نجيب ساويرس دعا رجل الأعمال المهندس، نجيب ساويرس، إلى ترك باب الحوار مفتوحا مع قطر وتركيا فربما تتغير مواقفهم قريبا، قائلا: "شتيمة أمير قطر وزوجته وابنه فى الإعلام المصرى تجاوز لا يليق بمصر". وقال «ساويرس» فى حوار مع برنامح «بهدوء»، على قناة «سى بى سى» فى الحادية عشر والنصف من مساء أمس الثلاثاء، إن بعض رجال الأعمال الوطنيين عندما تولوا مناصب دفعوا ثمن ذلك، مؤكدا أن 90% من رجال الأعمال السياسيين دخلوا السجن ككبش فداء بدون ذنب، وهنا لا بد من قانون يحمى الوزراء عند اتخاذ القرارات ما لم يتربح منها الوزير شخصيا أو أحد أقاربه أو أصدقائه وهذا لا يعنى عدم معاقبتهم، لكن لا تكون العقوبة هى السجن فهذا قرار إدارى خاطئ من بين عشرات أو مئات القرارات التى اتخذها يجب معاقبته فى حدود هذا فحسب، مشيرا إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تعاقب على قرارات إدارية بالسجن، ولهذا اتخذت قرارا بعدم شراء أراضى من الدولة مباشرة أو الشراكة مع الحكومة فى مشروعات خوفا من الملاحقة. ولفت ساويرس أن الأزمة الأولى على جدول أولويات، أى رئيس قادم، متمثل فى الدعم الذى يمثل 90 % من مشاكل الاقتصاد المصرى، معربا عن اعتقاده بأنه فى حال استطاع الدولة أن تنهى هذه المعضلة التاريخية بإعادة هيكلة الدعم، يمكنها أن تنهض، وهو الأمر الذى يحتاج إلى قرار قوى لن يُرضى البعض لكنه سيرضى الأغلبية، موضحا أن مصر تعيش الآن على القروض والمنح والمساعدات، وهى جهود مشكورة من الأشقاء لكن الكرامة الوطنية يجب أن تكون حافز لنا. وأشار ساويرس أن أزمة الدعم تم التغلب عليها فى البرازيل، بربط تطبيقه بتعليم الأبناء والرعاية الصحية، وهى تجربة متشابهة إلى حد كبير مع الحالة المصرية، مؤكدا أنه لا يعقل أن يكون الدعم للجميع ويحصل عليه الجميع ولا يصل إلى الفقير، داعيا إلى تحويله إلى دعم نقدى لمصلحة المواطن ولمصلحة الوطن، لأن ذلك سيرفع القدرة الشرائية للفقراء، وبالتالى يخدم رجال الأعمال من الجانب الاخر، ما يعنى القضاء على الفقر وإنعاش الاقتصاد، موضحا أن الفقير فى البرازيل الآن يعيش فى وحدة سكنية كاملة المرافق أما الفقير فى مصر يعيش فى عشة خشبية بلا مياه أو صرف صحى. وأوضح ساويرس أن النقطة الثانية فى الملفات العاجلة، تتمثل فى عودة الأمن الداخلى وليس القضاء على الإرهاب فقط، بل استعادة هيبة الشرطة وسيادة القانون، فكثير من المصريين باتوا لا يحترمون القانون خاصة بعد ثورة 25 يناير. وكشف ساويرس، أن لديه رؤية يتصور البعض أنها هزلية وتقوم على أن مصر تحتاج إلى حكومة تضم عددا من المتميزين فى مجالاتهم ك«محمد أبو تريكة وعادل أمام ومجدى يعقوب»، لأن الشخص الذى يصل لإنجاز كبير فى مجال ما، هو شخص يتمتع بقدر عالٍ من الذكاء ولديه نقاط قوة يمكن الاستفادة بها. ولفت ساويرس إلى أن هناك 4 أو 5 وزراء فى الحكومة الحالية بلا أى إنجاز حقيقى فى حياتهم. وقال ساويرس إن استقالة نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد البرادعى من منصبه «أغسطس 2013»، خذلته وأصابته شخصيا ب«خيبة أمل شديدة» مما قام به البرادعى، الذى كانت لديه قصة نجاح تكللت بوصوله لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعرب ساويرس عن عدم وجود مشكلة لديه "مرحليا" فى أن يحكم مصر شخص عسكري؛ بسبب الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، خاصة أنه على مدى 3 سنوات أنهك الاقتصاد وتدهور الأمن، فضلا عن استهداف الوطن من عدة دول وتنظيمات إرهابية ممتدة فى الداخل والخارج. وأضاف ساويرس: إن السلطة مفسدة، وأنه يخشى على السيسى من الغرور إلا أنه مطمئن لما يعرفه عن وزير الدفاع من التدين والإيمان بأن الله هو الأصل، وأنه كلما ارتفع منصبه تواضع، ومحذرا من محاولات من أسماها ب"مجموعات واضحة" لإحياء أنظمة قديمة بداية من عبد الناصر وحتى مبارك، وأن ذلك أمر مقلق. وأعرب ساويرس عن تمنياته بأن يقوم حكم السيسى على سيادة القانون، وأن يركز برنامجه على القضاء على الفقر ويستفيد من تجارب الدول الأخرى. واقترح ساويرس أن يضم الفريق الرئاسى لوزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي حال ترشحه للرئاسة قبطيا وشابا وامرأة وحلقة وصل بالقيادة الدينية. وأعرب ساويرس عن تمنياته أن يرى لواء فى الجيش أو المخابرات مسيحى الديانة، أو فى مباحث الأموال العامة، مضيفا: أن الوضع فى مصر لم يصل إلى درجة الوعى التى تسمح بتولى مسيحى رئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن تجربة تعيين محافظ مسيحى والتراجع عنها أمام الضغط الشعبى كانت "خطأ تاريخيا"، وأضاف: أتمنى أن أرى مرشحا مسيحيا للرئاسة. وقال ساويرس إن ما يقلقه فى المرحلة المقبلة، هو نظرة المجتمع لرجل الأعمال على أنهم مجموعة من اللصوص، وهى رؤية أقرب للرؤية اليسارية، كمان أن رجال الأعمال يجب أن يكون لهم دور فى بناء الدولة من خلال التركيز على حل مشكلة البطالة من خلال التركيز على المشروعات كثيفة العمالة. ودعا ساويرس المستثمرين الأجانب إلى المجيء إلى مصر اليوم قبل غدا، لأن سوقها متعطش والفرص فيها واعدة.