقد العشرات وظائفهم، وأعتقل آخرون في ظل سياسة القمع التي إنتهجتها سياسة رئيس الحكومة التركية السابق والرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، بعد قمع الحركة الإحتجاجية المناهضة للحكومة في نهاية شهر مايو من العام الحالي، في ميدان "تقسيم".
تركيا أكبر سجن للصحفيين في العالم واتهمت منظمة اعلامية دولية معنية بحقوق الصحفيين تركيا "بشن احد أشرس الحملات في العالم ضد حرية الصحافة في العصر الحديث" بحسب تعبيرها، كما أحصت لجنة حماية الصحافيين، وهي منظمة خاصة مقرها في نيويورك الأميركية، 76 صحافيا معتقلا، ووصفت تركيا بأكبر سجن في العالم للعاملين في مهنة الصحافة، قبل الصين وإيران.
فصل ألف صحفي معارض صورة لمظاهرات مناهضة لسياسات الحكومة التركية تجاه الصحفيين كشف تقرير برلماني تركي، فصل 981 صحفي تركي معارضٍ من عملهم بين شهر يناير وشهر أغسطس، وذلك بسبب ضغوط الحكومة التركية على وسائل الإعلام غير الموالية لها، إضافة إلى معاقبة وسائل الإعلام التي تنتقد سياسات الحكومة بواسطة وزارة المالية والمجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون وتخصيص إعلانات الوظائف بالقطاع العام لوسائل الإعلام المؤيدة للحكومة، وفق ما كشفت وكالة "جيهان" التركية الإثنين. وصرح أحد النواب الاتراك قائلاً، لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة في تركيا وقالت الوكالة إن التقرير الذي أعده النائب المستقل بالبرلمان التركي عن مدينة كوتاهيا "إدريس بال"، حول كشف حجم الضغوط التي يتعرض لها الإعلام "بما لا يمكن معه الحديث عن حرية الصحافة في تركيا".
أردوغان يعتمد علي قنوات وصحف الحزب وأضاف نفس التقرير إن الحكومة تعتمد على الإعلام الموالي المؤلف من 6 صحف و6 قنوات تلفزيونية مملوكة لرجال أعمال مقربين من "العدالة والتنمية" إلى جانب جيش الكتروني من 10 آلاف شخص يتقاضون أموالاً من الدولة مقابل هجمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإسكات الحركات والأحزاب المعارضة للحكومة. وأشار التقرير إلى وجود عدد كبير من الصحف والقنوات التلفزيونية غير الموالية للحكومة والتي تتعرض إلى ضغوط بطرق متنوعة مثل حرمانها من المناقصات والإعلانات وإثقالها بالضرائب وتنظيم حملات التفتيش أو منَعها من بث برامجها وأخبارها المعارضة للحكومة.
عدوي الإستقالات تحتاج الصحفيين وتتابعت سلسلة استقالة الصحفيين الأتراك، المحتجين على التضييق وقمع حرية التعبير وتدخل الحكومة في الخط التحريري للصحف ووسائل الإعلام. حيث تقدم 4 من محرري الأخبار بقناة "خبر تُرك" الإخبارية، التابعة لمجموعة "جينار" للإعلام، بإستقالاتهم، عقب الإعلان عن استقالة الكاتب الصحفي يلماز أوزديل من صحيفة "حريِيت"، التابعة لمجموعة "دوغان" للإعلام. وأعلن المحررون الأربعة أنهم قدموا استقالاتهم إلى أرهان تشاليك رئيس تحرير القناة، المعروف بقربه من حكومة العدالة والتنمية، التي يرأسها رجب طيب أردوغان، فيما أشارت مصادر مطلعة إلى أن أردوغان يسعى جاهدًا للسيطرة على مجموعة "دوغان" للإعلام التي تضم صحيفة "حرييت"، مثلما فعل وفرض سيطرته الكاملة على مجموعة "جينار" للإعلام التي تضم قناة "خبر تُرك"، وأن حملة الاستقالات التي تشهدها "حرييت"، التي تعد من أكبر وأعرق الصحف التركية، جاءت نتيجةً محاولات أردوغان وحكومته السيطرة على الصحيفة خلال الأيام الماضية.