قال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، إن ثورة 30 يونيو أسقطت المخطط الغربي للسيطرة علي الشرق الاوسط، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع إعادة عقارب الساعه إلى الوراء، مشيرا الي ان إرادة المصريين اتفقت علي رسم خارطة المستقبل. واضاف موسي خلال استضافته ببرنامج "الطريق إلى قصر الرئاسة"، الذي يقدمه عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية، اننا علينا واجبات ومسئوليات لا يصح فيها الهزل ، كما اننا نمر بفترة لا يصح فيها سوء الادارة. وعن مشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية قال موسي ان الانتخابات في الخارج اصبحت جزء من العمل الديموقراطي المصري ، ولكن الاقبال لا يزال يحتاج الي اكثر من ذلك حيث لابد من تسهيل الأمور علي الناخبين في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، مطالبا بزيادة عدد المراكز الانتخابية في عدد من المناطق الجغرافية باالبلاد بحيث يكون هناك ممثلين للحكومة المصرية يسهلوا علي الناخبين عملية الإدلاء بالأصوات، ورصد ميزانية لذلك. ومن جانب اخر أدان موسي الحادث الارهابي في محيط جامعة الازهر أمس والذي راح ضحيته 3 جنود وإصابة اخرين ، ناعيا شهداء الواجب ، مشيرا الي ان هؤلاء الشهداء يروحون ضحية الارهاب ، العنف ،والفكر المنغلق لذي لا يصح أن نسميه فكرا حتى. وشدد موسي علي ضرورة وقوف الدولة بحزم وحسم وقوة في مواجهة الإرهاب ، مشيرا الي انه لا يوجد مجتمع يقبل بوجود مثل هذ العنف والإرهاب، مطالبا بوجود قانون للقضاء علي الإرهاب، وتابع قائلا " من الان فصاعدا نحن في مرحلة اعادة بناء الدولة ، فلابد ان تكون الاسس سليمة والقرارات واضحة ومبنية علي منطق وخطة"؛ و قال انه علي الاجهزة الامنية ان تكون علي وعي بتلك الاحداث الارهابية ، فليس من المقبول ولا يصح ان نفاجئ بمثل هذه الأحداث. وعن الحدود المصرية الغربية مع ليبيا اوضح موسي ان الحال في ليبيا عبارة فوضي كبيرة مما يترك مجال لكل من يريد ان يفعل شئ يفعله دون حساب ، وبالتالي لابد من التحسب لهذا الوضع حيث ان هناك عدد كبير من المصريين تم اغتيالهم من مجموعات تستغل فراغ السلطة، مششدا علي ضرورة الاخذ في الاعتبار خطورة الموقف على حدودنا الغربية. ومن جانب اخر وعن الإنتخابات الرئاسية قال موسي اننا لدينا مرشَّحين فقط كل منهما يمثل توجه معين ، مشيرا الي ان هناك الكثير ممن رغبوا في الترشح ولكن دقة الاجراءات المتخذة حجمت الكثير عن الترشح لانتخابات الرئاسة، وأشار الي ان من سيفوز في الانتخابات الرئاسية لن يكون خليفة للرئيس مبارك كما انه ليس استمرارا للرئيس مرسي، اذن هو يعبرعن جمهورية جديدة ، الجمهورية الثالثة، لها مرجعية جديدة ، وهي الثورة التي انتجت دستورا قام علي تصور وطني واقليمي جديد فهذا هو الجديد. واشار الي ان صلاحيات الرئيس في الدستور واضحة ، مضيفا انه يتوقع ان يكون البرلمان القادم موزعا بين عدد كبير من القوي منهم المستقلين، مشيرا الي انه لا يتوقع فوز حزب بأغلبية في البرلمان، وعن التحديات التي تواجه كلا المرشحين طبقا لبرامجهما الإنتخابية ، اوضح موسي انه اضطلع علي كلا من البرامج الانتخابية للمرشحين ،مشيرا الي انه لا يوجد تحفظ لديه علي البرنامجين ، ولكن الأساس ليس البرلنامج الانتخابي ولكن أليات وكيفية التنفيذ، مؤكدا علي انه لا يصح مداعبة مشاعر المصريين بالحديث عن وعود ، ولكن يجب التنفيذ والوقوف علي الطريقة الاسلم للعمل. وأوضح انه لا يوجد جدول اعمال امام الرئيس القادم في مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر ، مشددا علي ضرورة وضع ملفات علي نفس المستوي من الاولولية منها ضرورة اتخاذ موقف حاسم للقضاء علي الارهاب ، مع بداية نشطة للإصلاح ، مع إعطاء الثقة للشعب ، مؤكدا علي ان اهم مشكلات انظمة الحكم هي سوء الادارة، وعن البعد العربي في ظل وجود رئيس جديد قال موسي ان مصر لديها مسئولية كبيرة تجاه الدول العربية ، مشيرا الي ان المشير عبد الفتاح السيسي ،المرشح الرئاسي ، تحدث خلال لقاءاته عن البعد العربي لمصر و اننا لا نستطيع ان نتجاهل او ندير ظهرنا للمجال العربي الذي نحن جزء منه وعلينا مسئولية كبيرة لاحداث التوازن ، مؤكدا انه لن تستطع اي دولة ان تأخذ مكان مصر بين الدول العربية. ومن جانب اخر شدد موسي علي دعوته أن تقبل حماس بالمبادرة العربية التي قبلها الجميع، وهي مبادرة توازن بين الالتزامات العربية والالتزامات الاخري وصولا الي قيام الدولة الفلسطينة، وأن تنضم حماس للإجماع العربي على ذلك، نافيا دعوته لحماس للاعتراف بإسرائيل، مؤكدا ان المبادرة العربية تقترح الاعتراف بها مقابل قيام الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها وعاصمتها القدسالشرقية والاعتراف بها أيضاً. وعن الحديث بوجود تدخلات خارجية في الانتخابات الرئاسية السابقة قال موسي انه ليس لديه دليل على ذلك ولكن الكثير من المؤشرات أشارت بوجود مثل هذه التدخلات ، ولكن المؤشرات منذ البداية كانت تشير الي فوز المرشح محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، وأكد موسي ان هناك عدد من العوامل التي تلعب دور في توجيه الناخبين تجاه ناخب معين ومنها الاعلام ، شخصية المرشح نفسه، برنامجه الانتخابي وغيرها من العناصر الأخري. وعما يقال عن وجود ثورة مضادة لثورة 30 يونيو اوضح موسي ان كلمة ثورة لا يجب ان تُستخدم بسهولة ، متسائلا "اين الثورة المضادة؟" ، موضحا انه ما تتعرض له مصر وثورة 30 يوينو مؤمراة مضادة وإرهاب مضاد ، للقضاء علي الحركة السياسية في مصر، مؤكدا علي ان كلمة ثورة "محترمة" ولا يصح ان تطلق علي الإرهاب، مشيرا الي انه لا يوجد احد يستطيع اعادة عقارب الساعة في مصر الي الوراء، وتابع موسي" كان هناك خطط سياسة لتغيير منطقة الشرق الاوسط ، و كل ما حدث لتولي الاخوان الحكم في مصر لم يكن وليد صدفة ، انما تم التخطيط ، الاعداد ، التمويل ، والتدريب له"، مشيرا الي ان الشعب المصري ادرك هذا المخطط واسقطه حينما ثار في 30 يونيو. وأكد موسي علي أن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعبية، دعمتها القوات المسلحة، لمنع الحرب الأهلية، وخسارة الأرواح. وعن العلاقات المصرية الامريكية قال موسي ان العلاقات بين البلدين الان في مرحلة إعادة نظر ، مشيرا الي ان الادارة الامريكية ادركت ان الشأن الداخلي المصري من اختصاص المصريين فقط ، كما انهم ادركوا جيدا انه لا يصح تهديد مصر بقطع المعونة عنها، واشار الي ان السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر كان بها اخطاء مثلما الحال بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية تجاه امريكا ، مشددا علي ضرورة تجنب تلك الاخطاء في المستقبل. واختتم رئيس لجنة الخمسين، حواره عبر الإذاعة المصرية ، قائلا : " أدعو المصريين صغارا وكبارا ، رجالا ونساءا، الي الخروج والتصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة حيث ان ذلك دور وطني لكل مواطن ، فكل مواطن يصوت كيفما يشاء ولكن عليه المشاركة لإن صوته سيساهم في ترجمة الكثير من الأمور في المرحلة المقبلة".