ليبيا استيقظ أهالي مدينة بنغازي في الساعات الأولي من صباح اليوم على سماع أصوات الاسلحة الثقيلة وأصوات قصف الطائرات التابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عملية "كرامة ليبيا" لمواقع أنصار الشريعة الأسلامي ببنغازي والتي اسفرت عن مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 75 شخصا جراء الإحصائية النهائية لاحداث اليوم. فقد أكدت مسؤولة الإعلام في مستشفى الجلاء فادية البرغثي،لوكالة انباء الشرق الاوسط مساء اليوم الأثنين، أن المستشفى استقبل عشرة قتلى و21 جريحًا. بينما أكّد مصدر في مركز بنغازي الطبي ل (أ ش أ) أن المركز استقبل تسعة قتلى و28 جريحًا ، كما ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى بمستشفى المرج إلى قتيلين و26 جريحًا جراء الاشتباكات وأكدت مسؤولة المكتب الإعلامي بمستشفى المرج مبروكة صالح حسنين ل"بوابة الوسط" أن القتيلين هما عبدالله أبو الأشهب ومعتز محمد مجيد، مشيرة إلى أن عدد الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى ارتفع إلى 26 جريحًا. ودعا رئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني اليوم الاثنين الحكومة إلى اجتماع طارئ لبحث آخر التطورات في بنغازي بعد اشتباكات اليوم، ولا تزال الحكومة في حالة انعقاد متواصل، وسيصدر عنها بيان حول الأحداث وتطوراتها. وحمّل مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني، اليوم، الإعلام والدولة مسؤولية ما سماه "الفوضى الأمنية في البلاد" وخاصة ما يحدث في بنغازي حاليًا. ورفض الغرياني، في برنامج بثته قناة "الوطنية" الليبية الحكومية، اتهام جماعة أنصار الشريعة بالإرهاب وبمسؤوليتها عن الاغتيالات التي شهدتها بنغازي خلال المدة الماضية، واصفًا ذلك بالتزوير والظلم. وطالب بتقديم برهان مادي على هذه الاتهامات، محملاً الحكومة المسؤولية لأنها تسترت على إعلان نتائج تحقيقات في تلك الاغتيالات، حسب قوله. وأدان المفتي "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائلاً: "ليس هناك إرهاب يحارب بالطائرات". ودعا الغرياني "الثوار الحقيقيين" إلى دعم الحكومة الجديدة و"النزول بقوة إلى الشارع باسم الجيش والشرطة". وناشد أهالي مدينة بنغازي "المؤتمر الوطني العام" (البرلمان) والحكومة التدخل العاجل لإيقاف القتال الذي تشهده المدينة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأثنين . وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن المواطنين ببنغازي مندهشون من الصمت الذي تبديه الجهات الرسمية في الدولة وعدم اهتمامها بما يجرى، خاصة أن الاشتباكات المسلَّحة طالت الآمنين داخل بيوتهم وتسببت في وفيات بينهم، حسب إفادات بعضهم. وتجددت الاشتباكات اليوم وتسببت في إيقاف مظاهر الحياة في بنغازي كافة وأُلغيت امتحانات طلاب الثانوية العامة من أبناء المدينة وأُغلقت المحال التجارية، خاصة الواقعة منها قرب الاشتباكات. من جانبها، دعت وزارة الشؤون الخارجية التونسية، اليوم الأثنين ، كافة أفراد الجالية التونسية إلي مغادرة مدينة بنغازي إثر تدهور الأوضاع الأمنية بها. وطالبت الوزارة التونسية في بيان لها نشر هنا اليوم ، أفراد الجالية توخي أقصى درجات الحيطة والحذر تجنبا لأي طارئ فى هذا الظرف الدقيق وضمانا لسلامة جميع المواطنين التونسيين المقيمين بالمدينة. وجددت الوزارة دعوتها جميع المواطنين التونسيين إلي عدم التوجه الي ليبيا إلا في حالة الضرورة القصوى والامتناع عن السفر الى مدينة بنغازي.