حلف الناتو اتسعت الهوة بين روسيا والغرب، على رغم الجهود المبذولة لتقريب المواقف في شأن أزمة أوكرانيا. وأعلن الحلف الأطلسي (ناتو) إثر أول اجتماع عقده في بروكسيل امس وزراءُ خارجية دوله ال28 الأعضاء منذ أن ضمت روسيا إقليم شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا، تجميد تعاونه المدني والعسكري مع موسكو، التي هددت بالانسحاب من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بعد التلويح بفرض قيود على حركة بعثتها. وأعلن الحلف وكييف، في بيان مشترك، أنهما سيكثفان تعاونهما الدفاعي عبر برامج مساعدات عسكرية وتدريب، في وقت وافق البرلمان الأوكراني على تنظيم مناورات مشتركة مع الحلف بين (مايو)و (أكتوبر) المقبلين، ما سيضع القوات الأميركية في جوار القوات الروسية في القرم. جاء ذلك على رغم إعلان موسكو أول من أمس سحب كتيبة تضم بين 500 و700 جندي، وقول المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن «لا داعي للشك في أن بعض القوات الروسية سينسحب من حدود أوكرانيا، على رغم أن عددها كبير جداً على الحدود». ولفت تأكيد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن قبل اجتماع بروكسيل، أن «العدوان الروسي على القرم قلب تماماً الوضع الأمني في أوروبا»، مضيفاً: «لا أستطيع تأكيد سحب روسيا قواتها من الحدود مع أوكرانيا» التي قدّر مسؤول عسكري في الحلف عددها بحوالى 40 ألف جندي موزعين على كتائب مشاة مزودة مركبات ووحدات مدرعة وقوات خاصة ووحدات تموين وإمداد، وعدداً كبيراً من الطائرات والمروحيات، علماً بأن «لا دليل على انتشارها لإجراء تدريبات». وفي مقابل إعلان الحلف تجميد تعاونه مع موسكو والانفتاح على «علاقات قوية» مع بلدان في الفضاء السوفياتي السابق، بينها أذربيجان ومولدافيا وجورجيا، حذرت موسكو من أن علاقاتها المستقبلية مع كييف، خصوصاً في مجال التعاون الاقتصادي، «ستكون رهن خطوات كييف على الساحة الدولية، خصوصاً بعدما لوّح الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف باحتمال تغيير وضع بلاده كبلد محايد». وأكدت موسكو أنها ستتعامل في شكل متكافئ مع كل قرار يضر بمصالحها، محذرة من محاولة كييف الانضمام إلى الحلف الأطلسي.