عاطف الطيب بريشة احمد نادى عطوفا طيبا كان.. وأفلامة ال21كانت ولاتزال وستظل واحة للشجن النبيل، وملاذا لعشاق السينما. الذين لديهم آمال كبيرة فى إهتمام الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة بالإهتمام بتوثيق ،وأرشفة ما تركه "الطيب " من "تراث فنى "نادر بمنزله ،وان يتحقق الوعد المؤجل من أيام وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى،والخاص بعمل متحفا لها. إعداد _مصطفى حمزة عندما ولد عاطف يوم 26 ديسمبر 1947 فى جزيرة الشواربية بمركز مغاغة بمحافظة سوهاج،أصرت والدته على عدم الإعلان عن إنجابها "ولدا"،خوفا عليه من الحسد والموت،خاصة عقب وفاة أكثر من طفل لها عقب ميلادة،وكانت من شدة حرصها عليه تفرض حصار ا كبيرا على تحركاته. وكانت تقول انه من يومة "إبن موت"، وقبل رحيله فى23 يونيو 1995 عن عمر 48عاما ،أثناء إجرائه لعملية جراحية في القلب،كان "الموت" ،يشكل هاجسا يطارد "الطيب".وعن ذلك يقول رفيق مشواره المصور السينمائى الكبير "سعيد شيمى ".. شهد فيلم (كتيبة الإعدام) أول خلاف بينى و بين عاطف الطيب فى تنظيم أوقات العمل ، فقد كنت أعلم علم اليقين بخطورة مرضه بالرغم من انه كان يدعى أن أموره الصحية ومرضه شىء بسيط … انه يعانى من مشكلة حقيقية بسبب مشكلة قلبه وحاولت ان أقلل من ساعات العمل ، ولكن العجيب ان عاطف زاد من معدلات العمل بشكل غير مسبوق ، فليس من المعقول أن نعمل لمدة 18 ساعة مثلا ولا نستريح إلا أربع أو خمس ساعات ونعود للعمل مرة أخرى ، وفى احد المرات انهينا العمل حوالى الساعة الثالقة صباحا وطلب أن تبدأ الكاميرا عملها فى الثامنة صباحا ، ذ ت إليه منفردا طالبا الراحة ، فأنا لا أستطيع العمل بهذا الشكل يوميا فجسدى يتطلب الراحة ..كان رد عاطف غريب على ،وبشكل درامى ، قال .. بكره ياسعيد الواحد يشبع راحة ، وفهمت قصده ، يقصد الموت ، فانفعلت و قلت له عاطف إذا كنت عاوز تموت فأنا مش عايز أموت !، وتركته و أنا مؤمن بأن عاطف الطيب ينتحر عن طريق العمل ، حقا إنه يحب عمله جدا ، ولكنه قرر أن يصنع أكبر قدر من الأفلام فى عمره الذى يستشعر بإنه قصير . (البرىء) أما الأم التى كانت تخشى على طفلها "الطيب" من الموت مبكرا ،فكانت أحد أبطال كواليس فيلمه"البدرون"، وعن ذلك يقول "شيمى".." استغربت للغاية عندما وجدت عاطف الطيب يعطينى يوما سيناريو فيلم ( البدرون ) وطلب منى قراءته ، وكان عاطف قد صور فيلما ناجحا اسمه ( ضربة معلم )، وكذلك بدأ فى تصوير فيلم أبناء وقتلة ) ،بعد نجاح فيلم ( البرىء )،و قرأت السيناريو وهو مكتوب بحرفية كعادة أعمال كاتبنا الكبير عبد الحى اديب ) ،و لكن الموضوع عبارة عن مليودراما يحاول أن يلبثها ثوبا عصريا ، وتعجبت أن عاطف يريد تصوير هذا الفيلم ، و عندما قابلته قلت له رأيى بصراحة شديدة كما تعودنا و أن الموضوع لم يعجبنى،فقال لى ببساطة شديدة "سعيد" أنا لازم أعمل الفيلم ده ، تعجبت للغاية من موقفه فهو لا يحتاج لمجد جديد والحكاية مش فيلم و خلاص ، فأنا اعرف جيدا مدى تدقيقه فى اختيار أعماله ،و قلت له أنا مش فاهمك ايه فايدة انك تعمل فيلم مش لونك أو اتجاهك ،و فاجأنى بقوله : انه وعد والديه بزيارة بيت الله الحرام هذا العام ، ويريد أن يوفر لهما مبلغا محترما لأداء الفريضة . (الطيب والنجيب) الواقعية الى تقدم بها "عاطف أفلامه ، والبناء الفنى المحكم لها، كان من أهم أسباب وصف بعض النقاد "الطيب "بأنه "نجيب محفوظ السينما"،وكتب عنه الأديب العالمى"لقد قدمت لي السينما العشرات من الأفلام، ولكني أعتقد أن الحب فوق هضبة الهرم من المعالجات السينمائية الجيدة التي لم تستغل الأصل الأدبي لأسباب لا تمت للأدب أو الفن بصلة، إنما حول القصة الأدبية إلى شكل سينمائي متميز جعل منها بالفعل علامة مهمة في تطور السينما في مصر، وجعل من مخرجها بحق عميدا للخط الواقعي في السينما المصرية الحديثة.". أما ما تمناه هو لنفسه محرج فقال عنه الطيب. _ أهم قضية بالنسبة لى أن أحافظ على نفسى ، و أن أكون صادقا دائما و لا ، اننى اتمنى أن أكون فردا وسط مجموعة من السينمائيين تهدف إلى خلق سينما خاصة و متطورة ، لها روح و طعم مصرى ، و تلعب دورا هاما فى إثارة الفكر والحيوية عند المتفرج. (دعوة للحياة) وتخرج عاطف الطيب من المعهد العالي للسينما " قسم إخراج "عام 1970، وعمل أثناء الدراسة مساعداً للإخراج مع مدحت بكير في فيلم (ثلاثة وجوه للحب 1969)، وفيلم (دعوة للحياة 1973). كما عمل مساعداً للمونتاج مع كمال أبو العلا. والتحق، بعد تخرجه، بالجيش لأداء الخدمة العسكرية. وقضى الطيب فى الجيش الفترة من (1971 1975)، والتي شهدت حرب أكتوبر 1973. وخلال الفترة التي قضاها بالجيش، أخرج فيلماً قصيراً هو (جريدة الصباح 1972) من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة. وكانت تلك الفترة بالنسبة له فترة تكوين ذهني وفكري، حيث تمكن خلالها من تكثيف مشاهداته للأفلام (بمعدل 4 أفلام يوميا). كذلك شارك في العديد من نوادي السينما، حيث المناقشات الفكرية والفنية حول الأفلام، والتي أفادته كثيراً. في نفس الفترة أيضاً. (جيوش الشمس) وعمل الطيب" مساعدا للمخرج شادي عبد السلام، في فيلم (جيوش الشمس 1973)، الذي يتحدث عن حرب أكتوبر، حيث إستفاد كثيراً من هذه التجربة، وبعد أن ترك الجيش، عمل مساعداً للمخرج محمد بسيوني في فيلم (إبتسامة واحدة لا تكفي 1977). ثم أخرج فيلماً قصيراً من إنتاج المركز التجريبي هو ( المقايضة 1978).كما عمل بعدذلك، مساعداً للمخرج يوسف شاهين في فيلم (إسكندرية ليه 1979). وقد أفاده العمل مع هذا المخرج الكبير بشكل كبير. ثم عمل مساعداً للمخرج محمد شبل في فيلم (أنياب 1981) كما عمل عاطف الطيب مساعداً للمخرج العالمي لويس جيلبرت في فيلم "الجاسوس الذي أحبني"، ومع المخرج جيلر في فيلم "جريمة على النيل"، ومع المخرج مايكل بنويل في فيلم "الصحوة"، ومع المخرج فيليب ليلوك في فيلم "توت عنخ أمون"، ومع المخرج فرانكلين شافنر في فيلم "أبو الهول" . وتعاون الطيب مع الكاتب والمؤلف وحيد حامد في خمسة أفلام، بينما تعاون مع المؤلف بشير الديك في أربعة أفلام، ومع الكاتب مصطفى محرم في ثلاثة أفلام، ومع الكاتب أسامة أنور عكاشة في فيلمين فقط