عانت بعض أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط الليلة الماضية من اشتباكات متفرقة بين متظاهرين ووحدات أمنية تحاول منع انتشار الفوضى التي الحقت خسائر بالممتلكات يوم أمس الاثنين وذلك وسط غضب شعبي عارم . وأطلقت الشرطة وابلا من القنابل الغازية لتفريق المتظاهرين في بعض مناطق نواكشوط، ولقي طالب جامعي امس مصرعه خلال التظاهرات. وأظهرت الصور التي بثتها وسائل الاعلام جثة القتيل في مشرحة مستشفى نواكشوط المركزي ووجهه مضرجا بالدماء . وقال أطباء إنه أصيب في الصدر، وتنتشر وحدات من الشرطة والحرس في شوارع نواكشوط لليوم الثاني. واستنكرت الاحزاب الموريتانية الموالية والمعارضة العملية الإجرامية التي تعرضت لها مصاحف في احد مساجد نواكشوط. ووصف الحزب الموريتاني الحاكم الاتحاد من أجل الجمهورية حادثة تدنيس المصاحف "بالجريمة الشنيعة"، معلنا تبرؤه "التام من فاعليها ومستغليها لأغراض غير معلنة ليس أقلها شناعة محاولة المساس بمقدساتنا الإسلامية العظمى ولحمتنا الاجتماعية وزعزعة أمن البلاد والعباد". وطالب الحزب في بيان نشر اليوم "بالابتعاد التام عن الانجراف خلف دعايات – من وصفهم – بمثيري الفتن والشحناء والمرجفين في المدينة الذين يحاولون استغلال هذه الجريمة لمآرب أخرى غير الانتصار للدين الحنيف لأن تجلياتها المكشوفة في المساس ببعض الممتلكات العامة والخاصة"، داعيا "الشعب الموريتاني العظيم نخبا وأفرادا وجماعات إلى استخلاص العبر من هذه الجريمة، وإلى التشبث بحكمة الإسلام وسكينة الملة البيضاء". حسب نص البيان. وأكد الحزب أنه "لن يتقاعس أبدا عن التنديد القوي بالإساءات المتتالية ومتعددة الأوجه لنبينا ورسولنا خير خلق الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولديننا الإسلامي الحنيف ولمقدساتنا وثوابتنا الكبرى"، مطالبا "السلطات العمومية بالتحقيق الجاد والسريع والفعال في هذه الحادثة الأليمة، حتى يتم القبض على المجرمين المارقين وإخضاعهم للعقوبات المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية ومحاسبتهم بكل صرامة ودون رحمة". وسارعت أحزاب المعارضة بدورها إلى التنديد بالعملية الإجرامية الأولى من نوعها في موريتانيا واستنكر زعيم المعارضة احمد ولد داداه عملية تدنيس المصاحف واجهش بالبكاء خلال تصريح لإحدى محطات التلفزيون المحلية.